النجف/ بغداد/رويترز: اجتمع وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي مع الزعيم الديني آية الله على السيستاني أمس السبت أثناء زيارة لاحد اهم المزارات الشيعية في العراق ووجه اليه الشكر لجهوده من أجل وحدة الشعب العراقي. ومن المرجح ان يثير اجتماع متقي مع السيستاني الذي أصبح أقوى رجل في العراق بعد سقوط صدام حسين في مدينة النجف الاشرف مخاوف العرب السنة من ان ايران تحاول كسب نفوذ في العراق. وكان متقي الذي أجرى محادثات مع الحكومة العراقية الجديدة التي يتزعمها الشيعة في بغداد يوم الجمعة قد زار في وقت سابق السبت مدينة كربلاء. وأصبحت المزارات الشيعية هدفا لجماعات تحاول اثارة اعمال العنف بين الغالبية الشيعية والاقلية السنية. وحث السيستاني مرارا الشيعة على عدم الانزلاق الى صراع طائفي. وبعد الاجتماع مع السيستاني شكر متقي المؤسسة الدينية الشيعية التي يرأسها السيستاني. وقال للصحفيين "قدمت امتناني للمؤسسة الدينية الشيعية للعمل من أجل وحدة الشعب العراقي." وقال "هذه الزيارة (للمدن المقدسة) ترفع معنوياتي." وزيارة متقي للعراق هي الثانية التي يقوم بها مسؤول ايراني كبير منذ ان أطاحت القوات الامريكية بصدام حسين في عام 2003 . وتنتاب الاقلية العربية السنية شكوك ازاء ايران ويتهم الزعماء السنة طهران بالتحريض على الاضطرابات في العراق لاحراج القوات الامريكية في المنطقة والتطلع الى الاحتياطيات النفطية في جنوب العراق الشيعي. في سياق اخر قال متحدث في بغداد أمس السبت ان الجيش الامريكي أقر طلبا من قائده في العراق بارسال قوة احتياط من الكويت. وامتنع المتحدث عن ذكر تفاصيل لكن مسؤولين امريكيين قالوا في وقت سابق من الشهر الحالي انهم يبحثون ارسال كتيبة اضافية من بضع مئات من الجنود الى منطقة بغداد. وقال المتحدث السارجانت مارك داياموند "طلب القائد بالتنسيق مع حكومة العراق وحصل على تفويض باعادة نشر القوة لتعزيز العمليات الأمنية المستمرة." وأضاف "في ضوء الاجراءات الامنية المستمرة سيكون من غير المناسب بحث تفاصيل محددة." وقال "القادة يحتفظون بحق اعادة نشر قوات لتعزيز الاولويات الراسخة." ولم يذكر أين ستذهب القوات أو عدد افرادها. وهذه القوة مدربة ومستعدة وتنتظر لاستخدامها كقوة رد سريع في حالة وقوع مشاكل في العراق. وزادت الاصابات الامريكية في ابريل ومايو بعد عدة أشهر من التراجع وتوقع مسؤولون امريكيون زيادة في العنف يتزامن مع تولي الحكومة العراقية الجديدة. وعلى صعيد الحوادث الامنية في العراق أمس السبت فقد قتلت قنبلة زرعت على جانب طريق اثنين من سائقي شاحنات النفط وأصابت اخر قرب مصفاة بيجي على بعد 180 كيلومترا الى الشمال من بغداد. كما قالت الشرطة ان مسلحين هاجموا دورية للشرطة وقتلوا ضابطا برتبة ملازم وأصابوا شرطيين اخرين. وفي بعقوبة قالت الشرطة ان مسلحين فتحوا النار على نقطة تفتيش واصابوا ثلاثة من رجال الشرطة اصابات خطيرة، كما قالت الشرطة ان العقيد شرطة قحطان الباوي وحارسه قتلا عندما نصب مسلحون كمينا لسيارتهما بالقرب من مدينة بعقوبة واصيب حارسان اخران بجروح بالغة. واضافت الشرطة ان مسلحين قتلوا خمسة اشخاص في بعقوبة في البداية اقتحموا ورشة حدادة واطلقوا الرصاص فقتلوا ثلاثة اشقاء يعملون هناك ثم هاجموا متجرا لاصلاح اطارات السيارات وقتلوا شقيقين من عائلة اخرى.
الدورية العسكرية
اما في سامراء فقد قال الجيش الامريكي ان القوات التي تقودها الولايات المتحدة احتجزت ثلاثة مسلحين أحدهم له صلة بتنظيم القاعدة في غارة يوم الاربعاء قرب سامراء على بعد مئة كيلومتر شمال بغداد. وقرب اللطيفية قال الجيش الامريكي ان قوات عراقية تدعمها قوات تقودها الولايات المتحدة احتجزت 12 مسلحا مشتبها بهم وضبطت أسحة أثناء غارة يوم الاربعاء قرب اللطيفية بعد ورود تقارير عن تصاعد حدة العنف الطائفي في المنطقة الواقعة شمالي بغداد. وفي بغداد قالت مصادر شرطة ومستشفيات ان أربعة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب 15 عندما سقطت قذيفة مورتر في سوق مزدحمة في جنوب بغداد. وكانت مصادر مستشفى قد قالت في السابق انها قنبلة. وذكر الجيش الامريكي أمس السبت ان جنديا من مشاة البحرية قتل في اشتباكات وقعت في محافظة الانبار العراقية المضطربة يوم الجمعة. وفي كركوك قالت الشرطة ان ضابطا في الجيش العراقي برتبة رائد قتل وان ثلاثة جنود جرحوا عندما فتح مسلحون في سيارة اعترضت دوريتهم النار في طريق رئيسي يبعد 40 كيلومترا جنوبي كركوك. في تطور ميداني آخر أعلن الجيش البريطاني اعتقال عشرة عراقيين لحيازتهم أسلحة ومواد متفجرة خلال عملية مداهمة وتفتيش قامت بها هذه القوات بعد منتصف الليلة قبل الماضية.. وفي تطور هام قال وزير الخارجية الإيطالي الجديد ماسيمو داليما إن بلاده ستخفض عدد جنودها في العراق من (2700) إلى (1600) الشهر القادم. وأكد داليما في تصريحات صحفية أن إيطاليا ستضع حدا لوجودها العسكري في هذا البلد نهاية العام الحالي، مشيرا إلى أن سحب القوات سيتم بالاتفاق مع الحكومة العراقية ومع الولايات المتحدة. وأضاف الوزير أننا "سنستبدل بوجودنا العسكري التزاما مدنيا وسندعم قدر الإمكان جهود الحكومة العراقية الشاقة لإقامة مؤسسات مستقرة". وكانت الحكومة الإيطالية الجديدة قد أعلنت أن سحب الجنود الإيطاليين من العراق على رأس أولوياتها.