القاهرة/وكالات:قال مفاوضون فلسطينيون من مختلف الفصائل إن اليوم الثاني للحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة شهد نقاشات موسعة بشأن الحكومة التي ينوون تشكيلها إلا أنهم لم يتوصلوا بعد إلى أية خطوط عامة بهذا الشأن وإذا ما كانت حكومة تكنوقراط أو وحدة وطنية.وقال المسؤول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشير المصري إن أي حكومة جديدة لا بد وأن تتشكل في ضوء نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت عام 2006، والتي فازت فيها حماس بالأغلبية وبالتالي تتيح لها تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء، على حد قوله.كما قال يوسف رزقة مستشار رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية في بيان نشر أمس الاول الأربعاء على موقع إلكتروني موالٍ لحماس إن الحكومة ملتزمة تماماً بحقها في اختيار رئيس الوزراء القادم لحكومة الوحدة المزمعة، مؤكداً رفض الحركة القبول بحكومة يترأسها سلام فياض.من ناحية أخرى أكد رئيس وفد المستقلين بالحوار الوطني الفلسطيني ياسر الوادية أن طرح إنشاء حكومة تكنوقراط يأتي في إطار رؤية المستقلين لتوضيح وتثبيت سياسة فلسطينية تخدم الفلسطينيين والقضية الفلسطينية بالداخل والخارج بعيداً عن النزاعات الفصائلية.وأوضح أن تلك الحكومة «ستكون محدودة من حيث العمر الزمني لكنها ستنفذ سياسات واضحة من إنهاء الانقسام ورفع الحصار وفتح المعابر وإعادة بناء الأجهزة الأمنية والتحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية جديدة».وكانت حركة حماس قالت أول الثلاثاء الماضي إنها لن تقبل أي حكومة «تكنوقراط» لا شأن لها بالوضع السياسي، في حين كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس دعا إلى تشكيل حكومة غير حزبية من التكنوقراط تشرف على إعادة الإعمار في قطاع غزة وتضع الأساس لانتخابات تشريعية ورئاسية جديدة.من جهة أخرى حذرت حركة حماس أمس الأول الأربعاء بأن استمرار ما وصفته بالاعتقالات السياسية يهدد كل التفاهمات والحوارات التي تدور بين الفصائل الفلسطينية في القاهرة.وحذر عضو القيادة السياسية للحركة في الضفة رأفت ناصيف في تصريح نشره مساء أمس الأربعاء المركز الفلسطيني للإعلام «من خطورة السياسة التي تتعمد تخريب أجواء الحوار الوطني الفلسطيني» على حد قوله، مشيراً إلى أن حماس ستكون في حل من أمرها إذا تواصلت الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية.كما أكد القيادي في حركة حماس والناطق باسم كتلتها البرلمانية صلاح البردويل رفض حركته أي اتفاق ما لم يطلق سراح جميع المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، وما لم تتوقف كافة ملاحقات الأجهزة الأمنية لأبناء حماس هناك.وكانت حركتا حماس والجهاد الإسلامي اتهمتا أمس الأربعاء الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقال ما يقارب سبعين من أعضائهما في الضفة الغربية غداة انطلاق الحوار في القاهرة.من ناحية أخرى قال رئيس وفد حركة التحرير الفلسطينية (فتح) في جلسات الحوار أحمد قريع إن ملف المعتقلين وملفات أخرى كالوضع في قطاع غزة «يجري الحديث عنها حالياً لإنهائها» مشدداً على ضرورة أن يتم ذلك «بطريقة لا تمس بالأمن».وأكد قريع أن المشكلات المطروحة أمام لجان الحوار «ليست سهلة ولكن النوايا على ما يبدو متوفرة لدى الوفود المشاركة للتوصل لاتفاق»، معتبراً أن «هناك إمكانية للتوصل لاتفاق مصالحة».يأتي ذلك بينما لا تزال قضية إعادة تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية وإضافة حماس للمنظمة محل نقاش، في حين تشكل مسألة الاعتراف بإسرائيل عقبة رئيسية أمام انضمام حماس للمنظمة.وفي هذا الخصوص رحب قريع بانضمام فصائل المقاومة للمنظمة، لكنه انتقد ما تطالب به حماس من إعادة إصلاح وتنظيم المنظمة قبل انضمامها، وقال «فليدخلوا لها أولاً ثم يصلحوا.. لا أحد يصلح من الخارج».أما ما يتعلق بإسرائيل فقد ذكر رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أمس الأول الأربعاء أن أحداً لم يطلب من حماس أو أي فصيل فلسطيني آخر الاعتراف بإسرائيل أو بالاتفاقات المبرمة مع واشنطن.إلا أن عريقات شدد على أن أي حكومة فلسطينية قادمة يجب أن تعترف بإسرائيل وأن تفي بالمطالب الدولية، ودعا المتحاورين إلى الموافقة على برنامج للحكومة قبل البحث عن الشخص الذي سيقودها، مشدداً على أن الحكومة يجب أن تحترم التزامات منظمة التحرير.
أخبار متعلقة