المفتتح
هذه لحظة صدق مع النفس مع معلمتي الغالية التي أقول لها على الملا لقد غيرّت حياتي وكنت السند والخبرة نعم لقد علمتني الكثير .علمتني أن أمد يدي لمن يسقط دون أن أسال عن سبب سقوطه....نقلتني من نفسي المظلمة والممتلئة بالأنا إلى نفوسهم هم ومشاكلهم قلت لي دائماً انظري إلى الشرق لا إلى الغرب هناك حيث الشمس تشرق حيت الأمل لا الغرب حيث الأفول والرمق الأخير حيث الاحتضار .علمتني أن أغير دهاليز نفسي المعقدة لتنطلق تلك النفس على سجيتها فمزقت كل أشرعة الحزن واليأس التي كانت تبحر في خلدي وحينما سألتك إذا كان الحب ضرورياً لاستمرارية الحياة.قلت لي : ((الحياة لا تنقسم إلا بالحب حب الناس حب الأم لأبنائها حب الروح للجسد عشق الإنسان للطبيعة أنزلتني من أبراجي العالية وأسمعتني قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال درة من الكبر وقلبي كان لا يتسع لشيء قدر أتساعه للكبرياء والتعالي فتت تلك السدود التي تحصنت بها ضد الآخرين وكنت في الحقيقة أدفن ذاتي في أعماق أعماق نفسي فكنت كمن دفنت نفسها في رمال الشاطئ فإذا بأمواج المد تعريني وتكشف حقيقتي أولاً أمام نفسي تم أمام الآخرين وحينما فتت تلك الحواجز أمرتني بأن أبني من ذلك الفتات سدوداً جديدة لا لأحمي نفسي من أي شيء خارجي بل لأحمي به ثقافة دينية وروحانية وبذلك حجزتها بداخلي وطبقتها في تعاملاتي مع الآخرين .نصحتني بان انظر دايماً إلى الأمام لا إلى الخلف ....علمتني ألا ادخل أي نفس إلا من الجانب الأيسر حيت القلب لا بالنفاق وان اتعظ بحياة السابقين وما حاق بهم من صروف الدهر وألا أخدع نفسي فلا أتعلق بخيط من نسيج العنكبوت تتلاعب به الريح في يوم عاصف، علمتني ألا أبني من حطام الآخرين شيئاً ما وما هو لي ما هو علي وألان بعد أن رحلت فأنني أعيد النظر إلى داخلي حيت الجوهر الحقيقي فأتذكرك لأني لم أنسك ِ ابدأ.محررة الصفحة