[c1]كوكب الوادعي[/c]الزواج علاقة شرعية مقدسة تربط بين رجل وامرأة وله شروط الإشهار والأهلية كما أن له مقومات مهمة تقوم على الحب والحنان والود والتفاهم والتسامح والتضحية.والمؤسف أن مفهوم الزواج تغير فلم يعد الهدف منه لدى أغلبية الشباب تأسيس بيت سعيد ينعم بالاستقرار والدفء والحنان والحب في ظل أسرة.الزواج أصبح سيارة فارهة وفيلا يتمختر في أرجائها الديناصور وأرصدة في البنوك تتوالد كالأرانب وغانية تجيد فن الغنج والدلال.مواصفات الشباب والفتيات لزوج وزوجة المستقبل هي (الجمال) و(المال). وإذا ذبل الجمال فالمال يقوم بدوره في البحث عن الغادة الحسناء وإذا سقط الجمل المحمل بالذهب ففي المحطة القادمة جمال كثيرة.للأسف الجنس الدافع الرئيسي للزواج لدى الأغلبية مع أنه يجب أن يكون ثانويا لذلك نجد الطلاق منتشرا بطريقة مخيفة سواء بين ممن تزوجوا عن طريق الحب أو من اختاروا شريك حياتهم بواسطة الأهل.فمن أحب وفشل زواجه رغم قصة الحب التاريخية فهؤلاء لم يحبوا بصدق ولم يلمس الحب شغاف قلوبهم فكل طرف ارتدى قناع الحمل الوديع،وكان الانجذاب الجنسي وليس الروحي والفكري سيد الموقف. فانشغلوا بالقشور عن الجوهر وبعد ذلك سقط القناع وظهر كل منهما على حقيقته وشاهد كل طرف العيوب والتناقضات التي أخفوها وأظهروها بعد الزواج.أما من لم ير زوجته إلا ليلة الدخلة فجميع النساء لديه جميلات في الظلام وإذا لم تعجبه زوجته فجميع الطرق مفتوحة أمامه مسيار، ومتعة، وعرفي. إلى آخر القائمة وما خفي كان أعظم. أما الزوجة فالمهم لديها (الخلفة) و(اللقمة) و(الهدمة النظيفة).والقلة القليلة ممن وهبهم الله عقولا مفكرة وقلوبا محبة يدركون أن لهم دورا مهما في بناء الخلية الأولى لمجتمع سليم، والزواج بالنسبة لهم مقدس يقوم على المحبة والمودة والتفاهم والرحمة والاستقرار. ويملكون الإحساس بأهمية بناء أسرة سليمة ترفد المجتمع بأعضاء جدد أصحاء نفسياً وجسمياً وعقلياً وأخلاقيا وسلوكياً. والبعد عن الأنانية التي تولد النبذ والجفاء، وتلبية رغبات بعضهما بالقدر المعقول فليس هناك سيد وعبد فكل طرف مكمل للآخر.فبالتضحية يحافظ الزوجان على استقرار أسرتهما الوليدة، وبالحب المنزه من الغرائز تسقى هذه البذرة فتصبح شجرة وارفة الظلال تعطي الدفء والحنان لأبنائها.فعطاؤها لا ينقطع مهما تغيرت الأحوال وتبدل الزمان، يستظلون بها من قسوة الحياة ووحشة النفوس المريضة،ويرتشفون من ندى وريقاتها المحبة ويلتحفون بأغصانها من صقيع الرياح العاتية التي تهب فتقتلع الثوابت، ويحتمون ممن لوثوا حياتنا من الباحثين والباحثات عن الزائل الذي لا يدوم متخذين الزواج وسيلة لإشباع الرغبات والغرائز تحت مسميات ابتدعوها لزعزعة أركان المجتمع.الأسرة نتاج علاقة سليمة وسوية بين رجل وامرأة قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).إذا اختل بناء هذه الخلية أصيب المجتمع بشتى صنوف الأمراض الاجتماعية وأثر على سلامة ونمو المجتمع ومنظومته القيمية والأخلاقية.[c1]نقلا عن جريدة "الوطن" السعودية
قدسية الزواج
أخبار متعلقة