بكين / وكالات:بدأ الرئيس الباكستاني أمس الثلاثاء زيارة رسمية للصين تستغرق أربعة أيام هي أول زيارة دولية له منذ توليه مهام منصبه الشهر الماضي، واستبق آصف علي زرداري زيارته إلى بكين بالتأكيد على أولوية تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون بين البلدين في مكافحة ما يسمى الإرهاب. ووصف زرداري الصين - الحليف الاستراتيجي القديم لباكستان- في مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا الصينية بأنها “مستقبل العالم” مضيفا أن “صينا قوية تعني باكستان قوية”. وكان سفير إسلام آباد لدى بكين مسعود خان أشار إلى أن زيارة زرداري إلى الصين تهدف تعزيز ما وصفها العلاقات الإستراتيجية والاقتصادية والثقافية بين البلدين. ونقلت وكالة رويترز عنه قوله “القيادة في كلا الجانبين مصممة على البناء على القوة الحالية للعلاقات والخروج بخارطة طريق لتعاونهما المستقبلي”. وتعتبر الصين التي توصف بأنها “صديق في السراء والضراء” لباكستان المزود الرئيسي لإسلام آباد بالأسلحة التقليدية وتقدم لها مساعدات تنمية بمئات الملايين من الدولارات. كما يعتقد محللون أن الصين دعمت لعقود من الزمان برنامج باكستان للصواريخ والأسلحة النووية، وهو تعاون يرون أنه مدفوع بالشك إزاء جارتهما المشتركة الهند.وتأتي زيارة الرئيس الباكستاني إلى الصين في حين تقع علاقات بلاده مع الولايات المتحدة تحت ضغوط. فباكستان التي تعتبر دولة مواجهة في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على ما تسميه الإرهاب توترت علاقتها في الأسابيع القليلة الماضية مع واشنطن بعدما شنت القوات الأميركية في أفغانستان سلسلة غارات عبر الحدود على أهداف قالت إنها للقاعدة وطالبان في باكستان. كما وقعت الولايات المتحدة حديثا اتفاقا يمكن أن يحمل في طياته عقودا مربحة مع الهند سيسمح لخصم باكستان التقليدي بشراء تكنولوجيا نووية مدنية أميركية، مما سبب قلقا في إسلام آباد التي تريد أن تعامل بالمثل. وفيما تواصل باكستان العمل كحليف للولايات المتحدة رغم كل هذه التطورات أشار محللون إلى أن زيارة زرداري للصين تظهر ميل إسلام آباد نحو “النظر شرقا” عندما توترت علاقاتها مع الغرب. وقالت مصادر غربية ومحللون باكستانيون إن باكستان قد تسعى للحصول على تعاون من الصين في توليد الطاقة النووية السلمية لسد النقص الحاد في الطاقة. وساعدت الصين في تطوير محطة للطاقة النووية بقدرة ثلاثمائة ميغاوات في إقليم البنجاب وسط باكستان، وتساعد كذلك في إنشاء محطة أخرى بنفس القدرة، وهو ما ترفض واشنطن أن تفعله بسبب الدور المزعوم الذي لعبه العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان في فضيحة انتشار نووي تشمل ليبيا وإيران وكوريا الشمالية. كما تساعد الصين في بناء ميناء غوادر على ساحل باكستان على بحر العرب، أملا في أن يوفر طريقا أسرع للإمدادات من الشرق الأوسط. يشار إلى أن التبادل التجاري بين الصين وباكستان بلغ سبعة مليارات دولار سنويا، ويأمل المسؤولون في كلا الطرفين زيادته ليصل إلى 15 مليارا بحلول عام 2011. ونقلت صحيفة (فايننشال تايمز) أمس الرئيس الباكستاني سيطلب من بكين قرضا قيمته زهاء 1.5 مليار دولار لمساعدة بلاده في الخروج من الأزمة المالية، وسط أنباء نفتها إسلام آباد تشير إلى أن باكستان ستواجه أزمة إفلاس بنوك بحلول فبراير/شباط المقبل. وعلى الجانب الصيني تشكل سلامة المواطنين الصينيين الذين يعملون في باكستان مبعث قلق كبير لبكين، فقد اختطف مسلحون على صلة بالقاعدة وطالبان اثنين من مهندسي الاتصالات الصينيين في شمال غرب باكستان قرب الحدود الأفغانية الشهر الماضي، وقتل عمال صينيون في هجمات في غرب باكستان.