د. زينب حزاموحده كان يجلس بجانب عمود النور، يخفى وجهه براحة يده، ويداري هزيمته التي لم يعد قادراً على تحملها، والجاني عليه هو المجتمع الذي لم يرحم اعاقته وضعفه حين فقد بصره، واصبح يتجول في الشوارع يتسول المارة، توقفت امامه لانظر إلى وجهه الشاب وعينيه اللتين كساهما بياض العمى فهو لايرى إلا قسوة الحياة ، وحين شعر بقدومي نحوه اسرع يمطرني بالدعاء،حتى إنني شعرت بالخجل، ومددت له بعض النقود ، لعلني انتشله من حالة القلق التي تعصف به، لم اجد الكلمات المناسبة لاخفف عنه هموم العيش وغلاء المعيشة ، وهو شاب يمتلك جميع شروط العمل الخفيف والمناسب لعمره الفتي، بدلاً من التسول في الشوارع ، وعند عودتي اتصلت بصديقتي التي تعمل في معهد الامل للمكفوفين ، وكان جوابها مثل الصاعقة عصف بي ، حين اخبرتني بان العمل في المعهد شبه مشلول او يمكننا القول متوقف وقد كان المعهد يقدم الدعم والعمل للمكفوفين وذلك عبر صناعة السلك ، والادوات المنزلية المصنوعة من الخزف والتطريز بالقماش ، اضافة إلى تشكيل فرقة موسيقية وفرقة خاصة بالتمثيل حيث قدمت هذه الفرقة العديد من الاعمال المسرحية في تلفزيون عدن والسهرات الفنية، ومن خلال هذه الاعمال كان يتحصل المكفوفون على مرتبات شهرية توفر لهم لقمة العيش الشريفة ، اضافة إلى تحصلهم على دورات تعليمية في المعهد وعند اتمام دراستهم يتحصلون على الوظائف المناسبة مثل عامل التلفون في الدوائر الحكومية، او الاعمال المناسبة لقدراتهم ، اتذكر تماماً انني قد زرت معهد الامل للمكفوفين قبل حوالي خمس سنوات وهو معهد ضخم يقع في المعلا دكة ، ويمكن الاستفادة منه وتطويره حتى يسع عددا كبيراً من المكفوفين حيث كان مثل خلية نحل يملؤه النشاط الدراسي والعمل والابداع وهو اليوم شبه مغلق، وما يهز المشاعر حالة المكفوفين وهم يتسولون في الشوارع بينما حالة الاهمال تخيم على هذا المعهد الذي تخرج منه العديد من الكوادر الابداعية من المكفوفين ، من هنا نرفع نداءنا إلى الاستاذ احمد محمد الكحلاني محافظ محافظة عدن للنزول الميداني إلى هذا المعهد واعادة ترميمه وادخال الاجهزة الحديثة في تعليم المكفوفين حتى تعود الابتسامة والامل إلى قلوب ابنائنا المكفوفين وللاستفادة من قدراتهم الابداعية.
ماذا جرى لمعهد الأمل للمكفوفين؟
أخبار متعلقة