الجرافات الإسرائيلية أزالت القرية من الوجود نهائيا
رام الله (الضفة الغربية)/14 أكتوبر /رويترز : قال مسؤول محلي في قرية العراقيب العربية في النقب إن إسرائيل هدمت يوم أمس الثلاثاء القرية بشكل كامل وتركت ما يزيد على 200 شخص في العراء دون مأوى.وأضاف عماد ابو فريح الناطق باسم لجنة الدفاع عن اراضي العراقيب في اتصال هاتفي مع رويترز «هدم كامل القرية المبنية منذ عشرات السنين كقرية غير معترف فيها... الاف الجنود اقتحموا منذ الساعة الواحدة فجرا (بالتوقيت المحلي). بدأ حصار المنطقة. كان هناك اعتصام في الخيام.. اخرجوا الاطفال من الخيام وهدموها نهائيا».واضاف «النساء والاطفال مجمعون في خيمة نصبت في مقبرة القرية المجاورة والان نقوم ببناء القرية من جديد بالخشب والخيام».واوضح ابو فريح ان سكان القرية توجهوا الى المحاكم الاسرائيلية للحصول على اعتراف بقريتهم وقال «ذهبنا الى المحاكم وتمنينا أن تعطينا المحاكم شيئاً ولكن للاسف الشديد لا يوجد امل. المحاكم اصبحت اداة في يد دائرة اراضي اسرائيل كل القوانين جيرت (أصبحت تنفذ) لصالح دائرة اراضي اسرائيل وصندوق اسرائيل القومي الذي يطالب بتحريش اراضينا».واضاف «القوانين ليست في مصلحتنا ولكن اردنا استعمالها. كان عندنا امل في عدل ونوع من العدل من محاكم اسرائيل. الان سنبني ولن نتوجه الى المحاكم حتى لو هدمت الف مرة سنبنيها من جديد. المحاكم لم تعطنا التراخيص. لا يمكن ان ناخذ ترخيصا الا اذا اعترف بنا سياسيا».واتهم ابو فريح اسرائيل بمحاولة طرد العرب من النقب وقال «هذه حرب سياسية لتفريغ النقب من العرب وتحويلها الى ايد يهودية. الان هم يتحدثون عن زراعة الاشجار ثم توسيع مستوطنة كفعوت المجاورة على حساب اراضينا. هم يريدون اقامة مستوطنات على حساب اراضينا او اقامة مزارع فردية التي استولت على الكثير من اراضينا في عرب النقب بحجة تطوير النقب».واضاف «ونحن نعلم انهم اعترفوا بالمزارع اليهودية الفردية التي لا يسكنها الا العشرات. هناك العديد من القرى العربية الآهلة منذ عشرات السنوات قبل قيام الدولة (اسرائيل). كان عندنا امل ان يعترف بقرية العراقيب وبعدة قرى عربية تطالب بالاعتراف وهناك نضال جماهيري ولكن للاسف الشديد كان هذا الهدم والاعتداء. المعاملة مع اليهود بوجه والمعاملة مع العرب بوجه اخر».واشار ابو فريح الى ان اسرائيل لم تقدم لهم خيارا اخر للذهاب والسكن فيه وقال «لا يوجد اي خيار لقد هدموا (القرية) وتركونا في العراء وذهبوا. هذا الذي حدث نحن متعودون على الصحراء نحن لن نيأس نحب النقب وسنعيش في النقب ... لا توجد اي خيارات اخرى».وأضاف مسؤول في سلطة الاراضي الاسرائيلية لموقع اخباري اسرائيلي «السكان هنا لديهم منازل في راهط وكفر قاسم. نحن نطبق قرار اخلاء المنطقة الذي تم اقراره من قبل محاكم البداية والعليا. اليوم سوف نخليهم واذا عادوا سنطردهم مجددا».ودعا ياحنون دانينو القائد البارز في الشرطة الاسرائيلية سلطة الاراضي الاسرائيلية التي تدير الاراضي التي تملكها الدولة والتجمعات السكنية للبدو الى التوصل لاتفاق لحل هذه القضية لان الهدم ليس هو الحل المناسب.وقال دانينو لردايو اسرائيل «يجب عليهم (سلطة الاراضي والتجمعات السكانية) ان يجدوا حلا جذريا لكل النقب وانا اوافق ان احداث اليوم (الهدم) ليست هي الحل ونحن (الشرطة) وانا شخصيا لا اؤمن بالهدم. اعتقد انه يجب ان يكون هناك حل مقبول لجيمع الاطراف».