خاطرة
جلست أمام مرآتي اصلح وارتب خصلات شعري.. نظرت إلى نفسي عن بعد ورضيت بما عكست لي مرآتي.. امتلأت حينها عيناي بثقة عمياء بالمهام التي سوف أنجزها.. لبست نظارتي ودخلت الغرفة بكل شجاعة.. وها هو صخر جامد يجلس على عرشه وينظر من نافذته وقد بدأ الغسق يداعب السماء برفق.. جلست على أحد المقاعد الفخمة وشعرت بالاستقرار والراحة.. أخذت قلمي وكتبت كلمة وسألت سؤالاً، فجأة ينظر إلي والسلطة في وجهه كاملة في هيبتها.أقشعر جسمي من الحضور وابتسمت ابتسامة ماكرة حاولت فيها إخفاء اضطرابي.. وجاء الجواب مسرعاً يتبختر بخطوات سيد نبيل قائلاً:كنت سعيداً بمعنى الكلمة، أملك أراضي خصبة ومزارع كثيرة وجبالاً شامخة وأطفالاً يلعبون فيها.. خلعت نظارتي وقلت له: ماذا حصل؟ أجاب: أضعت أطفالي وأنا انتقل من عصر إلى عصر من أجل المجد والتوسع والوصول إلى العرش واليوم أنا أتألم وأنا احتضن أطفالاً قد دمرهم الزمان والبعض منهم مازالوا ضائعين في خطوط الأيام.صرخت قائلة دون تردد: عليك الصمود فنحن بحاجة لك، إن عصر السرعة والقوة والسلطة لا ينتظر، علينا اللحاق فالأرض مازالت خصبة.نهض غاضباً واهتزت الأرض بشدة ومشى بخطوات ثابتة ليدوس على كل الفساد والانتقام والحسد والفقر، ليرفع بيد راية الحب والسلام وينشر بيد أخرى بذور البداية لكل من يطلب السعادة والنجاح من غير تميز طبقي أو نسب فقط لأنه إنسان.. أنتهت المحادثة خرجت وأنا أشعر بالمسؤولية.. هكذا بدأت في كتاباتي بسؤال جديد مع صخر آخر.[c1]أمل حزام[/c]