قصة مسلسلة .. الحلقة الأولى
تأليف / رجاء علي حويلةكان يا ماكان، يامستمعي الكرام، كان في قديم الزمان مدينة يحكمها ملك عادل، يحب شعبه، وشعبه يحبه، فهو يساوي بين افراد رعيته في الحقوق والواجبات، ويسهر على مصالحهم، حتى عم عدله ارجاء مملكته، ولذلك سميت مدينة السعادة..وفي جوار العاصمة عاشت ساحرتان: ساحرة خيرة طيبة، تسكن فوق التلال الشرقية للمدينة وساحرة شريرة خبيثة، تسكن فوق التلال الغربية، كانت الساحرة الطيبة تحارب اعمال الساحرة الشريرة، وتحفظ الناس من شرها والاعيبها، غير ان مرضها، ذات يوم، منعها من مراقبة اعمال الساحرة الشريرة وابطالها، فاستغلت الشريرة الفرصة وراحت تنشر الشر والفساد في ارجاء المملكة.فكرت الساحرة الشريرة طويلا في خطة تقضي بها على الملك العادل الطيب. ورأته يوما من نافذتها فقالت في سرها:- لم لا أسحر الملك والملكة وولده وابنته والوزير والحرس، واحولهم جميعا الى (خيار)، فيصبحون طعاما للناس، واصبح انا سيدة المدينة؟وبدأت في تحضير مادة سحرية، جربتها على الحشرات والحيوانات، ونجحت في تحويلها الى خيار.وفي صباح اليوم التالي، نظرت الساحرة الشريرة الى نفسها في المرآة، ومررت عصاها السحرية على جسدها وتمتمت بكلمات غريبة فتحولت الى امرأة عجوز منحنية الظهر بيضاء الشعر، بالية الثياب. وتوجهت الى مدينة السعادة، وهي تتوكأ على العصا. ولما وصلت الى القصر الملكي، طلبت من الحرس مقابلة الملك لامر هام، فسمح لها الملك بذلك. دخلت عليه وهي تلهث، وسلمت باحسن سلام. فطلب الملك اليها ان تستريح قليلا قبل ان يستمع اليها. ولما التقطت انفاسها قالت له : - ايها الملك الطيب .. ! جئت اليك من بلد بعيد، بعد ان سمعت عن عدلك، وسعادة مملكتك. وانا عجوز لازوج لي ولاولد، جئت وكلي امل ان تحقق طلبي.فقال الملك باسما مشجعا:- اطلبي ماشئت .. فنحن هنا لخدمة الناس، ومملكة السعاة للناس جميعا.قالت الساحرة العجوز:- لم يبق لي ما اعيش به في بلدي، فارجو ان تمنحني قطعة من الارض قريبة من قصرك العامر، وتأمر ببناء كوخ لي.. لاقضى فيه بقية عمري!* يتبع في العدد القادم