مقديشو/14 أكتوبر/عبدي شيخ وعبدي جوليد: فر آلاف السكان من شمال مقديشو الذي يشهد تفجيرات قنابل أمس الثلاثاء حيث أدى أسوأ قتال في عدة أشهر بين المتشددين والحكومة إلى مقتل 113 مدنيا على الأقل وفقا لإحصائيات إحدى منظمات حقوق الإنسان. وتخوض حركة الشباب المتشددة والحكومة معارك من أجل السيطرة على العاصمة مقديشو وجنوب الصومال حيث أدت الحرب المستمرة منذ 18 عاما إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وخلقت مئات آلاف اللاجئين واجتذبت جيوشا أجنبية ومتشددين وأدت إلى ظهور موجة من أعمال القرصنة البحرية لم يسبق لها مثيل. وذكرت منظمة (ايلمان) للسلام وحقوق الإنسان أن المعارك بين حركة الشباب والقوات الموالية للحكومة أدت إلى إصابة 330 شخصا في الدولة الواقعة في القرن الإفريقي منذ نهاية الأسبوع الماضي. وقالت أن 27 ألف مدني على الأقل فروا من المدينة. وتسببت إراقة الدماء في انشقاقات في الجانبين المدججين بالسلاح حيث وقع اشتباك قاتل يوم الاثنين بين الشرطة وجنود الجيش ثم حدث انشقاق في المعارضة بعد أن أثار أحد أمراء الحرب خلافات بين فصيلين متمردين. وسلم شيخ يوسف محمد سياد السيطرة على مئات المقاتلين و19 عربة عسكرية عبارة عن شاحنات مركب عليها أسلحة آلية إلى الشيخ حسن ضاهر عويس وهو زعيم بارز آخر من زعماء المعارضة. وأغضب هذا زعماء حركة الشباب الذين يقاتلون أيضا ضد الحكومة الجديدة الضعيفة في البلاد. وتتهم واشنطن كلا من عويس وحركة الشباب بأن لهما صلة بتنظيم القاعدة. وأوضح أحد أقارب أدن حسين «حركة الشباب تريد إعدام شيخ يوسف.» وأضاف «لقد أمروا (عويس) بتسليم نفسه وأسلحته لكن عويس قال انه يفضل القتال ضد حركة الشباب.» وعويس عضو في الحزب الإسلامي الصومالي وهو مجموعة تضم منظمات المعارضة التي تشمل التحالف من اجل إعادة تحرير الصومال. والسيطرة على أطول خط ساحلي في إفريقيا مسألة خطيرة في الصومال. وباستثناء أموال الفدى التي يحصل عليها القراصنة فان مصدر الدخل الرئيسي في الصومال يأتي من صادرات الماشية إلى الخليج وان كان خبراء يقولون أن الصومال قد يكون به حقول نفطية مثيرة للاهتمام في الشمال. وخاضت دول إقليمية وقوى خارجية معارك منذ فترة طويلة من اجل كسب نفوذ في الصومال نظرا للمسارات الملاحية الإستراتيجية التي تربط أوروبا بآسيا. ومنذ عام 1991 عانى الصومال من صراعات داخلية وتدخلات من وقت لأخر من جانب دول في المنطقة بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد سياد بري. ويوم الأحد قالت حركة الشباب أنها تزمع «تطهير» العاصمة. وأفاد في بيان على الانترنت أن حركة الشباب ستطهر مقديشو إن آجلا أو عاجلا من هؤلاء الأشخاص. ويوم الاثنين اتهم الرئيس الصومالي الجديد شيخ شريف أحمد المتمردين بالعمل مع حكومات أجنبية لم يكشف عنها وقال أنها مصممة على تقويض إدارته. وقتل أكثر من 16 ألف مدني في القتال منذ أن بدأ في عام 2007 ونزح أكثر من مليون شخص من ديارهم ويعيش أكثر من ثلاثة ملايين على مساعدات الغذاء.