استطلاع/ ابتهال الصالحي:في إحدى المرات وخلال تجولنا في السوق لاحظ ابني ذو الخمسة أعوام أن أحد المحلات يعرض ملابس كالملابس التي يرتديها البطل الكرتوني (سوبر مان) وبعد إصرار وإلحاح شديدين منه اضطررت أن اشتريها له وكم كانت فرحته لا توصف فقد نام كل الليل وهو يحتضن بدلته الجديدة ..وبعد أن أرتداها بدأ في تقمص الشخصية بحيث لم يترك كرسياً أو طاولة إلا وقفز منها متجولاً في أرجاء المنزل تاركاً إياه وكان إعصار تسونامي قد مر عليه.. توجه لي ليطلب مني فتح النافذة له ولأننا في الدور الثالث تفاجأت وسألت لماذا؟؟ ففاجأني برده الذي كان (سأطير مثل سوبر مان )..ولولا ستر الله وحفظه ومصادفة أن جميع النوافذ كانت محكمة الإغلاق لكان نديم في خبر كان !!!وكم هي الحكايات التي نراها من الأطفال ونسمع عنها من الأمهات والذي يكون المتهم الوحيد فيها التلفزيون حيث يحاول الطفل تقليد كل ما يراه بعد أن أصبح يقضي أمامه ساعات طويلة أكثر من التي يقضيها مع أفراد أسرته أو حتى مع أقرنه من الأطفال الآخرين .ونستعرض هنا مدى تأثير التلفزيون وما يبثه على أطفالنا وهل هو فعلاً المتهم الرئيسي في السلوكيات السيئة والتراجع الدراسي وسبب في توليد العنف عند النشء ..وإذا كان شر لابد منه فكيف نستطيع أن نستغل مميزاته ونتجنب مساوئه ..[c1]مدى التأثير[/c]وفقا لدراسة أميركية عن جامعة ولاية ميشيجان فأن الطفل الذي يشاهد التلفزيون بإفراط ليس أكثر عرضة للبدانة فحسب، ولكنه أيضا أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم.الذي يؤدي إلى أمراض القلب والأعصاب والكلى, وكذلك العلاقة بين السمنة وارتفاع ضغط الدم قد تم إبرازها في مختلف الدراسات. ، بما فيها حقيقة أن المشاهدين الصغار عادة ما يلتهمون الأكلات الصغيرة أمام شاشات التلفاز كما يؤكد الباحثون والذي يؤدي إلى البدانة والخمول وأمراض سوء الهضم . كما أجرى علماء بجامعة ليسستر بالمملكة المتحدة دراسة تتعلق بتأثير مشاهدة التلفاز و ممارسة العاب الكومبيوتر على الأطفال و العائلة حيث اختاروا ٢٣ طفلاً يبلغون من العمر ٧ سنين و يمارسون عادات مختلفة مثل مشاهدة التلفاز أو ممارسة العاب الكومبيوتر حيث تم متابعتهم هم و عائلتهم لمدة خمسة أسابيع و في خلال هذه المدة تم منع مشاهدة التلفاز و ممارسة العاب الكومبيوتر.و أظهرت النتائج أنه مع منع سبل الترفيه المذكورة زاد الترابط العائلي كما تغير سلوك الأطفال فبدؤوا بالنوم في وقت مبكر و الاستيقاظ بوقت مبكر في حالة من النشاط كما تقدموا في الدراسة بمعنى أنهم اهتموا بأداء الفروض المدرسية و المنافسة في الدراسة لأنه لم يعد هناك شيء يشغلهم عنها ,و يقول العلماء أن هذه الدراسة توضح مدى اعتماد الأفراد على وسائل الترفيه الحديثة نتيجة للفراغ ولكن مع منع أو تقليل تلك الوسائل فان الأفراد تتجه نحو المزيد من الترابط و التفاهم الأسري كما أن الأطفال يستفيدون من هذا الأمر بالتقدم بالدراسة و المحافظة على صحتهم . وفي جميع الحالات، هناك قاعدة بسيطة للأطفال: لا يجب للطفل مشاهدة التلفزيون أكثر من ساعتين في كل يوم .في هذا الإطار كان لابد من البحث عن مدى التأثير الذي يتركه التلفاز على أطفالنا وكيف نحميهم من هذا الخطر الذي يتواجد في كل بيت في الريف والمدن .. التلفزيون، فهذا الزائر الذي لا يمل و لا يكل من الكلام، ولا يمل المنصتون اليه من متابعة ما يعرضه عليهم، فله من الجاذبية ما يشبه السحر، وله من القدرة ما يكفي لاستقطاب انتباه المشاهد كبيراً كان ام صغير عن طريق اقوى جهاز في هذا الإنسان، البصر والسمع، وشدهما إلى مساحة صغيرة مضيئة تحسب بالبوصات.هذا (الزائر) الذي أصبح عضواً أصيلا في الأسرة من أول ليلة دخل إليها، له فضائل كثيرة، فهو إضافة الى كونه النافذة التي تطل منها الأسرة على العالم وترى أحداثه في دقائق معدودة، فانه وفر جهداً ووقتاً ومالاً للأسرة، فلم يعد أفرادها بحاجة ماسة للخروج من المنزل لمعرفة ما يدور خارجه.لكنه سبب قلة الكلام بين أفراد الأسرة، بل ان الأمر وصل حد اتهام التلفزيون بأنه قضى على روح الحياة الاجتماعية التي كانت سائدة بين أفراد الأسرة قبل دخوله منزلهم، فالأطفال الذين كانوا يستمتعون بالحكايات التي يرويها لهم آباؤهم وأمهاتهم وجداتهم في أمسيات الدفء والحنان، ما عادوا يستمعون إليها بعد دخول هذا (الصندوق) المليء بحكايات وأشياء أخرى.[c1]التلفزيون شر لابد منه :[/c]سعاد عبد الرحمن أم لأربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والرابعة من العمر ومدرسة في إحدى المدارس الابتدائية تقول أن التلفزيون هذه الأيام شر لابد منه ..فالأم تدفع أطفالها إليه منذ الصغر حتى تلهيهم عنها لتتفرغ هي لأشياء وواجبات أخرى هكذا يبدأ الأمر ثم يتعلق الطفل بالتلفزيون حتى يصبح مصدر إزعاج للأهل ..فكم تكرر هذا الموقف أن يتنازع أفراد الأسرة على أي قناة يستقرون فالكبار يريدون مشاهدة الأخبار أو البرامج الرياضية والصغار يريدون البرامج الكرتونية ومسلسلات الأطفال والانتصار في الأخير للأقوى !!وبعد أن يكون التلفزيون مصدر سعادة وراحة للطفل وألام معاً تستجد أمور يكتسبها الطفل من مشاهدته التلفاز وخاصة عندما يكون من غير رقابة ..وهذا السائد غالباً والخطر كبير عندما يمسك الطفل جهاز الريموت كنترول ويتجول بين القنوات المتنوعة بين إعلام هادف وأخر هابط ..وكم من موقف تعرض له الطفل لمشاهدته موقفاً معيناً في قناة معينة لا يسمح عقله الصغير استيعابها وتفسيرها لتترك صدمة واثراً عميقاً لا يستوعبه عقله الصغير ..والأخطر من ذلك عند محاولته لتقليدها مع أقرانه من الأطفال !!وكثير هي مثل هذه الحكايات التي نسمع عنها كل يوم ..أما من واقع تجربتي كأم ومدرسة في مدرسة ابتدائية فكثيراً ما اسمع وأرى من الأطفال تقليدهم بطل المسلسل الفلاني أو طريقة اللبس أو حتى المصطلحات المتداولة ..[c1]الأطفال والشباب أكثر المتضررين[/c]اجمع علماء النفس والأختصاصيون أن الأطفال والشباب هم الأكثر تأثراً من الكبار ببرامج التلفزيون لسببين :-1 القبول لكل ما يقوم التلفاز بعرضه دون أي نقد لما شاهدو ينحصر ذلك بسبب قلة ومحدودية الخبرة الواقعية-2 الاعتقاد الجازم بان كل ما يشاهدونه هو حقيقي لان الطفل يصعب عيه التفريق بين الواقع والحقيقة والخيال.حيث تنمي مشاهدة التلفاز عند الأطفال السلوك السلبي فجلوسه عند الشاشة والانقياد لها النصيب الأكبر وظهور الممثلين الراشدين بمشاهد مؤلمة وعنيفة لحل الصراع بينهم يولد لدى الطفل مفاهيم لا يرغب بها وان الأطفال يقلدون السلوك العدواني والعنف عندما يصور ذلك النموذج انه ناجح كما نلاحظ تقليد الأطفال لأبطال الشخصيات الكرتونية منها والغير كرتونية فترى البنت تحلم بان تصبح أميرة كسندرلا أو فله أو ... وتصر على تقليدهن في ملابسهن وحركتهن وما إلى ذلك وترى الولد يقلد الأبطال من هذه الشخصيات كسوبرمان أو طرازان أو غيرهم والعجيب أن بعض الأهالي يفرح ويتحمس لذلك !![c1]أهم السلبيات التي يتركها التلفاز[/c]يحدثنا الاختصاصي النفسي/ هشام عبد الله /إن للتلفزيون تأثيرات جانبية سلبية على حياة الطفل اليومية من أهمها:- انه سبب رئيسي للاضطراب النفسي والقلق الروحي, وذلك أن شاشة التلفزيون قادرة على أن تثبت في الطفل أنظمة من المبادئ والنواميس والقيم، حتى برامج الترفيه والتسلية تستطيع بالتدريج ودون أن يشعر الطفل أن تغير موقف الطفل ورؤيته للعالم عندما يشاهد برامج مثيرة ومناظر عنيفة.إن معظم البرامج التلفزيونية تثير رغبة ولهفة غير عادية للطفل وتجعل الطفل يستجيب لها ويتشابك معها؛ ولذلك إذا لم يكن الطفل مسلحاً عن طريق أبويه وبيئته بقيم ثابتة وراسخة يمكن أن تجابه ما يكرس التلفزيون من برامج غير صالحة بقدر كبير، عند ذلك يصبح سهلاً أن نفهم كيف يقع الطفل في مصيدة التلفزيون.كذلك لا يجب أن نغفل إن كثيراً من التصرفات والمصطلحات الغير لائقة يتعلمها الطفل من خلال مشاهدتها وسماعها من التلفزيون وبالتالي يبدأ بتقليدها وترديدها ظناً منه أنها صحيحة ومستحبة ..- تأثير التلفزيون على المدرسة والقراءة حيث أن مشاهدة الأطفال للتلفزيون له تأثير سلبي على ذكائهم فكلما زادت مشاهدة الأطفال للتلفزيون انخفض مستوى تحصيلهم الدراسي, حيث إن معظم التلاميذ الذين لا يكملون أداء واجباتهم المنزلية ناتج عن انشغالهم بالمشاهدة التلفزيونية في كثير من الحالات كما أن مشاهدة البرامج التلفزيونية دون أية عملية اختيار وانتقاء من شأنها أن تضعف قدرة الطفل على التمييز وأن تضعف تذوقه الجمالي وبالتالي فإن التلفزيون يصبح في الواقع قاتلاً للوقت.- القضاء على كثير من النشاطات والفعاليات لأن التلفزيون يستهلك الوقت المخصص للعب والمرح بين الأطفال كما انه يرسخ ويثبت في الذهن آراء ووجهات نظر جاهزة وأحادية الجانب فبدل أن يبحث الطفل عن المعلومة ويكتشفها بنفسه يجدها جاهزة من التلفاز.- يقلص العلاقة بين الطفل والأسرة حيث إن الطفل بحاجة إلى التفاعل المباشر مع والديه وإخوته بحيث يجلسون، ويتحدثون، ويلعبون معاً ولكن التلفزيون يجذب انتباه الجميع إلى نفسه فبدلاً من أن ينظر الأطفال بعضهم إلى بعض ينظرون إلى جهاز التلفزيون وعندما يبكي طفل أو يريد أن يتكلم بشيء يقوم الآخرون بإسكاته فوراً ربما بعنف وذلك لأنهم يريدون متابعة مشاهدة التلفزيون وهذا كله يؤثر سلباً على تلك العلاقة الودية التي يحتاجها الطفل في الأسرة.- إن التلفزيون يربي الأطفال على العنف،وهذا شيء لا جدال فيه فدائماَ ما نرى في لعب الأطفال محاكاة لما يرونه عبر شاشات التلفزيون أو حتى نوعية ألعابهم.. الجانب المضيءوعلى الرغم من الآثار السلبية إلا أن له بعض الايجابيات حيث يترك عند الأطفال حصيلة لغوية جيدة ومهارات في استخدام المفردات المتنوعة من خلال ما يعرض من برامج ومشاهد مختلفة و يعطي صورا واسعة عن المهن المختلفة ويكسبهم عادات و مهارات فنية مختلفة وله قدرة كبيرة في تغيير السلوك وإذا تم استخدامه تحت مراقبة من الأهل لما يشاهده الأطفال فيمكن أن يكون بمثابة موجه لتنمية السلوك نحو العلم وأنواع المعارف المختلفة .[c1]وقائع وفجائع [/c]تتمة للبحث وتجسيداً للواقع فإنني أذكر قصصاً واقعية حدثت من جراء التأثر الإرادي أو اللاإرادي من مشاهد العنف التي يبثها التلفزيون ودوره في تعليم الأحداث أساليب العنف والجريمة والانتحار والتشجيع عليها ،والتقليد الأعمى لكل ما يعرض وأنه كان السبب في حدوث بعض مظاهر العنف في المجتمعات : - قلد طرزان فمات: لقي صبي لبناني يبلغ من العمر 16 عاماً مصرعه في مدينة ( بعلبك ) أثناء محاولته تقليد إحدى الشخصيات السينمائية .ذكرت التحقيقات أن الصبي كان يعشق أفلام المغامرات التي كان يداوم على مشاهدتها كل يوم تقريباً .. ويوم الحادث شاهد فيلماً « لطرزان « - طفل ينظف شقيقه في الغسالة فقتله :تسبب طفل عمره 8 سنوات في قتل شقيقه الرضيع ، حيث وضعه داخل الغسالة الكهربائية وقام بعد ذلك بتشغيلها !!وتقول صحيفة ( سانجها جانستان ) الهندية أن الطفل القاتل قد فعل ذلك لتنظيف شقيقه الصغير ، فقد شاهد إعلانات في التلفزيون عن تنظيف عرائس الأطفال في الغسالات ، وهو ما دفع الطفل الجاني إلى تقليد ما شاهده في الإعلان التلفزيوني . - أحرقا نفسيهما علّ سوبرمان ينقذهما :ذكرت وكالة أنباء(برس تراس أوف انديا ) الهندية أن فتيين هنديين أُصيبا بحروق كبيرة بعدما حاولا إحراق نفسيهما على أمل في يقوم « شاكتيمان « ( سوبرمان ) وهو بطل مسلسل تلفزيوني محلّي ، بإنقاذهما . وكان سوبها وراكيش من ولاية بهار ( شرق الهند ) يأملان في أن بطلهما سينقذهما وسيطفئ النيران التي كادت تقضي عليهما .وكان المسلسل - أيضاً - تسبب بشكل غير مباشر في وفاة طفل أضرم النار في نفسه قبل أسابيع قليلة بعد ما شاهد إحدى حلقات المسلسل . - عمره خمس سنوات ويطلق الرصاص :طفل فرنسي عمره خمس سنوات أطلق رصاصة على جاره الذي يبلغ من العمر 7 سنوات وأصابه إصابة خطيرة ، وذلك لأنه رفض إعطاءه قطعة من اللبان . وذكر في أقواله للشرطة كيف تعلم أن يحشو بندقية والده عن طريق مشاهدته لأحد الأفلام في التلفزيون . - انتحار فتاة تونسية بسبب مسلسل مصري :تناقلت وكالات الأنباء - خاصة وكالة رويتر - نبأ انتحار فتاة تونسية بعد مشاهدتها لمسلسل مصري بعنوان ( حارة المحروسة ) تاركة رسالة تفيد أنها بعد مشاهدتها لنصف المسلسل وجدت أن مشكلة البطلة تطابقت تماماً مع مشكلتها .. ولذا قررت الانتحار . - مدرسة للسرقة : حدثت سرقة في إحدى مدن الكويت وبعد إلقاء القبض على اللصوص اعترفوا بأن الطريقة التي تم بها سرقة المحل كانوا قد شاهدوها في التلفاز من مسلسل عرضوه قبل أسبوع . - تريد قتل والديها : جذب أحد برامج التلفزيون إحدى الفتيات عمرها 15 عاماً فتعلّمت منه ، حيث رأت شخصاً يريد أن يقتل شخصاً آخر فأتى إلى فرامل السيارة وقص الفرامل وكانت هذه البنت تريد أن تقتل والديها فذهبت لتقص فرامل السيارة لتقتلهما لكن الأبوين اكتشفا الأمر بفضل الله لأن الفتاة أخطأت فقطعت سلكاً آخر بدلاً من الفرامل فأضاء إشارة إنذار حمراء ولم يعرفا من الفاعل ، فجرّبت الفتاة خطة أخرى إذ ألقت صفيحة من البنزين على السيارة في داخل الجراش فانفجرت وتنبّه الأبوان في آخر لحظة فأسرعا يفتشان الجراش والبيت خوفاً على ابنتهما وكادا يختنقان من كثافة الدخان واكتشفا بأن الفاعل هي ابنتهما وفي التحقيق قالت : إن والديّ يضغطان عليّ كثيراً لأجتهد في الدراسة لأن أخي أخفق في الدراسة وهما يريدان مني تعويض ما فاته . ولقد رأيت برنامجاً في التلفاز فقلدته . - فيلم تلفزيوني يقتل طفلاً أردنياً :أدت محاولة طفل أردني تقليد مغامرة شاهدها في فيلم تلفزيوني إلى وفاته .وقالت مصادر طبية أردنية أن الطفل البالغ من العمر ثماني سنوات أراد تقليد مشاهد رآها في فيلم تلفازي رغبة منه في الاستكشاف والمغامرة التي لم يدرك خطورتها .وأوضحت أن الطفل أغلق باب غرفته على نفسه وربط كيساً بلاستيكياً حول رأسه الأمر الذي أدى إلى اختناقه جراء نفاد الأوكسجين داخل الكيس حيث لقي حتفه بعيداً عن أنظار أفراد أسرته ... - طفلة شنقت نفسها تقليداً لفيلم أجنبي :رشا عبد اللطيف (10سنوات ) كانت تشاهد فيلماً أجنبياً وشقيقتاها سهيلة وشيرين ، بينما الأب والأم في العمل ، وشاهدت البطلة تنتحر في نهاية الفيلم .أحضرت حبلاً وصعدت على كرسي وعلقت الحبل في مروحة السقف ، وطلبت من سهيلة وشيرين أن تشدا الكرسي مثلما حدث في الفيلم ، بينما علقت الحبل في رقبتها .جذب الحبل وتعلقت الصغيرة ، ولقيت حتفها في الحال ، وعاد الأب والأم إلى المنزل في منطقة بهتيم في شبرا الخيمة ( شمال القاهرة( ووجداها فارقت الحياة ... - صبي كاد يفقد حياته بسبب مشهد تلفزيوني :الصبي الصغير الذي لم يتجاوز عمره 14 عاماً أراد تقليد مشهد الانتحار بعدما رآه في أحد الأفلام التي عرضها التلفزيون ، فكاد المشهد أن يتحول إلى حقيقة بالفعل ...كان الصبي ، ويدعى أحمد علي حسين ، ويسكن بحي الجمالية بالقاهرة قد أحضر حبلاً ، وقام بربطه في « مروحة السقف » وربط طرفه الآخر برقبته . بعدما وقف على أحد الكراسي الخشبية الذي وقع فجأة مرتطماً بالأرض فالتف الحبل بالفعل على عنق الصغير ورقبته ، لكن صوت ارتطام الكرسي بالأرض أيقظ أمه من سباتها فسارعت على الفور إليه لتتمكن من إنقاذه في اللحظات الأخيرة ويتم نقله إلى المستشفى في حالة سيئة بين الحياة والموت ، وأمام النيابة أكد الصبي أنه حاول تقليد أحد المشاهد الخطرة التي شاهدها في أحد الأفلام لمحاولة معرفة إحساس المنتحر وكيف تواتيه الجرأة على الانتحار ، وأنه لم يكن ينوي الانتحار بالفعل ، وأنه لا يعرف سبب سقوط الكرسي … السيدة روان أم مهند .. تركت صغارها مهند 5 سنوات ومنى 3 سنوات بصحبة بعضهم البعض يلعبان تحت إشراف الخادمة ...تقول روان : في يوم من الأيام اتصلت بي الخادمة داخل المدرسة التي أعمل بها وهي في حالة ذعر وهلع طالبة مني الحضور بسرعة بسبب إصابة « منى « في عينها بمرسام رصاص أقدم أخوها على ضربها به تقليدا للبطل الذي فقأ عين الوحش في أحد أفلام الرعب.وبعد هذه الجولة القصيرة ؛ هل أدركنا حجم هذا الخطر الذي يهدد بيوتنا ومجتمعاتنا فجنبنا أنفسنا وأبناءنا الويلات والدمار والعنف ... قبل فوات الأوان ؟!! أو على الأقل أحسنا استخدام التلفزيون بالطريقة التربوية الناجحة بتوجيه أبنائنا لمتابعة القنوات والبرامج الهادفة التي تنفعهم في دينهم ودنياهم .. ومراقبتهم بل وإبعادهم عن متابعة البرامج والقنوات التي تبث العنف والقسوة وتدعو إلى الجريمة والانحراف الأخلاقي او التقليد الأعمى لكل ما يعرض بأساليب جذابة وخطيرة [c1]ختاما[/c]لا نستغرب أن يكون محور حديث الأطفال متركزًا على ما يبثه التلفزيون، وأن يكون أبطال برامجهم مرافقين لهم في كل مكان، صورهم على الملابس والحقائب والأحذية وحتى الكراسات و.. ولا تتعجب كثيرًا لو اعتبر ابنك أو ابنتك هذا الفنان أو الفنانة أو هذه الشخصية الكرتونية مثله الأعلى!!! لان السبب بسيط أنهم يجلسون مع التلفاز أكثر مما تجلس معهم ويتعلمون ويسمعون من التلفاز أكثر مما نعلمه أو نتحدث فيه معهم ..فنحن نضعه في طريقهم لإلهائهم عنا وبعد ذلك نشكو أنهم أطفال عنيفون وسلوكهم غير سوي !! ترى من هو المتهم نحن أم التلفزيون؟؟؟
جـيـل جـديـد مـن أطـفـال (الـديـجـيتـل)
أخبار متعلقة