فضائية مصرية أبلغته بتلقيها تهديدات تستهدف حياته
تلقى برنامج "اسهر معانا" الذي تقدمه المذيعة المصرية سلمى الشماع على قناة المنوعات المصرية تهديدات ضد الكاتب والسيناريست المصري المعروف أسامة أنور عكاشة، بسبب ظهوره في البرنامج وانتقاداته لعودة ظاهرة تحجب الفنانات المصريات.وقال عكاشة إن الشماع أبلغته بوصول تهديدات بقتله من مجهولين عبر ايميل البرنامج، مؤكدا أن هذه التهديدات لا تخيفه وأنه سيستمر في مقاومة هذه الظاهرة التي يراها "حملة منظمة تستهدف القضاء على الفن المصري، وتحويله إلى فن يتحدث بلسان الأفكار السلفية المتشددة التي لا تتسق مع الطبيعة السمحة للمصريين.وأضاف أن عودة "تحجيب الممثلات المصريات واختيار الشهيرات منهن بوجه خاص، كما في حالة الفنانة حنان ترك، تدل على أنها حملة منظمة ومرتبة جيدا من دوائر سلفية ثرية تملك المال ولها مفت خاص، وأشخاص يديرونها إعلاميا لتلميع الفنانات اللاتي تحاول جذبهن للحجاب أو اللاتي تم تحجيبهن فعلا".واستطرد أسامة أنور عكاشة "يتم عمل دعاية ضخمة جدا للفنانات المتحجبات، والشاهد حاليا حكاية حجاب الست حنان ترك الذي شغلت به الصحافة والتليفزيون طوال الأسابيع الماضية".وقال "اللاتي اعتزلن من الفنانات عدن للفن مرة أخرى، عملا بفتوى صدرت لهن من الدكتور يوسف القرضاوي بأن الفن لما استخدم له، حلالا أو حراما، وأشياء من هذا القبيل، الغرض منها إرساء فن جديد يعتمد على ما يريدون بثه من الممنوعات المتشددة والتي تناقض طبيعتنا كمصريين الرافضة للغلو والتنطع".وأشار إلى أن نموذج السينما الإيرانية الذي طالبت به حنان ترك بعد تحجبها "ينم عن جهل، فهي لا تعرف تلك السينما ولم تشاهدها، ولا يوجد وجه للمقارنة على الإطلاق بينها وبين السينما المصرية، فالشادور الذي ترتديه الممثلة الإيرانية هو زي وطني إيراني، أما حجاب بعض الممثلات ومنهن حنان ليس زيا وطنيا وإنما تلفيقة من تلفيقات الهجوم السلفي، ليس أكثر".وقال "هدوء ظاهرة تحجيب الفنانات ثم تنشيطها من جديد كما يحدث مؤخرا، دليل على أنها حملة موجهة وليست طبيعية، ويتم توجيهها حسب الظرف والمناخ السائد، فعندما تكون هناك اضطرابات سياسية أو عنصرية أو طائفية تعلو هذه النغمة، وتطغى أخبار التائبات والمعتزلات وما شابه، ويبدأ الهجوم على الفن والتبذل الموجود فيه، ويدعون إلى ما يسمونه السينما النظيفة، كأن الأشياء عندنا في مصر وسخة وتحتاج إلى تنظيف".ومضى الكاتب والسيناريست أسامة أنور عكاشة متحدثا لـ"العربية.نت": "من خلال هذه النظافة التي يتحدثون عنها يقومون بتسريب الأفكار السلفية المتشددة إلى مصر، ويتزامن ذلك مع انتشار عدد كبير من الفضائيات التي تقدم الشيوخ والدعاة الجدد. إنها مسألة فلوس، فمن الذي يملك هذا المال الذي يستطيع إطلاق قناة فضائية، انهم مجموعة من أثرياء النفط".وأكد أن تلك الحملة "يديرها المناهضون للدور المصري الثقافي والفني في المنطقة العربية، بهدف كسر أو تحطيم موقع مصر في المقدمة وتحويلها إلى دولة تابعة، مستعينين على ذلك بأمرين، الأول: نقطة الضعف التي تعيشها مصر حاليا وخصوصا الضعف الاقتصادي الذي يلجئها أحيانا - وانا آسف أن اقول هذه العبارة - لشقيقاتها العربيات. والأمر الثاني هو فائض الثروة المهول الذي يجري في أيدي هذه الدوائر ويستطيعون الضغط به على كافة المجالات في مصر".وأضاف أن "الدعاة الجدد هم جنود هذا الهجوم الذي يتعرض له الفن المصري، وهؤلاء هم خريجو أزهر اجتذبتهم تلك الدوائر السلفية المتشددة، فتربوا في حضنها وأصبح لهم ولاء ماديا وليس دينيا، ومن ثم يتم إعادة تصديرهم ثانية إلى مصر لكي ينتشروا في أرجائها ويقفزوا إلى منابع الإعلام، حتى أنه أصبح حاليا مفت أو داعية في كل قناة تليفزيونية". وحول ما يقصده بالإسلام المصري وهو التعبير الذي ورد على لسانه وفي كتاباته قال "أقصد الإسلام الوسطي، فديننا وسطي وليس متطرفا، وقد بدأ الإسلام بعيدا عن التطرف، لأنه يعايش الحياة".وبشأن ما إذا كان هناك استهداف للفنانات الشهيرات أجاب "بالطبع هذا هو السائد، لأن تحجب هؤلاء الفنانات، يكون مصحوبا بالطنطنة الإعلامية المطلوبة. في النهاية هم يريدون الفن المعلب أو المدجن لترسيخ قيم معينة، وهذا يماثل الرقابيات التي كانت تمارسها المحطات التليفزيونية الخليجية في الماضي عندما كانت تتعامل مع الدراما المصرية، فقد كانت تضع مجموعة من الممنوعات لابد أن تشطب من العمل الدرامي ليجاز عرضه عندهم، ومنها بعض الكلام وحظر التلامس بين الرجل والمرأة وتحريم المصافحة بينهما. هذه العادات ليست مصرية وهم يريدون ترسيخها عندنا، المصريون ليسوا هكذا أبدا، وعندما تنتشر هذه القيم سيضطر المؤلفون بالتالي للانصياع لها في أعمالهم الدرامية ويضطر المخرجون للاستجابة لشروطها".وقال إن "الفن المصري سيصبح في خطر أمام هذه الحملة إذا توانى المثقفون عن الدفاع عنه واستسلموا لما يراد بهم. لكنني أقول فلتتحجب كل الممثلات الموجودات على الساحة، فنحن لن نستسلم لهذا التيار ولن ننافقه، وستأتي أجيال جديدة، معهد الفنون المصرية يخرج كثيرين سنويا وكذلك معهدا السينما والتربية الموسيقية. الفن المصري والثقافة المصرية ليسا من السهل كسرهما. محاولاتهم لن تتوقف والمقاومة المصرية لهم لن تتوقف أيضا".وأضاف عكاشة أن "خيبة الإعلام المصري انه ينافقهم ويزايد عليهم كأنه يريد أن يثبت أنه مسلم مثلهم، ونحن كلنا مسلمون، فهل يوجد من يناقش الماهية الدينية للمصريين، إنهم من أكثر المتمسكين بإسلامهم في العالم وطول عمرهم هكذا".