اضواء
صالح الطريقيمن البداهة أن يقال : إن جميع المذاهب الإسلامية يمكن لها أن تحاج أي إمام أو عالم ، أو كما يقال : «كل يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذا القبر» ، والمعني هنا سيد الخلق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .من البداهة أيضا أن يقال : إن الإسلام ضد الكهنوت ، أي أنه لا أحد يمكن له احتكار السماء بعد أن ذهب صاحب القبر إلى خالق الكون عز وجل.ومن البداهة حد اليقين أن نردد نحن المسلمين بكل مذاهبنا وطوائفنا ما قال سيد الخلق صلوات الله عليه وتسليمه «إن الدين يسر ، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه» ، كدليل قاطع ونهائي على أن الإسلام دين المنطق تتساقط أمامه المعتقدات المحرفة أو الوضعية .هذه البداهات الثلاثة إلى أي مدى يمكن قياسها على الواقع ، بمعنى هل يمكن لأحد أن يرد على إمام أو عالم دون أن يحذر بأن «لحومهم مسمومة» ؟وهل بالفعل أن الإسلام كواقع وليس نظريا ضد الكهنوت أم هو أصبح مليئا بالكهنة ؟ولماذا نخاف من كل ما هو جديد إن كنا نردد : «لن يشاد الدين أحد إلا غلبه» ؟سأترك هذه الأسئلة للقارئ ليجيب عنها هو ، وسأكمل مع البداهات التي تردد في عالمنا العربي والأسطوري إن شئتم من البداهة أن يردد علينا الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي والشيخ محمد حسين فضل الله ، أن الغرب يحاول تأجيج الكراهية بين الشيعة والسنة ؛ ليحقق مصالحه ، أو مع كل اقتتال طائفي .فما الذي يفعله الشيخان الآن ، وهل من البداهة أن نردد عليهما إنهما يفعلان ما لا يقولان ؟وهل يحق لشخص ما أن يتهمهما بأنهما عملاء للغرب ، كما يرددان علينا صبحة وعشية قائلين : «هناك عملاء يعملون طابورا خامسا لتمزيق الأمة من خلال إثارة الكراهية بين الشيعة والسنة» ، من باب أنهما يفعلان هذا الآن ؟قد يقال إن هناك مد شيعي يحذر منه الشيخ القرضاوي ، وهنا سنعود للبداهة الثالثة التي تؤكد : « لن يشاد الدين أحد إلا غلبه» ، وطالما هو يرى أنه صاحب الحقيقة فما الذي يخيفه طالما الانتصار له في النهاية «وهذا القول ينطبق على الشيخ الآخر محمد حسن فضل الله» فما الذي يخيفه ؟من هذه البداهات وهذا الواقع الذي قد يراه البعض مخالفا لكل البداهات التي نرددها ، هل يمكن القول : إن ما يحدث الآن ، هو مشابه لما حدث في القرون الوسطى بين المسيحيين ؟وإن كان الأمر كذلك ، فكم من الوقت يحتاجه أتباع شيوخ المذاهب ليكتشفوا أنهم يموتون لأسباب تافهة ولا عقلانية ، كأن يوقف أحد أتباع المذهبيين شخصا ما ، ويطلب منه هويته ، فإن كان اسمه أبو بكر أو علي أو عمر أو الحسين يقتل لأن والده ولأسباب غير معروفة قرر أن يلقبه بعلي أو عمر ؟وهل إن اكتشفوا هذا ، سيتوصلون في نهاية الأمر ، لما توصل له الأوروبيون بعد 400 سنة من القتل المجاني ، حين اكتشفوا أن الأتباع يموتون لأسباب تافهة ولا عقلانية ، فيما القساوسة يكتنزون الذهب والفضلة بعد أن سلبوا الأتباع عقولهم ، ليتحكموا في أموالهم وحياتهم وموتهم أيضا ؟وإن توصلوا لهذه البداهة الأوروبية ، فهل سيجدون أن العلمانية خلاصهم ، أم سيبتكرون آلية جديدة تقضي على الكهنوت نهائيا ، وتوقف نزيف الدم المجاني واللاعقلاني ؟وإن كانت هذه المحصلة النهائية للاقتتال المجاني واللاعقلاني ، فكم من القتلى نحتاج لتستيقظ العقول ؟لا تنسوا .. إنها أسئلة .. فقط أسئلة