طهران- فيينا /14اكتوبر/ رويترز :أكد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي امس الاثنين أن إيران ستعاقب الذين يقفون خلف هجوم على الحرس الثوري قتل فيه 42 شخصا وألمح الى تورط غربي في الحادث.ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن خامنئي قوله “مرتزقة الاستكبار العالمي يجب أن يعرفوا ان النظام الإسلامي سوف يحمي المنطقة بقوة ويدافع عن شعبه المخلص وسيعاقب أولئك الذين ينتهكون حياتهم وأمنهم.”وعادة ما تشير ايران الى الولايات المتحدة عند استخدامها لفظ “ الاستكبار العالمي”.واتهم قادة الحرس الثوري الولايات المتحدة وبريطانيا بدعم الجماعة السنية المتمردة التي أشارت وسائل إعلام إيرانية إلى أنها أعلنت مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري في جنوب شرق ايران أول أمس الأحد وهو أكثر الهجمات دموية في البلاد منذ حربها في الثمانينات مع العراق.ونقلت الوكالة عن خامنئي قوله في أول تعليقاته العلنية على الهجوم “الاعداء يتعين أن يعرفوا أنهم لا يمكن أن يضروا بالوحدة والتضامن بين الايرانيين..بمثل ذلك العمل الإجرامي”.من جانب آخر أكدت إيران أنها لن تتردد في تخصيب اليورانيوم بدرجة عالية بنفسها في حال عدم التوصل إلى اتفاق في محادثاتها مع القوى العالمية التي بدأت يوم أمس في حين يأمل الغرب في خفض مخاطر إقدام إيران على تطوير سلاح نووي.وبدأ الاجتماع بين مسئولين من إيران وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة في فينا بعد فترة وجيزة من إعلان التلفزيون الإيراني الحكومي أن طهران لن تتعامل بشكل مباشر مع فرنسا إذ أنها لم تلتزم بتوريد “مواد نووية”.ولم يتضح على الفور أثر ذلك على المحادثات التي تهدف إلى التوصل لاتفاق على أن تشحن إيران يورانيوماً مخصباً لروسيا وفرنسا لمعالجته وزيادة تخصيبه ثم إعادته لإيران كوقود لمفاعل يصنع مواد لاستخدامات طبية.وذكرت وسائل إعلام إيرانية أخرى أن سببا آخر لعدم رغبة إيران في التعامل بشكل مباشر مع فرنسا هو مزاعم عن تدخل فرنسي في جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران لتحسين التعاون.ويمثل اجتماع فيينا الذي تستضيفه الوكالة الدولية للطاقة الذرية الفرصة الأولى للبناء على مقترحات لنزع فتيل الأزمة بشأن أنشطة إيران النووية التي أثيرت في اجتماع رفيع المستوى في جنيف يوم الأول من اكتوبر.لكن إيران تحدثت بلهجة تحد قبل بضع ساعات من الاجتماع.وأضاف علي شيرزاديان المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية انه لن يكون من المجدي اقتصاديا بالنسبة لإيران أن تزيد من تخصيب اليورانيوم منخفض التخصيب داخل البلاد لإنتاج ما بين 150 و300 كيلوجرام من المادة التي تحتاجها للمفاعل لكنها ستفعل ذلك اذا لم تحقق محادثات فيينا “ النتائج المرجوة في إيران.”ونجت إيران من فرض عقوبات أكثر صرامة عليها من جانب الأمم المتحدة بموافقتها يوم الأول من أكتوبر على تفتيش موقع نووي وقبولها من حيث المبدأ ارسال اليورانيوم منخفض التخصيب للخارج لتخصيبه بدرجة أكبر ليستخدم كوقود لمفاعل طهران.وأضاف مسؤولون غربيون أن إيران وافقت بشكل غير نهائي على المناحي الرئيسية لمقترحات جنيف. لكن طهران نفت ذلك.وأضاف دبلوماسي غربي بارز طلب عدم نشر اسمه بسبب الحساسية السياسية للموضوع “من المفترض أن تقود محادثات هذا الأسبوع إلى اتفاق.وأضاف “لكن بما أننا لم نجر مفاوضات بعد مع الإيرانيين فان الأيام القليلة المقبلة قد تعيد فتح العديد مما كنا نتصور أننا توصلنا لاتفاق مبدئي بشأنه.”وقال دبلوماسيون ان المحادثات التي بدأت في مقر الوكالة بكلمة رئيسها محمد البرادعي قد تستمر لأي فترة بين بضع ساعات وثلاثة أيام.وقد تخيم على المحادثات كذلك مزاعم إيرانية بأن الولايات المتحدة وبريطانيا ساندتا متشددين قتلوا 42 شخصا منهم ستة من كبار قادة الحرس الثوري في هجوم انتحاري يوم الأحد.وأبلغ شيرزاديان وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية “توفير الوقود لمفاعل طهران يمثل اختبارا جيدا لمعرفة ما إذا كان الغرب يتعامل بنزاهة مع إيران.”وقال “أنشطة إيران لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة خمسة بالمئة ستستمر.. لن نتخلى أبدا عن حقنا (في تخصيب اليورانيوم).”ويؤكد دبلوماسيون غربيون أن طهران يجب في نهاية الأمر أن توقف برنامجها لتبدد المخاوف من زيادة تخصيب المخزونات الكبيرة من اليورانيوم منخفض التخصيب لإنتاج سلاح نووي.وستكون هذه المادة مقاومة لمزيد من التخصيب.وسيتيح ذلك للقوى العالمية كسب الوقت للتفاوض على اجراءات ايرانية أخرى مثل تجميد نمو عمليات التخصيب واستمرار عمليات التفتيش لتبديد الشكوك بشأن جدول أعمال سري لتطوير سلاح نووي.ومخزونات ايران من اليورانيوم منخفض التخصيب ليس لها استخدام مدني ظاهر اذ ان طهران ليس لديها بعد محطات توليد كهرباء تعمل بالطاقة النووية لكنها تكفي الان لانتاج قنبلة نووية واحدة اذا اختارت ايران زيادة التخصيب الى مستوى انتاج السلاح النووي.