ما أروع ان يسود التفاهم بين الناس فمعظم مشاكلنا سببها سوء الفهم والمقاصد،والاحكام المسبقة، او الأوهام التي يسوقها الآخرون او الفتن التي يصدرها لنا خصومنا من خارج الحدود، ليبقونا في نزاع مستديم ويستفيدون هم من صراعاتناوتناحرنا الداخلي لغرض في نفس يعقوب كما يقولون، وفي حقيقة الامر فإن ماسوف يوحدنا بالفعل هو وحدة مصالحنا وحاجاتنا وأهدافنا المشتركة في وطن موحد وشعب موحد. من هنا تأتي حاجتنا للحوار والنقاش والجدل الحر والمفتوح على كل صعيد، وفي كل زمان ومكان، كحاجة دائمة وضرورية لتكون حياتنا جميعاً أفضل وأكثر جمالاً ولاينبغي ان تكون الرغبة في الحوار، رغبة عابرة او موسمية،وبعدها ينكفئ الجميع، وينعزل البعض عن الآخر او يسود الجفاء من جديد فاستمرار الحوار بين أطرافه المتعددة هو وحده الكفيل بمعالجة الاختلافات في وجهات النظر بشرط ان تتحدد نقاط الاختلاف في الموضوع المحدد، وان يصل الجميع الى المقترحات والحلول لاية مسألة موضع التباس او اختلاف.والمهم في أي حوار يدور بين مطرفين ان يصل الجميع الى اتفاق ملزم التطبيق والتنفيذ والانجاز من قبل كل الأطراف المعنية فالحوار بالكلمات اثبت انه أكثر جدوى من الحوار بالسلاح وهذا يتقضي بدءاً بد الاعتراف المتبادل بين أطراف الحوار وبأنهما ندان في قضية واحدة تهم الجميع وان يجري الحوار باحترام الرأي والرأي الآخر، وان يتجاوز الطرفان أساليب المناورات والمساومات والكذب والخداع او التزوير او التهويل والمبالغة في الأطروحات وان لايتعالى احد الأطراف على غيره، وان يسود الاحترام والتقدير المتبادل بينهما.في هذا السياق فقط يمكن ان تكون الحوارات المطلوبة بين اطراف العملية السياسية في اليمن مجدية ومفيدة وذات نتائج عملية حاسمة في مضمار التطور والتقدم المنشود لوطننا وشعبنا اليوم وغداً وبعيداً عن الانتهازية المقيتة والنفعية الآنية الرخيصة وبعيداً عن المزايدات وبعيداً عن نزعات الاستئثار والاستحواذ على السلطة والثروة فكل القضايا لابد ان تكون موضع تشاور بين مختلف أطراف العملية السياسية في البلاد، سواءً على صعيد تشكيل الهيئات القيادية العليا او الوسطى او الدنيا وكذا على صعيد رسم السياسات الداخلية والخارجية وكذا على صعيد رسم السياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذا في وضع الخطط الأمنية والدفاعية والدبلوماسية وغيرها، ليكون الجميع مشاركين يتحملون المسؤولية في البداية والنهاية.فالوطن وطن الجميع ومسؤولية الجميع وخيراته لابد ان تعم الجميع، وتتأكد أهليتنا لادارة شؤون وطننا عندما لانستسلم لاملاءات الاخرين من خارج الحدود ولا الضغوط مهما كان مصدرها ولاحتى الوصاية والهيمنة من أي كان وهذا هو اهم مايمكن ان يوفره الحوار بين اطراف العملية السياسية،ويوفر أرضية مشتركة للاستقرار الاجتماعي بحيث يتفرغ الجميع بعدها للعمل والانتاج والتنمية المستدامة،وفي القضاء على التفاوت بين دخول الناس، والتفاوت في أوضاع مختلف مناطق البلاد، والارتقاء بحياة الانسان اليمني الى ذروة الازدهار والتقدم المنشود.لم يعد مقبولاً في هذا العصر ان تطغى على الجميع عشيرة او قبيلة او منطقة او طائفة دينية محددة فالوطن تحرسه الملايين وتبنيه ليعود بالخير على الجميع وولاؤنا جميعاً لله وللوطن وللثورة ولاولا لغير ذلك، وبذلك فقط تصبح الوحدة الوطنية سبيكة صلبة لايمكن تفتيتها ويصبح النظام الوطني الديمقراطي هدف الملايين العشرين اليوم، واضعاف هذا العدد غداً والديمقراطية ديمقراطية الشعب، وليست فقط ديمقراطية النخب والسادة الجدد.
|
آراء حرة
حاجتنا إلى الحوار
أخبار متعلقة