إعداد/ داليا عدنان صادق في السادس عشر من تشرين الثاني نوفمبر 1945م وصل عبدالحليم حافظ إلى القاهرة لأول مرة مع شقيقه الأكبر أسماعيل الذي حصل على دبلوم معهد الموسيقى العربية وكان الأول على دفعته ودخل معه المعهد العالي للموسيقى حيث تخصص في العزف على آلة النفخ (الأبوا) التي تشبه إلى حد كبير آلة ( الكلارنيت) تخرج عبدالحليم حافظ في المعهد في 25 أيار مايو 1948 وبدأ عمله عازفاً على الابوا في فرقة الإذاعة المصرية في العام 1951م وفي هذه الفترة شاءت الظروف ان تكون محاولاته الغنائية الأولى إذ دفعه صديقه الملحن كمال الطويل إلى الغناء.وكانت أول أغنية له لفتت الأنظار أغنية (لقاء) من تلحين زميله وصديقه كمال الطويل واستمع إليه الموسيقار محمد عبدالوهاب بطريق الصدفة فأعجبته الأغنية وطلب اللقاء بصاحبها فذهب عبدالحليم ليلتقي بالموسيقار عبدالوهاب. وفي هذا اللقاء أثنى عبدالوهاب على صوته وشجعه على المضي في الطريق فاستمر عبدالحليم يغني ويحيي الحفلات إلى أن تألق نجمه بأغنيتي صافيني مرة للفنان والملحن محمد الموجي وعلى قد الشوق لكمال الطويل، وكان قد أصبح اسمه عبدالحليم حافظ تيمناً باسم الموظف الإذاعي الذي سانده حافظ عبدالوهاب في دائرة الضوء.واتجهت كاميرات السينما إلى عبدالحليم حافظ بعد ان سجل أربع أغنيات في فيلم (مصباح علاء الدين) عند دبلجته إلى اللغة العربية فشق طريقه إلى الشهرة واستقطب الجماهير وفي مقدمتهم المراهقون منذ فيلمه الأول لحن الوفاء الذي عرض في آذار مارس 1955م في الوقت نفسه الذي عرض فيه فيلم (أيامنا الحلوة) الذي أشترك في بطولته مع فاتن حمامة وعمر الشريف واحمد رمزي.وفي منتصف الخمسينيات عاد محمد عبدالوهاب ليلتقيه من جديد ولينتج أول فيلم لحسابه (ايام وليالي) وليلحن له أول أغنية من ألحانه (توبة) ومع الشهرة والنجاح والحب الجماهيري بدأت رحلة عبدالحليم حافظ مع المرض فأصيب في العام 1954م بأول نزيف وعندما أقبل صيف العام 1956 تكررت الحالة ذاتها وفي النهاية ثبت لدى الأطباء من الفحوصات انه قد أصيب في صغره بمرض البلهارسيا وخوفاً من المضاعفات تقرر سفره إلى لندن وفي تموز يوليو 1963 ساءت حالته الصحية بعد مشاركته في احتفالات أعياد الثورة فسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث مكث هناك حوالي ستة أشهر ورفض عبدالحليم حافظ ان تجرى له عملية تحويل القناة الموصلة للدم إلى الكبد عندما علم ان نتيجتها فقدان الذاكرة وقد كلف علاجه في أمريكا 26 ألف دولار دفعتها السفارة المصرية وعندما عاد إلى القاهرة سدد المبلغ للدولة بالعملة المصرية.وفي عام 1967 ذهب عبدالحليم حافظ إلى لندن لا بقصد المعالجة وهو الذي اعتاد السفر إلى الخارج للعلاج مرة في العام على الأقل وانما ذهب ليغني في (قاعة البرت) هول ليضيف إلى سلسلة ألقابه ومنها العندليب الأسمر لقب (فرانك سيناتر) السويس الذي خلعته الصحافة البريطانية عليه.وآخر افلام الفنان عبدالحليم حافظ كان فيلم أبي فوق الشجرة وهو أول فيلم يضرب رقماً قياسياً في مدة عرضه ويروي الفيلم مشاكل الشباب أخرجه حسين كمال ومن ابرز أغاني هذا الفيلم (الهوى هوايا).وعند الساعة العاشرة من مساء يوم الأربعاء 30 آذار مارس 1977م توقف قلب العندليب الأسمر بعد ان صارع المرض 29 يوماً كان ينزف خلالها دماً وكان قد ناهز الـ 48 عاماً.
|
ثقافة
أسطورة الغناء العربي العندليب الأسمر
أخبار متعلقة