د.مروان سعيد طاهرقد يتبادر إلى الذهن تساؤل مشروع وهو ما أهمية الربط بين الصحة الجنسية والإنجابية من جهة وفيروس نقص المناعة المكتسبة الإيدز من جهة أخرى؟ ولماذا معظم المشاريع والبرامج والفعاليات الحكومية أو الدولية في اليمن أو غيرها من الدول النامية لا تفصل بل توصي بدمج خدمات الصحة الإنجابية وخدمات الإيدز؟ حتى إننا نلاحظ أن المنظمات المتخصصة في المجال السكاني- التي تناضل في مواجهة الزيادة السكانية وتبعاتها التي تعتبر الصحة الإنجابية أحد محاور عملها الأساسية - تصر على ضم الايدز ضمن برامج عملها رغم أنه لا يمثل سبباً ولا حتى نتيجة للمشكلة السكانية.وللإجابة عن هذا التساؤل المهم دعونا أولاً نستشف أسباب نشوء فكرة الترابطات بين الصحة الجنسية والإنجابية وفيروس نقص المناعة كالتالي: إن خدماتهما غالباً ما تقدم في المجتمعات النامية في مناطق جغرافية محددة غير منفصلة. أو ربما تكون الفكرة نشأت لأسباب مادية تستند لقاعدة الاستخدام الكفء للموارد المالية. أو ربما لأسباب أخرى... لكن الأهم لماذا استمر زخمها وبقوة؟ففي العقدين السابقين أجريت العديد من الدراسات السكانية في دول مختلفة هدفت إلى تقييم الترابط بين الصحة الجنسية والإنجابية وفيروس نقص المناعة ومدى فائدته وملاءمته... وكانت نتائج الدراسات تشير بصورة جليه إلى أن الترابط له فوائد ومنافع كبيرة واهم الدراسات التي تناولت هذا الموضوع دراسة بعنوان “الصحة الجنسية والإنجابية وفيروس نقص المناعة... الترابطات:مراجعة الأدلة وعرض التوصيات” وهي دراسة نشرتها حديثاً عدة أطراف أممية أهمها صندوق الأمم المتحدة للسكان وبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بمكافحة فيروس (الإيدز) راجعت هذه الدراسة 58 دراسة سابقة منشورة وغير منشورة أجريت خلال الأعوام 1990 - 2007م في عدة دول افريقية وآسيوية وغربية ثم حللت مخرجاتها. وخرجت الدراسة بجملة من الاستنتاجات العامة تجيب وبكل وضوح عن تساؤل مقدمة هذا المقال ولخصت أهم الفوائد للترابط بين الصحة الجنسية والإنجابية وفيروس نقص المناعة أهم هذه الاستنتاجات هو حدوث زيادة أو تحسن في ما يلي : فرص الحصول على الخدمات أو عدد المستفيدين منها ، بما في ذلك مجال الفحص المتعلق بفيروس نقص المناعة. النتائج الصحية والسلوكية. استعمال الواقي الذكري. المعرفة بفيروس نقص المناعة والأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي. التوعية العامة للخدمات : كما اعتبر الربط بين الصحة الجنسية والإنجابية وفيروس نقص المناعة امراً مفيداً وممكناً خاصة في عيادات تنظيم الأسرة ، والإرشاد والفحص المتعلقين بفيروس نقص المناعة البشرية وعيادات فيروس المناعة البشرية. ومن ناحية الكلفة المادية فقد أشارت إلى حدوث وفورات صافية من عملية إدماج الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية في الخدمات المتعلقة بصحة الأم والطفل إضافة إلى مزايا أخرى لهذا الترابط منها الحد من أثر الوصمة والتمييز الناجم عن الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية وتحسين تغطية فئات السكان التي تعاني من نقص الخدمات . وكذلك الاستغلال الأفضل للموارد البشرية الشحيحة في مجال الصحة . ومن أهم توصيات الدراسة إلى صانعي السياسات هي تأييد ودعم الترابطات بين الصحة الجنسية والإنجابية وفيروس نقص المناعة البشرية على المستويات المتعلقة بإقرار السياسات والنظم والخدمات . كما أوصت مديري البرامج بتعزيز الاستجابات حول الترابطات بين الصحة الجنسية والإنجابية وفيروس نقص المناعة البشرية في الاتجاهين ثم أوصت الباحثين بتصميم الدراسات الرصينة لتقويم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية وخدمات فيروس نقص المناعة البشرية التي تم إدماجها. ونرى انه من الأهمية بمكان تعزيز الترابطات بشكل اكبر بين خدمات كل من الصحة الإنجابية ومرضى الايدز في مختلف المحافظات اليمنية استفادة من تجارب الآخرين واستجابة لتوصيات الباحثين .
أهمية الربط بين الصحة الإنجابية والإيدز
أخبار متعلقة