أحمد الجار الله في حضرموت .. حاضرة اليمن واصل العرب, وقعت اليمن والسعودية الخرائط النهائية للحدود بين البلدين.هذا التوقيع في رأينا يعتبر الاستطراد التاريخي للعلاقات القديمة بين المملكة العربية السعودية وبين اليمن، بل هو أيضا استمرار التداول في الارث نفسه منذ ان وضع سيدنا ابراهيم عليه السلام زوجته هاجر وابنه اسماعيل في ذاك الوادي غير ذي الزرع، حسب أوامر ربه، في ذلك الزمن، وعندما انبجست مياه زمزم في تلك القفار جاء بنو جرهم اليمنيون يعرضون على هاجر مشاركتهم العيش في ذلك الوادي فقبلت العرض بكل ترحاب.الآن انفتحت الآفاق بين البلدين المتجاورين نحو التعاون المشترك بكل أنواعه، ونحو الانسياب السلس للمشاريع المشتركة التي من شأنها اعادة تأهيل اليمن اقتصاديا، وتمكينه في المستقبل من حيازة العضوية في مجلس التعاون الخليجي، اضافة لذلك فإن الامتداد العضوي الجغرافي للبلدين قد تحقق الآن بوجوهه الايجابية التي سيستفيد منها الطرفان، ففي اليمن الآن توجد الفرص الكثيرة المتوافرة للاستثمار وعمل الاموال، وفي السعودية يوجد المال وتوجد العقول.ولا ننسى في هذا المجال ان المملكة تعتبر القاطرة الاقتصادية للمنطقة، ولايمكن من أجل كيلو متر ناقص او زائد على الحدود ان يختلف اليمن معها ويهمل المستقبل.ما فعله اليمن في مسألة التسوية النهائية لقضية الحدود، كان يتصل بحسن النية الذي بادرت السعودية به، وهي تعرف ان حسن النوايا هو المفتاح الاساسي لفتح أبواب التعاون، والاسواق المشتركة... حسن النوايا يعطي نواتج أفضل بكثير من اللجوء الى أساليب أخرى.حسنا فعل الرئيس علي عبدالله صالح الذي قرأ قضية الحدود بعيون الرجل المؤمن ورجل العصر، المؤمن بأن هذه الارض هي أرض الله فاسعوا في مناكبها وكلوا من رزقه، ورجل العصر الذي يقف على أبواب مرحلة الحدود المفتوحة وشروط منظمة التجارة العالمية الساعية الى جعل اسواق العالم سوقا واحدة، لقد استطاع الرئيس ان يخلق بسياسته كيانا يمنيا شديد الحضور بدأ يعطي بعض ثماره الآن، وأبرزها القفز على قضايا الحدود التي لعبت دورا في تأجيج النزاعات بين الاقطار العربية.بهذه المناسبة سيذكر دور الرئيس علي عبدالله صالح، الذي هو بمثابة دور حضاري بارز ذهب إلى صياغة مواقف القادة التاريخيين الذين لا يحفلون بالعصبيات ولا بالعنعنات الداخلية المحلية، كما سيذكر دور خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي جعل الاتفاق سهلا وفي متناول اليد.وفي المقابل سنثمن تاريخيا زيارة ولي العهد السعودي الذي توغل في عمق اليمن وصولا الى المكلا، كما توغل بنو جرهم اليمنيون في شمال غرب السعودية وشاركوا السيدة هاجر عيشها في الوادي غير ذي الزرع مع ابنها اسماعيل.. وفي حضرموت منبع أصول العرب تساوى الجميع، ابناء العمومة في المخاطبة والإصغاء لحضرة المكان التاريخي.ـــــــــــــ* رئيس تحرير صحيفة (السياسة) الكويتية
|
فكر
الرئيس علي عبداللّه صالح رجل العصر
أخبار متعلقة