ظهر أحد النجوم العرب المشهورين الذين شاركوا في برنامج سوبر ستار على إحدى الشاشات الفضائية شارحا دوافع توبته عن هذا الطريق ومؤكدا اختياره لطريق جديد في الحياة يمقت كل ما له صلة بالفن والغناء ، وما أن انتهي البرنامج فوجئت بابنتي المحبة وبشدة للموسيقى والغناء تسألني مسارعة وبدت وكأنها تتمنى أن تسمع مني إجابة محددة تخالف كل ما وقع على سمعها خلال هذا البرنامج قائلة : ماما .. هي الموسيقي حرام؟!! ولأنني لست من هواة إصدار الفتاوى الذين باتوا يطاردوننا بشكل شبه يومي، ولست ضليعة في إقحام نفسي فيما لا يعنيني، ومن ثم إصدار أحكام مطلقة على أمر اعتقد انه سيظل مجالا للبحث والأخذ والرد والنقاش والتأويل لعقود وعقود حيث أن تحريم الفن والموسيقى والغناء قضية أزلية لم يتم حسمها بعد ، لذلك وجدت نفسي في مأزق، ولكن بعفوية شديدة ومن دون الانجرار إلى بواطن الأمور وتعقيداتها أجبتها ببساطة.. لا..! فالموسيقي ليست حرام إلا في حالات محددة يتم فيها استخدامها بأسلوب مبتذل كالخلاعة أو العري وغيرها من الممارسات التي لا تليق بديننا وعاداتنا وتقاليدنا وهو ما نشاهده بكثافة على الفضائيات هذه الأيام، ووجدت نفسي استشهد لها باستقبال الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة بالموسيقى والغناء مرددة أغنية (طلع البدر علينا.....)! فمعلوماتي المتواضعة كمستمعة ومحبة للموسيقى الهادئة تقول بان للموسيقي سلطان علينا، فهي تهذب النفس، وتهدئ من روعها، وتعدل المزاج، وتخفف من حدته، وتلطف من صخب الحياة وتعقيداتها، وهي تسهل على الأم الحامل أن تلد، وتساعد المرضى النفسانيين على الشفاء، فهناك موسيقى للحب، وهناك موسيق» للحرب، وهناك موسيقى للعلاج ، وقد أظهرت دراسة جديدة أن الاستماع إلى الموسيقى ذات الإيقاع البطيء أو التأملي لها تأثير ملطف على الناس فهي تبطئ من التنفس وضربات القلب، كما أكدت الأبحاث الفوائد الصحية المحتملة للموسيقى فيما يتعلق بتخفيف حدة التوتر، وفي بحث أجري أخيرا في الولايات المتحدة اتضح أن الاستماع إلى الموسيقى يقلل من الآلام الحادة ويمكن أن يكون له تأثير إيجابي عظيم على تحمل الآلام المبرحة، حيث اجرى باحثون أمريكيون اختبارات على مدى تأثير الموسيقى على 60 مريضا كانوا يعانون من آلام مبرحة على مدى سنوات، وتبين أن من كانوا يستمعون إلى الموسيقى خفت لديهم مستويات الآلام بنسبة تزيد على 21، كما قلت لديهم حالة الاكتئاب والإحباط المصاحبة لها بنسبة تفوق 25 ممن لم يستمعوا إلى الموسيقى! والمدهش في الأمر أن هناك مشاريع موسيقية لإنقاذ شبان من العنف والمخدرات، ففي البرازيل على سبيل المثال أقيم مشروع تتلخص فكرته في منح الشبان بديلا للعمل مع عصابات تجارة المخدرات وتقدم المجموعة القائمة على المشروع دروسا في الموسيقى والرقص والرياضة وفنون القتال البرازيلية ويطلق على هذا المشروع (افرو ريجاي) وهو يشمل أربعة أحياء يسودها العنف وامتدت فصول البرامج إلى محو الأمية والتدريب للحصول على وظائف ورعاية الأطفال. لقد كان الفيلسوف العظيم أفلاطون يرى الموسيقي كالمشط ، فكما يسوي المشط الشعر فالموسيقي تسوي الشعور والتوازن والانسجام بين الجسم والروح. فيا ابنتي العزيزة اطمئني.. واستمعي إلى الموسيقى - الراقية - بكل ارتياح!!
|
ومجتمع
ابنتي العزيزة اطمئني واستمعي للموسيقى
أخبار متعلقة