[c1]إمريكا تشيد بانتخابات العراق رغم العنف[/c]ذكرت صحيفة نيويورك تايمز فى إطار متابعتها لملف الانتخابات العراقية، أن العراقيين السنة تحدوا التفجيرات العنيفة التى هزت أرجاء البلاد وذهبوا للاقتراع أمس الأحد، فى مدينة الفلوجة، التى توصف بـ«مدينة المساجد»، والتى كانت تمثل شوكة فى عنق الاحتلال الأمريكى طوال سبعة أعوام، وقالت إنهم استطاعوا توضيح مدى تطور الأوضاع فى العراق وكيف بقى المزيد أمام العراقيين لإحلال الاستقرار فى دولة مزقها الاحتلال.وأشارت الصحيفة إلى أن مئات من العرب السنة ذهبوا إلى صناديق الاقتراع فى قرى مثل الفلوجة، التى كانت مرتعا للمتمردين فيما سبق، مؤكدين على نيتهم الانخراط من مسرح السياسات بالعراق، ما يوضح تغير موقفهم بشأن الانتخابات بعد خمس سنوات من انتخابات عام 2005. ورأت نيويورك تايمز أن إقبال العرب السنة على صناديق الاقتراع بأعداد غفيرة كان أبلغ تأثير لهم على الساحة القومية، خاصة بعدما فرض الغزو الأمريكى هيمنتهم على مدار سبعة أعوام. ولكن ذهبت الصحيفة إلى أن تمكين السنة فى هذه الانتخابات سيزيد من اشتعال الساحة السياسية، لأنه يهدد بنشوب صراع طائفي جديد، فمطالب السنة التي تقتضي بتأمين الرئاسة للسنة بهدف إذابة التأثير الإيرانى، ستزيد من صعوبة تشكيل حكومة ائتلافية فى العراق. كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الولايات المتحدة الأمريكية أشادت بانتخابات العراق البرلمانية التى أجريت أمس الأول الأحد، وقالت إن ملايين العراقيين أدلوا بأصواتهم وسط تفجيرات كبيرة هزت أرجاء البلاد، ومع ذلك، سيطرت مشاعر الأمل على قلوب الناشطين السياسيين بأن هذه الانتخابات ستسفر فى نهاية الأمر عن تحقيق الديمقراطية، عندما يحكم البلاد نواب جدد يساعدوها فى وقت تغادر فيه القوات الأمريكية من البلاد. ورأت واشنطن بوست أن إقبال العراقيين على الانتخابات كان متواضعا، حيث اختار الكثير من العراقيين البقاء بالمنزل خوفا من أحداث العنف، فعلى ما يبدو ساهمت عملية الديمقراطية فى شعورهم باليأس. ورغم ذلك، أكد الكثير من الناخبين أنهم ذهبوا إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم رغم يأسهم من مؤسسة العراق السياسية، وخوفهم حيال المستقبل. كما أفردت صحيفة الجارديان تغطية كبيرة للانتخابات العراقية، وقالت إنه على الرغم من الهجمات الانتحارية والتوقعات القليلة، إلا أن العراقيين توجهوا إلى مراكز الاقتراع بأعداد كبيرة فى الانتخابات العامة التى ينظر إليها على نطاق واسع باعتبارها محاولة متحدية للتحرر من حالة السبات السياسي وبقايا الاحتلال الأمريكى. وأشارت الجارديان فى التقرير الذى أعده مراسلها من بغداد مارتن شولوف، إلى أن ما يصل إلى 70% من الناخبين المسجلين فى بغداد قد أدلوا بأصواتهم لاختيار زعيم جديد على الرغم من زيادة فى معدلات العنف اليومي هي الأكبر منذ عامين والتى أودت بحياة 36 شخصاً على الأقل وجرح مزيد من العشرات.وقد أظهرت الأرقام الصادرة عن المفوضية العليا للانتخابات، والتى تتسم بالاستقلالية، الإقبال الكبير على التصويت فى مناطق أخرى من البلاد، خاصة تلك التى يهيمن عليها السنة فى محافظة الأنبار، على عكس اتجاه المقاطعة السنية لانتخابات عام 2005.ورغم ذلك، تقول الصحيفة، إن حالة النشوة التى كانت موجودة بقوة فى الانتخابات الماضية عندما كان الناخبون يلوحون بأصابعهم المغطاة بالحبر فى دليل على مشاركتهم بأصواتهم، لم تكن موجودة بقوة هذه المرة. حيث أبقى العراقيون أصابعهم بعيداً عن الأنظار ما يعنى أنهم يفضلون مناقشة خياراتهم فى هدوء وتجنب تصعيد التوتر الطائفى، على أمل أن تكون المحاولة الثانية للانتخابات أكثر نجاحاً من سابقتها.كما ركزت صحيفة الإندبندنت بدورها على الانتخابات العراقية وما صاحبها من عنف، وقالت إن العراقيين توجهوا إلى مراكز الاقتراع لاختيار زعيم جديد لهم متحدين القنابل والهجمات بالدراجات البخارية التى أدت إلى مقتل 38 شخصاً على الأقل.وتحدثت الصحيفة عن التطور فى أساليب المسلحين فى الهجوم على المدنيين، وقالت إن المتفجرات تمت زراعتها فى غرف استأجرها المفجرون فى بغداد ثم قاموا بتفجيرها. وهذا التكتيك الذى استهدف الأغلبية الشيعية ربما يثير موجة جديدة من المخاوف فى العاصمة على الرغم من التواجد العسكري والأمني الكثيف، وانتشار نقاط التفتيش على بعد مئات الياردات فقط.وحول الموضوع نفسه، خصص الكاتب روبرت فيسك مقاله يوم أمس للحديث عن الديقراطية التى يريدها الغرب فى العراق قائلاُ إن الشعب العراقي يسير مجددا وسط مظاهر العنف ونيران التفجيرات كي يحقق ديمقراطية وفق معايير الغرب، وأضاف أنه لا يمكن للديمقراطية أن تعطي أكلها في أي بلد يرزح شعبه تحت نير الاحتلال الأجنبي.وأشار فيسك في مقال نشرته له صحيفة إندبندنت البريطانية إلى أن الشعب العراقي مشى بعشرات الآلاف عام 2005 وسط أجواء التفجيرات المرعبة كي يدلي بصوته في الانتخابات البرلمانية الأولى التي تشهدها البلاد.وقال إنه بينما نفذ الشيعة عام 2005 أوامر وتعليمات رؤساء الطوائف لديهم بضرورة أداء الواجب الانتخابي في الديمقراطية الوليدة، عزف السنة عن المشاركة وأعلنوا عن مقاطعتهم لها.وأضاف أنه بينما لا يزال الشيعة ممن كانوا على علاقة وطيدة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في وظائفهم الذين يعتقد أن العراقيين ذهبوا البارحة لانتخابهم، جرى مؤخرا حرمان مئات المرشحين -وغالبيتهم من السنة- من حقهم في مواصلة الترشح للانتخابات البرلمانية بدعوى علاقتهم السابقة بحزب البعث، ما يشير إلى عودة البلاد إلى السياسات الطائفية العنصرية.ومضى إلى أن النظام الانتخابي في العراق وفق القوانين الجديدة لا يسمح لأي حزب بتشكيل الحكومة بمفرده، لذا تشكلت الجبهات والتحالفات حتى وصلت إلى قرابة 86 من الكيانات التي قدمت أكثر من ستة آلاف مرشح لخوض الانتخابات، متسائلا عما إذا كانت الحكومة الجديدة ستتشكل وفقا لأعداد كل من السنة والشيعة والأكراد في البلاد أم لا.وقال الكاتب إن الغرب طالما فضل في الشرق الأوسط الديمقراطيات التي تأخذ في الحسبان تشكيل حكومات تبعا للثقل السياسي التقليدي لكل طائفة، تماما كما حدث في أيرلندا الشمالية وقبرص، أو كما فعل الفرنسيون في لبنان.وأضاف أن المستعمر الغربي طالما استخدم الفزاعة المناسبة ليخيف بها الشعوب الواقعة تحت الاحتلال، ففي حال الأفغان يتم إخافتهم بعودة حركة طالبان، وفي حال العراق يخوفون بعودة نظام صدام، وفي حال قبرص ولبنان كان المستعمر يخيفهم بعودة العثمانيين الأتراك.
أخبار متعلقة