- صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى في السعودية هو أحد مظاهر الوثنية لدى السلفيين أو الوهابيين حيث يقدسو كالبقرة الهندوسية ويعدون كلامه من قبيل الوحي الذي يوحى، فتاواه نهائية، وكتيباته رائجة في سوقنا وتوزع مجاناً ولا تباع على الشباب والصبية في المراكز والجوامع السلفية..أمس صبحنا بفتوى أجاز فيها قتل أصحاب القنوات الفضائية، حيث قال إن القرآن حكم بقتل من قتل نفساً وقتل من سعى في الأرض فساداً أيضاً. والفساد عنده ليس الفساد المراد في القرآن من قطع طريق وتخريب بيئة البحر والأرض، بل الفساد الأخلاقي، ولأن القنوات الفضائية تشيع الفساد فيجب قتل أصحابها لأنهم يفسدون في الأرض.والرجل ليس من أولئك الذين “طارت مسامير رؤوسهم” كما يقول المثل عندنا، بل هو عاقل وحامل فقه من الوزن الكبير، فالفتوى لم تصدر عن مجنون بل عن وهابي سلفي يحمل ثقافة تستهين بالدماء وتحرص على القتل بالمكشوف..- صحيح أن معظم القنوات الفضائية العربية غنائية وتخاطب الغرائز وتتاجر بالإناث من أجل إرضاء بعض الجمهور والحصول على المال من أقرب الطرق وأسهلها.. صحيح أيضاً أنها تنطوي على أسلحة فتاكة، لكن هل السبيل لتجنب هذه الأسلحة هو قتل ملاك القنوات الفضائية؟ وأيهما الأبعد إلى الله تاجر أخطأ طريق الكسب أم مفتٍ يبيح قتل الناس بالمزاج؟ قلدكم الله!- قبيل هذه الفتوى الشريرة بيومين خرج سلفي عندنا يكفر أحمد الحبيشي وأمل الباشا وكل الذين عارضوا إنشاء هيئة للأذية في اليمن كالتي في السعودية وباسم هيئة حماية الفضيلة، وقال المدعو عبدالملك التاج إن الذين عارضوا الهيئة هم خليط من الساخرين بالدين ودعاة التنصير والمجون ومنتقدي الرسول وممزقي الوحدة ومثيري الفتن ومعارضي كلام الله والمتأثرين بالمد الكنسي التنصيري.. وهذه كلها تهم توجب القتل، وما بقي بعد ذلك أن يأخذ المتطرفون والإرهابيون بهذه الفتاوى ويقومون بالواجب، وهذا محتمل كما أن قتل ملاك الفضائيات بموجب فتوى اللحيدان أقرب إلى المرجح..- مشكلتنا مع هذه البهائم التي تعتمر العمائم واضحة.. نحن نقول إننا ضد أي هيئة تؤذي الناس باسم الفضيلة، وهم يسمون أنفسهم الفضيلة ويحسبون كلامهم قرآناً ووساوسهم سنة، فإذا تعرضت بالنقد للأذية قالوا أنت ضد الفضيلة، وإذا رفضت آراءهم قالوا أنت ترفض الشريعة، وإذا سخرت من سخافاتهم اتهموك بالسخرية من الكتاب والسنة.
مكفرون في صنعاء والرياض
أخبار متعلقة