هل سيستحم برلماننا القادم بالكولونيا الوطنية، وبعطر الطهارة، أم سيكون مادة دسمة للخلافات الطائفية والفئوية؟الديمقراطية ليست مكانا للاصطياف ،أو جلوسا تحت هواء ربيعي او مشمس ،هي رحلة الى تحمل مسؤولية كبيرة في الموقف والكلمة والهدف.نحن اليوم في عالم السرعة ،والمثل الانجليزي يقول:الأسرع يأكل الأكبر))،وكما يقول الشيخ محمد بن راشد المكتوم في كتابه القيم (رؤيتي): ((الجلوس في العتمة لن يجعل العولمة تختفي، فهي آتية شئنا ام ابينا؟))قد ندفن رؤوسنا تحت رمال البرلمان متصارعين على معارك وهمية ،لكن ذلك لن يوقف العولمة ولن يوقف حركة التطور والحياة والحضارة، وقواعدنا هي التي ستدفع الفاتورة.كان تصريح الشيخ علي سلمان، وتصريح الشيخ عادل المعاودة لأجل التعاون وتجسير العلائق والتعاون لأجل صالح المجتمع مطمئنا ،ويدعونا إلى تعزيزه وتشجيعه وثقتنا في الاثنين كبيرة لانهما يمثلان اعتدالا في طرحهما كل في تياره.العصر الذي نعيشه يسمى ب(عصر العقل المبدع) وكل امة تبحث عن مجال تبدع فيه من رياضيات سنغافورا إلى حاسوب الهند إلى سيارات اليابان الخ .ونحن لا نريد أن نكون كبحرينيين بمنأى عن هذا العصر.نريد البحرين تنطلق إلى حيث الإبداع والتسامح والانفتاح ،إلى حيث الحداثة بلا تكسير لمنظومتنا القيمية.عالميا ينظر إلى العربي بأنه عنيد بعناد 40 ثورا ،ولو كان العناد يصب في غير مصلحته ،وانه يعاني من تماسك اسمنت إيديولوجي على عقله.هذه النظرة لاتخلو من شوفينية، لكنا بحاجة إلى تغييرها بمزيد من تحريك العقل ،وفتح النوافذ للهواء الطلق، بعد ان نفذت كمية الاكسجين الحضاري في مجتمعنا، وانتشرت بدلا عنها كمية ثاني أكسيد الكربون، كما هو في العراق ولبنان.. .جرح يقذف قيحا تاريخيا من حضارة بابل واحتقان بركاني على وشك الانفجار من بيروت(ست الدنيا) كما سماها نزار قباني إنها لعبة الدول المتناقضة على مصالحها على أراضينا، والأوطان تدفع الفاتورة.صناعة التنمية عملية تراكمية،ونحن بحاجة إلى نائب جراح، يلملم الجراح لا يفجرها نائب جراح بعين نسر وقلب أسد ويد امرأة، فهل يكون نائبنا البحريني كذلك؟، ام يتحول بعضهم بعقلية ثور اسباني ،يريد أن يدمر كل شيئ، بتوزيع الاتهامات على بعضنا والأوسمة الوطنية، ويمارس إلغاء هذا الشخص وذاك؟كل الكتل فيها عقلاء ووسطيون ويهمهم عدم قلب طاولة العرس على رؤوس الناس والأمل في هؤلاء باللقاء والحوار وضبط اي فرقعة قد تحرق حفلة العرس الانتخابية وتحولها إلى حفلة شتائم ،وتقلب كعكة الاستحقاقات على الأرض ،وتكسر الصحون.البرلمان البحريني ليس بمنأى عن الاحتقان العربي بكل صوره، فيجب ان نكون حذرين ،ولنعمل على المشتركات.علمتنا التجارب، في الحروب الطائفية لا أن منتصر من ايرلندا إلى بيروت إلى اسبانيا إلى العراق.فليتعلم الشيعة والسنة من الدم النازف بين المسيحيين من كاثوليك وبروتستانت ،اكتشفوا دكاكين عاشت على تناقضات الحرب بينهم، وبدأ عقلاؤهم يفهمون اللعبة القذرة، فعادوا إلى رشدهم.السؤال :هل سيعمل نوابنا الافاضل على تمدين الريف بدلا من ترييف المدينة؟هل ستكون نظرتنا كونية للقضايا والأمور؟هل سنركز على التعليم والاقتصاد؟لنسأل انفسنا :لماذا كل دخل دول العالم العربي السنوي 531 مليار دولار وهو اقل من الدخل السنوي لاسبانيا وحدها؟هل اعطاهم الله عقولا لم يعطنا إياها؟الم تكن متاحف أوروبا مليئة بانجازاتنا القديمة؟يوجد فيها أدوات الثلث الاسطرلاب التي طورها الغرب والأشرعة الخ.لقد عانينا من التوقف ما يكفي، وجاء الوقت لنعمل، لنواكب الدول المتطورة.الذاكرة الورمة هي أعلى أشكال القطع والقطيعة فلماذا نتعلق بالماضي بشكل طفولي؟أن فرنسا تدعم ثمن الورق كما تدعم ثمن الرغيف ،ونحن صمتنا عن الاثنين، بل رحنا نفخخ الورق ونلغي خبز الفقير.أملنا في نوابنا كبير ان شاء الله.ـــــــــــــ [c1]* كاتب بحريني [/c]
النائب البحريني بين تمدين الريف وترييف المدينة
أخبار متعلقة