أديب الجيلاني كان وقع خبر وفاة المخرج المسرحي الكبير الفنان / فيصل علي عبدالله المفاجئ عنيفاً علي في بداية الامر - الا ان ايماني المطلق بكلمات رب العزة كانت خير مؤازر لي في صدمتي ومواسٍ لي في تلك اللحظات التي اعتصر فيها كياني الماً وحزناً وانا استمع لخبر وفاة قامة مسرحية وانسان عزيز على قلبي كان يرى فيَّ خير ابنٍ وصديق وتلميذ . [c1]ميلاد شيخ المخرجين [/c]من منالم يعرف اويسمع بشيخ المخرجين الذي ارتبط اسمه بفن الاخراج المسرحي ونخبة من رواد الحركة المسرحية في اليمن ، بالتأكيد قلة من الناس محددون باولئك الذين لم يعرفوا المسرح اليمني اولم يشاهدوا تلك العروض المسرحية التي كانت ( فرقة المسرح اليمني ) تعرضها منذ تأسيسها على يد كبير المخرجين واعجوبة المسرح اليمني المخرج المسرحي الفنان / فيصل علي عبدالله .. المولود في الاول من اغسطس عام 1948م بمحافظة عدن التي تلقى فيها تعليمه الاساسي والثانوي ، وساهم خلال فترة الدراسة بتقديم عدد من الاعمال المسرحية على خشبة ( المسرح الطلابي ) وكان من ابرزها مسرحيتا ( اليتيمان ) و ( اين ابي ؟! ) وهما من تأليفه واخراجه . [c1]رحلة الألف ميل [/c]في آواخر الستينيات غادر الفقيد / فيصل ارض الوطن تاركاً الاهل والاحباب ومتوجهاً نحو مهد الفن والحضارة قاهرة المعز بجمهورية مصر العربية الشقيقة بغرض دراسة الاخراج المسرحي على اصوله ، حيث اكتسب وخلال تواجده مهارات في ثقافة المسرح وتقنياته وعلومه على ايدي كبار رجال المسرح وعالم الاخراج المسرحي . وحتى يؤكد لكل من عرفوه اوعاصروه - آنذاك - ان حب المسرح يجري في عررقه مجرى الدم واتباتاً لقدراته الفائقة التي صقلها خلال فترة دراسته بالقاهرة ساهم في اخراج مسرحيتي ( ثورة بلدنا ) التي عرضت على مسرح جامعة القاهرة بمناسبة عيد الاستقلال الوطني المجيد في ارض الوطن ، ومسرحية ( الكنز ) التي عرضت على خشبة مسرح العرائس - آنذاك - تحت رعاية سفارتنا والاتحاد الطلابي بالقاهرة . [c1]بداية الغيث [/c]في بداية السبعينيات وعلى اثر عودته من ( القاهرة ) الى ارض الوطن ومسقط رأسه ( عدن ) قام وبتكليف من وزارة الثقافة وتحديداً من د. عبدالرحمن عبدالله ( أمده العلي القدير بالصحة وطول العمر ) وكيل الوزارة - انذاك - بتأسيس اول ادارة للمسرح تولى بعد تأسيسها مسؤولية ادارتها ، بالاضافة لتأسيس ( فرقة المسرح اليمني ) من مجموعة من العناصر الفنية التي سبق لها العمل في اطار ما كانت تسمى ب ( الفرقة القومية ) اضافة لعدد من الشباب الذين لم يسبق لهم العمل على خشبة المسرح .. ليقدم من خلال تلك الفرقة اول اعماله المسرحية والمتمثلة في مسرحية ( الكنز ) لمؤلفها / جمال الشيخ .. والتي ساهم من خلال اخراجها وعرضها في 22 يونيو عام 1971م بتعريف الناس عليه وكانت سبباً في بروزه . [c1]أبرز أعمال الفقيد [/c]بعد مسرحية ( الكنز ) التي اخرجها الفقيد الراحل ( فيصل ) ساهم في تقديم عدد من الاعمال المسرحية ذات الصبغة السياسية والوطنية والتي تميزت بأسلوب اخراجي متميز استخدم فيه احدث واروع تقنية الاخراج المسرحي - آنذاك - ومن تلك الاعمال وابرزها التي خلدها تاريخ المسرح وذاكرة الاجيال التي عاصرت الفقيد .. مسرحية ( الصياد ) لمؤلفها / معتوق عبدالباري واستخدم في عرضها تكنيك ( الفلاش باك ) ، ومسرحية (القرار) لمؤلفها / عتيق سكاريب واستخدم الفقيد في عرضها تكنيك (المسرح المكشوف) ، والعرض الغنائي الاستعراضي المعروف باسم (المزهر الحزين) والذي استخدم فيه تكنيك او اسلوب ( الفلم الوثائقي ) ، ومسرحية ( اول مايو ) لمؤلفها / حسين السيد والتي استخدم فيها اسلوب اوتكنيك (العرض التسجيلي الوثائقي ) ، ومسرحية ( الأم ) اروع وآخر اعمال الفقيد قبل تفرغه للعمل الاداري ( المكتبي ) كمدير لادارة المسرح .. والتي استخدم في عرضها الاسلوب الملحمي البرخثي - وهي بالمناسبة الى جانب مسرحية (الصياد) تعد من احب واقرب المسرحيات الى قلب الفقيد الراحل (طيب الله ثراه) اضافة لتلك الاعمال المسرحية .. يذكر وللامانة مساهمته الفاعلة في تأسيس ( المسرح الوطني ) بالتواهي و ( مسرح اول مايو للنقابات ) في المعلا في محافظة عدن . [c1]صفاته الشخصية [/c]تميز الفقيد الراحل المخرج المسرحي والفنان / فيصل عبدالله بعدة صفات شخصية حميدة كانسان وفنان مرهف الاحساس .. كان من ابرز تلك الصفات والتي لمستها شخصياً من خلال تواجدي المستمر بقربه - خلال السنوات العشر الماضية - انه كان رحمه الله ) صاحب نظرة ثاقبة ، شديد الثقة والاعتزاز بنفسه ، يحب ادهاش الاخرين وقطف الاعجاب من عيونهم واصواتهم بشخصية المتألقة ، اما حول سر نجاحه وتألقه خلال فترة عمله في الاخراج المسرحي كما يرويها لي صديق عمره المخلص المخرج السينمائي والمسرحي المبدع الفنان / منصور اغبري ( اطال الله في عمره وامده بالصحة والعافية ) فقد كان بسبب دأبه على العمل ومثابرته . بالاضافة لتلك الصفات فقد كان الفقيد ( طيب الله ثراه ) كريماً طيب القلب ودوداً بل وشديد الوداعه والظرافه حتى في احلك المواقف والظروف . [c1]كلمة أخيرة [/c]في خاتمة هذه السطور .. لا اجد نفسي الا مكلوماً .. ومغموراً بحزن شديد على فراق هذا الانسان الرائع ورحيله في يوم طيب مبارك فجر يوم الخميس الموافق 2 مارس 2006م .. ولكنها مشيئة الله التي يمتحن بها قلوب وايمان عباده .كما لايسعني في الاخير سوى ان ابتهل الى العلي القدير ان يتغمد روح الفقيد الراحل الذي كان قلبه مليئاً بحب الوطن ( فيصل علي عبدالله ) بواسع رحمته ومغفرته وان يسكنه فسيح جناته وان يلهمنا جميعاً واهله وبالذات ( والدته ) المكلومة بفراقة الصبر والسلوان . إنا لله وإنا اليه راجعون
|
ثقافة
محطات من حياة فقيدنا فيصل
أخبار متعلقة