دنيا هانيتعودت حين يتمناني ويرغب بي ألا أقاوم .. وأن أستسلم له بسهولة ..كان كالوحش حين ينقض على فريسته.. خالياً من أي صفة من صفات الإنسانية.. لا يمتلك مشاعر ولا أحاسيس ..كانت أكبر غلطة ارتكبتها بحياتي هي عندما فكرت بأن أرتبط بهذا الإنسان الغريب إنسان مكتمل لكنه خال من أي صفة تمتلكها البشرية..حتى نفسي المعذبة تعبت من الشكوى والآآآه..ولم تعد قادرة على التحمل..أخطأت حين اعتقدت أني بفعلتي هذه سوف أهرب من السجن العائلي الذي كنت فيه..فرحت عندما دق الباب وتقدم ليأخذني بين ذراعيه.. حلمت به كفارس يمتطي جواده ويجري مسرعاً ليأخذني معه نجوب العالم.. لكني اكتشفت بأني كنت مخطئة ، كان مجرد حلم تمنيته وليس حقيقة..- كانت تشكو لي والدموع تذرف من عينيها وصعبت علي .. وكنت أقول في نفسي (( ما هذا الحال الذي نرضاه على أنفسنا ما الذي يجبرنا على الهروب من سجن العائلة لندخل سجناً مؤبداً لا مفر منه.. لماذا نسكت ونتحمل ولا نواجه)) .. (كنت أقصد بذلك المرأة بشكل عام)..مشكلة ضغط الأهل على أولادهم يجعلهم يعتقدون خطأ أن الزواج هو السبيل الوحيد في التخلص من تحكم العائلة حتى ولو كان الاختيار خاطئاً.. خاصة أنه وفي بعض الأحيان ليس للفتاة أي حق في اختيار شريك حياتها.. يجب عليها رغماً عنها أن ترضى بأي شخص يرغب بالزواج منها..فلو قالت لا لقامت قيامتها.. إذ إن والديها يفرضان عليها الموافقة وطبعاً كلامهما لا ينزل الأرض أبداً..تفكير جاهل حينما يفرض الأهل ويقررون من هو الأنسب والأصلح لابنتهم حتى إن تجاوزت السن القانونية بكثير.. تصبح كالدمية بين أيديهم ليس لها رأي ولا خيار بما يخص مستقبلها وحياتها..والغريب أن البعض من أجل الهروب والتخلص من شبح العنوسة يوافقون على أول شخص فكر بالارتباط بهم.. من دون تردد أو تفكير طالما أن كلامها لن يسمع وليس له أي قيمة .. فهي لطالما حاولت ولكن في الأخير كان القرار للأهل..فأي مصير ينتظرها بعد ذلك .. فهي إما أن توافق وتعيش حياتها المتبقية مع شريكها الجديد الذي اختاروه لها..وإما أن تتعذب وتلتزم الصمت وتقول ظل راجل ولا ظل حيطة ((وهنا الحيطة الأهل وقسوتهم عليها))..فمتى يكون للمرأة حق اختيار شريك حياتها .. ومتى نتخلص من الظلم والجهل والتقليد الأعمى؟.
|
ومجتمع
(ظل راجل ولا ظل حيطة)
أخبار متعلقة