رأي صريح
مساء الجمعة الماضية 3/3/2006م شاهدت مباراة دييربي العاصمة السعودية - الرياض - الهلال والنصر، في الجولة (20) من بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وبرغم امتلاك الهلال (41) نقطة محتلا المركز الثاني خلف فريق الشباب وامتلاك النصر (19) نقطة محتلا المركز العاشر، الا ان عودة (لتاريخ) لقاءات الفريقين تؤكد بانها لقاءات دييربي صريحة ومشروعة لايعوزها التكافؤ، هذا (التاريخ) يتحدث عن (23) فوزا للهلال .. مقابل (21) فوزا للنصر.. و(23) تعادلا .. هذا جانب .. والجانب الآخر يتصل بالبطولات الكروية المختلفة في الشقيقة السعودية .. فبعيدا عن شهرة هذا الفريق او ذاك، وبعيدا عن الفارق النقاطي، ومع ذلك تشهد هذه البطولات مداها القوي من مختلف الفرق الكروية السعودية المشاركة في هذه البطولات .. وعودة الى دييربي العاصمة السعودية - الرياض - مساء الجمعة الماضية والذي انتهى شوطه الاول بالتعادل 1/1 حيث بدأ النصر بالتسجيل عبر اللاعب طلال المشعل، واضاعة اللاعب سعد الحارثي ضربة جزاء لصالح النصر، بعدها عادل النتيجة للهلال اللاعب محمد العنبر، واضاف لاعب الهلال ياسر القحطاني الهدف الثاني، وهو هدف الفوز الهلالي خلال شوط المبارا ة الثاني.. ولاني هنا لست بصدد تقديم (سردي) لوقائع المباراة، ولاحتى تحليل (فني) لسيرها، وانما القاء اضواء عامة عليها .. فيمكن القول (اولا) ان الحضور الجماهيري الذي شهده ملعب الملك فهد الدولي كان ضخما من قبل جماهير الفريقين .. واخذ فاعليته التشجيعية بشكل اكثر من لافت.. اما (ثانيا) فقد شهدت المباراة في شوطها الاول (مزيجآ) من اللياقة البدنية العالية، واسلوب لعب منظم، تحضير سليم للهجمات . .تارة عبر الاجناب، وتارة اخرى عبر الاختراق من العمق، انتشار سليم للاعبين مع الكرة وبدونها، لاوجود لاي مساحات خالية، الضغط القوي (المشروع) على من يمتلك الكرة، تمرير متقن للكرات .. فيما الشوط الثاني يشهد قلة المنسوب اللياقي لدى عدد من لاعبي النصر، وبدا التكافؤ بالانفراط الى حد ما، فظهر الهلال فارضا لهجته على اهم منطقة - الوسط - ومن هنا فرض الحوار والذي ادى بدوره الى تناثر الخط الخلفي للنصر، حيث بدا وكأنه لايملك القدرة على رفض حوار لاعبي الهلال.. على العموم .. اجمالا كانت المباراة بمثابة صياغة تأكيدية على هوية الكرة السعودية مع التطور والحداثة.. هكذا هو الدوري العام السعودي عبارة عن لغة تعبير قوية، تمت صياغتها بمعطيات تطويعيةعلمية وتقنوية، وهكذا بات المنتخب الوطني السعودي من القوة وعوامل الحيوية العالية والذي اكتسبها من الزخم الداخلي وثرائه وحيويته، هذاا الزخم الداخلي - الدوري العام - اسهم جوهريا في خلق المناخ الملائم وملامح التطور والقوة والابتكار الذي يتسم بها المنتخب الو طني السعودي، وهنا تبرز جدلية العلاقة بين الدوري العام وبين المنتخب الوطني، فقوة (الاول) منطلق اساسي لقوة (الثاني) .. فيما ضعف (الاول) يؤدي الى اضمحلال (الثاني)!!.[c1]نهاية المطاف :[/c]- اذا لم نبتكر كما ابتكر غيرنا لمعالجة ميزانها الكروي المصاب باختلال كثيف ومخيف فسيزداد عجزنا - لا اقول في مواجهة - العالم الكروي .. ولكن اقول محيط الاشقاء لا أكثر!!.- الى متى سنظل نمثل الانحلال الكروي في عالم نحن - بالتأكيد - لسنا فيه طرفا قادرا على الحضور حضورا متكافئا مع الآخرين - باستثناء الهند وبوتان وباكستان و(ربما) جيبوتي والنيبال!!.- عرضي الموجر لمباراة الهلال والنصر السعوديين، يؤكد هيبة الكرة السعودية عربيا وقاريا.. ويؤكد بان الكرة السعودية - لا اقول تشكل رقماً صعباً على الصعيد الكروي العالمي - ولكني اقول - بالضرورة- باتت رقماً كروياً يحظى بالاحترام عالميا!!.