صباح الخير
نعلم جيداً أن علاقتكم بمحافظة عدن ماتزال في طور النشء، كما نعلم أنكم تتحركون كثيراً ـ منذ حضوركم لقيادة هذه المحافظة ـ في أكثر من فعالية وعلى أكثر من اتجاه للاقتراب كثيراً من جوانب القصور التي تتناثر هنا وهناك.. في هذه المديرية أو تلك، بين هذه المؤسسة أو ذلك المرفق.. كما ندرك جيداً أن كثيرين ممن قد أحاطوا بكم لإعطائكم الصورة المثلى عما يعتمل في محافظة عدن من أنشطة اقتصادية وتربوية وثقافية واجتماعية وخدمية وهي معلومات رغم صحتها قد لا تجعلكم تقفون على كثير من الحقائق التي تعاني منها هذه المحافظة وتحتاج بالضرورة لتدخلكم الجاد والفاعل لوضع المعالجات السريعة والصائبة لها قبل ان تضيع في معمعان قضايا أخرى قد تبدو ذات أهمية أكبر.وحتى تكون النقاط واضحة على حروف خطابنا هذا فإننا ياعزيزنا المحافظ الكحلاني نضع أمامكم أهم وأبرز الهموم التي تعاني من تداعياتها هذه المحافظة، وهي الهموم التي سبق لصحافتنا الوطنية تناولها كثيراً وتسليط الضوء حولها في أكثر من مناسبة وبصرخات متتالية ضاعت مع الأسف في صلابة جدار الصمت الرسمي..لك أن تتساءل عزيزنا محافظ محافظة عدن عن سبب عدم وقف العمل في محرقة القمامة بمديرية دار سعد التي تسببت في العديد من الأمراض الخطيرة ولازالت حتى اليوم تشكل خطراً متزايداً.. على الرغم من إعداد وتجهيز المقلب الجديد في منطقة بئر النعامة ومنذ أكثر من سنتين!!ولك ان تعرف جملة تلك التساؤلات التي باتت تحير موظفي صحة البيئة في جميع مديريات محافظة عدن وهم يكتشفون بين يوم وآخر المواد الغذائية التالفة التي تملأ مخازن تجار الجملة بعد خروجها بشهادات صلاحية مختومة من عدد من الجهات في المنافذ الرسمية للمحافظة!ولن نغيب من أمامك حقيقة السنوات الثلاث التي مرت على مشروع إعادة سفلتة وتجديد جميع شوارع مديرية المنصورة واعتماداتها المالية ولم ير هذا المشروع حتى اليوم سوى تدمير وقشع الإسفلت الذي كان قائماً وصار السكان يعانون من الأتربة بدلاً من نعمة الطريق!!ولابد أن تعلم عزيزنا الكحلاني أن الحديقتين الجميلتين في مديرية المنصورة اللتين شكلتا متنفساً لأبناء هذه المديرية قد تحولتا إلى أطلال بعد قطع كافة أشجارهما وغلق بابيهما في وجوه الناس تحت يافطة الاستثمار التعيس، وكذلك هو حال حديقة التواهي!!وإن كان الكثير من المواطنين في عدن قد استبشروا خيراً بالخطوة العملية الجادة في حل مشكلة أراضي بئر فضل والممدارة، فإن الملفات المهترئة التي مزقها عرق الأكف عبر سنوات طوال لأصحاب الجمعيات التعاونية السكنية هي الأخرى بحاجة لوقفة جادة ومسؤولة حتى يدخل الفرح قلوب الآلاف من أبناء هذه المحافظة بعد أن هجرها ذلك الفرح طويلاً!!وختاماً عزيزنا الأستاذ احمد الكحلاني محافظ محافظة عدن نعتقد أنه لابد أن تعلم ـ فيما علمت ـ أن المنتديات الثقافية في محافظة عدن قد صارت أشبه بمن يحرث في أرض من رمل بحسب الواقع الذي تعيشه هذه المنتديات.. فهي رغم الدور الثقافي والتنويري الذي تلعبه بين أوساط مرتاديها ورغم قيامها بتغطية العجز الذي تعيشه هذه المحافظة في هذا الجانب الروحي الهام إلا أنها مع الأسف تعيش الحرمان وتعاني الكفاف بسبب سوء أوضاعها المادية وعدم تقديم أي دعم مساند لها من أي جهة كانت، وهي اليوم أحوج ما تكون لإلتفاتة كريمة منكم حتى تتواصل رسالتها التنويرية ودورها الثقافي.ولا يسعنا إلا أن نحيي وجودكم بين ظهراني أبناء هذه المحافظة في ختام خطابنا المفتوح هذا، ونثق في جهودكم الطيبة في معالجة ما طرحنا من هموم عامة.