يمكن القول أن تطور الخدمات الصحية العامة في المجتمع هو المدخل الأساسي-وليس الوحيد - للتنمية الصحية الشاملة التي تربط بدورها بمحددات اجتماعية واقتصادية،وسياسية،وقانونية،أي أن هذه المحددات هي متغيرات مستقلة كلما تغيرت سلبا أو إيجابا تغيرت وفقا لها مجالات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة،وبمعنى آخر يمكن القول لما كان الإنسان هو هدف التنمية ووسيلتها فإن تطور وتحسين حياة الإنسان(صحيا،وتعليميا)من شأنه أن يعكس نفسه في تطور وارتفاع مجهوداته وإبداعاته الفكرية والإنتاجية،ذلك أن التنمية الصحية هي جزء أساسي من التنمية الشاملة المستدامة،وذلك يعني أن قدرة الأفراد على الإسهام الإيجابي في التنمية يتطلب أن يكونوا أصحاء ومؤهلين تعليميا وفي هذا السياق يمكن القول أن تحقيق أعلى نسبة(في تنظيم الأسرة وفي رعاية الأم قبل الولادة وبعد الحمل والولادة إضافة إلى رفع الوعي الصحي أو توسيع التثقيف الصحي للمرأة والرجل معا بما في ذلك الوعي بالأمراض المنقولة جنسيا وبأمراض التهابات الجهاز التناسلي ورفع وعيها بأهمية تكوين أسرة سليمة)وفي هذا المجال هناك الكثير من المجهود بذلت في مواجهة التحديات السكانية المختلفة وخصوصا فيما يتعلق بقضايا الصحة الإنجابية وخدماتها والتوعية بأهميتها من أجل الرقي بالمجتمع وبالرجوع لتقرير عام 2005م الصادر عن البرنامج الوطني للصحة الإنجابية وصحة الطفل(الأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان)أوضح أن (128) مستشفى و(369) مركزا و(497) وحدة صحية في كل هذه المرافق تقدم خدمات الصحة الإنجابية حيث كانت نسبة الإدماج في المستشفيات كان بنسبة 84% من المستشفيات تقدم خدمات الصحة الإنجابية و 66 %من المراكز الصحية تقدم خدمات الصحة الإنجابية و67 % من الوحدات الصحية تقدم خدمات الصحة الإنجابية وهذه الخدمات هي خدمات تنظيم الأسرة وخدمات رعاية الحمل وخدمات الولادات ومع كل ذلك الجهد المبذول لازال من المهم العمل على نشر برامج وخدمات الصحة ا لعامة في مختلف مناطق البلاد خاصة الريف حيث غالبية السكان.وتأكيد حق أفراد المجتمع في الرعاية الصحية وضرورة نشر وتعميم خدمات الصحة العامة والإنجابي.إن العمل على تحقيق ذلك يتطلب خطة ورؤية تبنى على أساس علمي منهجي تتضمن في محتواها معلومات إحصائية دقيقة وحديثة عن التوزيع الجغرافي للسكان وخصائصهم المختلفة،ومن ثم رسم خريطة عامة لحجم المشكلات المتعلقة بالإنجاب وأنواعها وأسبابها وكذا حجم الفئات المحتاجة للخدمات الصحية واحتياجاتها الصحية والعمل على توزيع الخدمات وفقا لحجم السكان وحجم الاحتياج والتوزيع السكاني ومستوى التعليم.[c1]د. فهد الصبري [/c]
التنمية الصحية
أخبار متعلقة