نحو 50 مصليا أصيبوا في اشتباكات الجمعة الماضية عقب اقتحام الأقصى
القدس/ متابعات: اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط المسجد الأقصى ومدينة القدس قبيل صلاة الجمعة يوم أمس ، وسط إجراءات مشددة على المدينة وضواحيها، وإغلاق تام للضفة الغربية. وقال مصادر إن عددا كبيرا من الجنود الإسرائيليين يصل لنحو 1500 يوجدون داخل باحات الحرم القدسي. وذكر أن أحد حراس المسجد جرى اعتقاله عندما طلب الدخول لأداء مهامه. وحول عدد المصلين الذين سمح لهم بالدخول، قال المصدر إنه يتراوح بين سبعمائة وألف مصل، وهو عدد ضئيل جدا مقارنة بالأيام الماضية، حيث كان يؤم المسجد الشريف حوالي 40 ألف مصل. وأشار إلى أن سلطات الاحتلال حظرت دخول الرجال دون سن الخمسين، وفرضت إجراءات مشددة ليس فقط في محيط الأقصى بل في الضواحي البعيدة أيضا، وأقامت حواجز عسكرية بحيث يتم انتقاء الأعمار حتى عند الدخول من الأحياء البعيدة.وأضاف المصدر أن الإجراءات الأمنية ستتتواصل حتى يوم الثلاثاء لأن هناك حفل تدشين كنيس يهودي في البلدة القديمة، فضلا عن أن السلطات الإسرائيلية سمحت لجماعات متطرفة بالاحتفال بيوم للتعريف بالهيكل المزعوم. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أصدر تعليمات بفرض إغلاق تام على الأراضي الفلسطينية حتى مساء اليوم السبت.وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي إن باراك قرر فرض إغلاق كامل على الضفة الغربية لمدة 48 ساعة في أعقاب تقييم أجري في مكتبه.وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها تخشى انتقال التوتر من القدس إلى أنحاء الضفة الغربية. وأفادت بأن قواتها ستنتشر بكثافة كبيرة خارج الحرم القدسي والبلدة القديمة وأحياء شرقي القدس عامة، في ضوء ورود معلومات استخبارية تنذر بنية فلسطينيين تنظيم أعمال شغب، حسب تعبيرها.وذكرت أنه سيتم إنشاء غرفة قيادة في مخفر الشرطة المطل على حائط البراق، وأن قائد لواء «أورشليم القدس» أهارون فرانكو سيشرف على نشاط قوات الشرطة من غرفة قيادة متنقلة. وكان يوم الجمعة الماضي شهد صدامات عنيفة عقب اقتحام قوات الاحتلال باحات المسجد الأقصى واعتدائها على المصلين، مما أسفر عن إصابة نحو 50 مصليا فلسطينيا بالرصاص المطاطي والاختناق بالغاز المدمع. هذا وقد كشفت مصادر إسرائيلية عن مشاريع لبناء 50 ألف وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة وسط تصاعد الانتقادات الإسرائيلية الداخلية لسياسات حكومة بنيامين نتنياهو واتهامه بالكذب والمراوغة.وكشفت القناة الإسرائيلية العاشرة عن مخطط لبناء آلاف الوحدات السكنية في مستوطنات القدس المحتلة وحوالي 1200 وحدة سكنية في قلب أحيائها العربية. كما كشفت صحيفة هآرتس عن وجود 50 ألف شقة جديدة في أحياء القدس الشرقية بمراحل تخطيط مختلفة بعضها بمرحلة متقدمة جدا لدى لجنة التنظيم والبناء التابعة لبلدية الاحتلال.ونقلت الصحيفة عن مصادر في بلدية القدس أن حالة الازدحام في المدينة والرغبة في المحافظة على «مناطق خضراء» في جزئها الغربي «لم تبقيا خيارا سوى التوسع نحو الشرق».وتفيد جمعية «عير عميم» بأن المشاريع الاستيطانية التي تستعد بلدية القدس لإنجازها تشمل بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية في «حي غيلو»، و1500 شقة في جبل أبو غنيم، و1500 شقة في مستوطنة «بسغات زئيف»، و3500 شقة في حي «جفعات همطوس»، و1200 شقة في «راموت»، و600 شقة في «أرمون هنتسيف»، و450 شقة في «النبي يعقوب»، و13 ألف شقة في «جفعات ياعيل». وتؤكد الناشطة في الجمعية أورلي نوي أن المشاريع الاستيطانية في القدس التي يستوطن فيها اليوم 260 ألف مستوطن تدفع إسرائيل لنقطة اللاعودة من ناحية التسوية مع الفلسطينيين.وتشير إلى مشاريع استيطانية داخل الأحياء العربية منها 140 وحدة سكنية في رأس العامود، منوهة لازدياد طلب «اليهود الأصوليين» شققا سكنية في القدس المحتلة.وتتهم هآرتس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالعمل المتواصل من أجل تكثيف الاستيطان في القدس المحتلة، وتسخر من مزاعمه بأنه لم يكن على علم بالإعلان عن مشروع الاستيطان «رمات شلومو» الذي أثار ضجة سياسية واسعة أول أمس.وتحت عنوان «نتنياهو يخون وظيفته» حملت هآرتس في افتتاحيتها على نتنياهو واتهمته بارتكاب حماقة سياسية مضرة بالكشف عن خطة استيطانية جديدة في القدس تزامنا مع زيارة جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي.وقالت إن بايدن جاء لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإبراز صداقتهما والتزام الأولى بأمن الثانية قبل أن يصدر بيانا منددا عقب الكشف عن المخطط الاستيطاني في القدس، وأضافت «حلّ الحرج الكبير بدل الإنجاز الدبلوماسي».