من القضايا التربوية
إن المعركة الحقيقية التي تدور في عصرنا الراهن سلاحها الأساسي هو العلم والمعرفة، وللمناهج الدراسية دور مهم في بناء الأجيال المتسلحة بهذا السلاح؛ فهي النبع الذي ينبع منه أبناؤنا.لكن المناهج الدراسية في بلادنا، ولاسيما مناهج التعليم الأساسي، نلاحظ أنها قفزت قفزة نوعية في محتوى المنهج الدراسي، لكن هذه القفزة لا تتفق مع قدرات التلميذ، فنجد مثلاً أنها تحتوي على ألفاظ جديدة قد تكون صعبة النطق على أطفال صغار، إضافة إلى إختلاف طرائق التدريس التي تتغير فجأة وبدون مقدمات.ولا نريد أن يفهم من كلامنا هذا أننا ضد مواكبة الجديد في العلم، بل على العكس. لكننا ندعو إلى التدرج في نوعية المعلومات وكذا طرائق التدريس، ومن المؤكد أن مثل هذا التدرج لن يسبب أي إشكال للطفل خاصة من الناحية النفسية، وذلك على اعتبار أن الأطفال هم أكثر الفئات تأثراً بالمتغيرات أو المستجدات التي تحدث من حولهم، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى علينا أن نكون مدركين أن جميع التلاميذ ليسوا على درجة واحدة من الذكاء، أو التقبل للجديد من المتغيرات في نوعية وكيفية طرائق التدريس.وللمعلم دور مهم في تقديم المعلومات وتوضيحها وتبسيطها، فبذلك سيجد التلميذ أن المادة الدراسية قد وصلت إليه في سهولة ويسر، لكن ذلك لن يحدث إلا إذا كان المعلم على دراية تامة وذا ثقافة ومعرفة بطرائق التدريس ومستوعباً لها.أملنا أن يراعى أطفالنا عند وضع المناهج، بالتخفيف عنهم، لأن وسائل الضغط قد تجعلهم ينفرون من المدرسة وبالتالي نكون بعملنا هذا قد دفعناهم إلى طريق لا يتمناه أحد لأبنائه.رر