( الحلقة 16)
[c1]* للكاتب الأمريكي مايرون سي فاجان[/c]في نهاية الحلقة الماضية رقم (15) من هذه السلسة المنشورة في صحيفة ( 14 أكتوبر ) الغراء يوم 19/2/2007م . وقفنا عند حديث (فاجان ) عن أغنى ثلاثة بيوت أمريكية من المسيطرين على (وول ستريت ) - سوق المال الأمريكية- وأصحاب أهم البنوك وشركات السندات المالية وهم (جي بي مورجان ) و ( دريكسلس ) و ( بيدرس ) وأن كل واحد من هؤلاء الثلاثة كان فخوراً بنفسه متغطرساً , ومتكبراً .. وكان ( شيف ) يريد أن يرتفع بنفسه إلى مصافهم ليتوصل إلى تنفيذ ( حلم ) سيده ( روثشيلد ) في السيطرة على النظام المالي الأمريكي .. وكان هؤلاء الثلاثة خلال السنوات الأولى ينظرون إلى الرجل ذي الشارب الصغير ( شيف ) القادم من حي الأقلية اليهودية بألمانيا باحتقار شديد ولكن(جاكوب) عرف كيف يتغلب على موقفهم ذاك منه . لقد رمى لهم بقبضة من العظام مما يملك بيت (روثشيلد ) . وكانت تلك عبارة عن مجموعة من أسهم وسندات أوروبية مرغوبة في أمريكا ، فأعطاه ذلك دفعة لدخول سوق المال والتعرف على من هم أعلا مركزاً . ومن ثم أكتشف أنه مازال في حوزته سلاح فعّال وتمثل فيما يلي :[c1] أسرة ( روثشيلد ) تمول النهضة الصناعية وبيوت المال بأمريكا[/c]خلال العقود التي تلت حربنا الأهلية كانت مصانعنا تتبرعم وتزهر . وكان علينا ان نبني خطوطاً عظيمة للقطارات , ولصناعة النفط والمحاجر والمعادن والحديد والأقمشة .. بدأت هذه الصناعات تخلع قماطاتها . وتطَّلب ذلك تمويلات ضخمة وسريعة , وغالب تلك التمويلات كان يجب علينا استدعائها من الخارج للإستثمار في أمريكا . وهذا يعني جلبها من بيت ( روثشيلد ), ومن هنا وجد ( شيف ) مرامه ومراده . لقد لعب (شيف) لعبته الماكرة بمهارة . لقد جعل من نفسه الشفيع الحامي لـ( جون دي . روكفلر ) ،و( أدوارد آر.هاريمان) و لـ( أندرو كارنيجي ) . فقد وفر التمويل اللازم لـ(روكي ) صاحب (شركة ستاندردأويل) ، و(لهاريمان ) صاحب( إمبراطورية السكك الحديدية ) ، ول (أندرو كارنيجي) صاحب (امبراطورية الصلب ) , وحرص أن لايكون أنانياً ويضع بقية الصناعات الأخرى في يد (خون , لوب وشركاهم ) التي يرأسها ، وفتح أبواب بيت ( روثشيلد ) لمورجان , و ( بدل ) و ( دركسل ) , وفي المقابل فقد رتب ( روثشيلد ) مراكزه المالية في لندن وباريس وأوروبا أيضاً لتمويل هؤلاء الثلاثة من رجال المال والأعمال . ولكن على أساس الشراكة المساهمة مع الفروع التابعة لآل (روثشيلد) وقد وضع آل( روثشيلد) على هؤلاء الرجال الثلاثة شرطاً أساسياً وهو أن يكون ( شيف ) على قمة المركز الرئيسي في(نيويورك)..وهكذا بانتهاء القرن تحققت لـ(روثشيلد) القبضة القوية على كامل المجموعة البنكية في (وول ستريت ) الذي بفضل مساعدة ( شيف ) ضم سوق المال ( أخوان لهمان ) , و ( جولد مان _ ساكس ) , وآخرين من البنوك الدولية التي كان يرأسها رجال تم اختيارهم من قبل (روثشيلد ) . وباختصار فان ذلك يعني تحقق السلطة لآل ( روثشيلد ) على القوة النقدية للوطن , ومن ثم كان ( شيف ) مستعداً لوثبته الشيطانية للسيطرة على نظامنا المالي ) ..[c1]كيف اخترق ( شيف ) (الكونجرس الأمريكي ) :[/c]ويتابع ( فاجان ) القول في مدونته :( والآن بمقتضى الدستور فان التحكم بنظامنا المالي هو من اختصاص ( الكونجرس ) بموجب الدستور وكانت الخطوة المهمة التالية على (شيف) هي أن يغري (الكونجرس ) بالتخلي عن ذلك المرسوم الدستوري وتحويله لورثة المؤامرة الكبرى لـ( منظمة الإشعاع) ..ولكي يتم تقنين الغاء المرسوم الدستوري وجعل الأمة فاقدة القوة لمعارضة الغائة , كان لزاماً على (شيف ) أن يجعل (الكونجرس ) يصدر قراراً خاصاً لتحقيق ذلك وكان عليه أن يدس الخونة في كلا المجلسين ، وأن يكونوا من القوة بحيث يدفعون بأعضاء الكونجرس للمصادقة على ذلك القرار المطلوب ..المترجم : “ تماماً كما عمل صقور الادارة الأمريكية في عهد بوش وأصدر ( رامسفيلد) قرار الحرب على افغانستان والعراق ، وكان ( بوش ) الرئيس الصوري وما زال يرسم الخطط ويغير في استراجياته الفاشلة في مقرطة أفغانستان والعراق مدعياً زوراً وبهتاناً أن ما يفعله بإلهام من الله ( وساء ما يأفكون ) ..وبمثل تلك الأهمية ، وربما كان الأكثر أهمية أن يتمكن ( شيف )من دس (عميل ) في البيت الأبيض : رئيسٍ عديم الأهلية , غير أمين وغير حريص ليصادق على التشريع المقترح ليصبح قانوناً .. ومن أجل تحقيق هذه الخطوة كان على (شيف) أن يسعى ليـُحكِم سيطرته على الحزب الجمهوري أو الديمقراطي ، وكان الحزب الديمقراطي هو الأضعف والممكن اختراقه ، لأنه كان الأشد جوعاً للمال من الحزبين .. وباستثناء ( جروفر كليفلاند ) , فان الديموقراطيين قد عجزوا عن تنصيب أحد رجالهم في البيت الأبيض منذ الفترة السابقة للحرب الأهلية : أولاً لكون الحزب فقيراً مالياً .وثانياًلكثرة المقتنعين بالفكر الجمهوري من المصوتين .. ويوضح لنا ( فاجان ) رأيه حول ( افتقار الحزب ) للمال والتغلب عليها فيقول : ( قضية افتقار الحزب الديمقراطي إلى المال ليست بالمشكلة الكبرى _ اعتماداً على قدرة ( روثشيلد ) المالية _ , ولكن ضمان صوت المواطن الناخب قصة مختلفة . وكما قلت سابقاً إن ( شيف ) كان ( كعكة حلوة ) ذكياً _ للدلالة على دهائه ومكره - !.. ( هنا تظهر روح السفاح القاتل عند معرفتنا بالخطة التي استخدمها(شيف) لحل مشكلة ( صوت الناخب ).. إن حله يؤكد لنا أن أرواح اليهود ليست بذات قيمة عند أصحاب البنوك العالمية , وأنهم لايعبؤون بأرواح اخوانهم المنحدرين من نفس جنسهم كما سنرى .. فقد تفجرت حوالي عام 1890م سلسلة من المذابح في مواطن عدة : في روسيا ذبح القوزاق مع غيرهم من الفلاحين آلافاً عديدة من اليهود الأبرياء من رجال ونساء وأطفال, كما دارت مذابح مماثلة ضد اليهود في ( بولندا ) . و ( رومانيا ) و(بلغاريا ) وكل هذه المذابح نفخ كيرها وكلاء آل ( روثشيلد ) . ونتيجة تلك المذابح فقد خرج اليهود الخائفون من تلك الأوطان يدبون دبيب النمل لاجئين إلى الولايات المتحدة , وقد استمرت تلك الهجرات سنين عديدة ..وقد وجد هؤلاء اللاجئون لهم العون في أمريكا من قبل جمعيات الإحسان التي نظمها ( شيف ) وآل ( روثشيلد ) , وجميع أتباع ( روثشيلد ) ..ويتابع ( فاجان ) القول : ( في البداية تدافع اللاجئون إلى ( نيويورك) ولكن الجمعيات الانسانية التابعة لـ( شيف _ وروثشيلد ) , وجدت الوسائل لتوزيع الكثيرين منهم إلى غيرها من المدن الكبرى مثل ( شيكاغو ) (بوسطن ) , ( فيلادلفيا ) , ( ديترويت ) , ( لوس أنجلوس ) وغيرها .. وتمت عملية احلال الجميع كمواطنين مقيمين , وأقيمت لهم دورات تثقيفية ليتسجلوا بعدهاأعضاء في الحزب الديمقراطي . وهكذا تحولت مجموعة الأقلية اللاجئة إلى ( مجموعة ديمقراطية ) صلبة ذات تنظيم مشترك لها صوتها في الانتخابات الأمريكية , وكلهم يتحكم فيهم ويوجههم ويرعاهم المحسنون لهم من أتباع ( روثشيلد ) . ولم يمض زمن قصير من القرن , حتى تحول اللاجئون اليهود إلى عامل مؤثر في الحياة السياسية في وطننا. تلك هي احدى الطرق التي استخدمها ( شيف ) ليزرع رجلاً مثل ( نيلسون الدريتش ) في مجلس الشيوخ , و (رودرو ويلسون ) في البيت الأبيض ..وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله ..