القسم الثاني
إعداد / ميسون عدنان الصادقلم يدع فرقع لوز الخوف يجد سبيلاً إلى قلبه وقال محدثاً نفسه:ـ ما هو مقدر لي سيكون! توكلت على الله.وببطء تقدم فرقع لوز لملاقاة التنين وهو رافع الرأس.وقال بهدوء بالرغم من دقات قلبه السريعة التي لم يستطع السيطرة عليها:ـ ماذا تريد أيها التنين؟ضحك التنين ضحكة اهتز لها المكان كله وقال:ـ سوف آكلك طبعاً يا له من سؤال! أم انك تريد أن تطيل مدة بقائك على هذه الأرض بحديثك معي؟قال فرقع لوز:ـ قل ما تشاء وأفعل ما تشاء.. لكني أحب أن أحذرك وأقول إنك لن تستطيع ان تمضغني لذلك سوف تبتلعني هكذا كما أنا مرة واحدة وحينها سأكون داخل معدتك اللعينة المظلمة سوف أعمد على ثقبها بأسناني وأظافري حتى تلفظ آخر أنفاسك وتموت.قال التنين العملاق متعجباً:ـ هل تعتقد انك بهذه القوة؟ أذن أنظر ما أستطيع أن أفعل!وفي الحال مسك التنين قطعة من الحجر بيد واحدة وضغط عليها حتى صارت تراباً تناثر بين كفيه الغليظتين وطار في الهواء.قال فرقع لوز وهو يهز كتفه باستهزاء:ـ ياسلام ما هوالعجب في ذلك؟ انني أستطيع أن اخرج ماء من قطعة من الحجر.. أنظر..وبدلاً من قطعة الحجر مسك فرقع لوز قطعة من جبن الماعز واخرج منها الماء من بعد ان ضغط عليها بيده بقوة.في تلك اللحظة تملكت الدهشة والخشية التنين ما جعله يهرب بسرعة ولم يشاهده احد بعد ذلك في القرية التي أصبحت آمنة من جديد.ولما عرض العمدة على فرقع لوز ان يقيم بينهم دائماً ويجعله نائباً له رفض فرقع لوز قائلاً:ـ أشكرك أيها العمدة.. إن حياتي وسعادتي في الترحال والتجول لذلك اطلق علي أسم فرقع لوز لكني أعدك انني سأزوركم مرة كل عام في مثل هذا اليوم.وحافظ الغجري على وعده..والغريب في الأمر أن كل بيت كان يجهز له في هذا اليوم الذي أطلقوا عليه (عيد فرقع لوز) قطعة كبيرة من جبن الماعز يستقبله بها.. ويتقبلها هو بمرح وسعادة!