القاهرة/ متابعات: رفضت مصر مقترحا تركيا يقضي بأن تقوم أنقرة بتقريب وجهات النظر بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) لتسهيل المهمة المصرية في التوصل إلى اتفاق مصالحة فلسطينية.وكشفت مصادر فلسطينية رسمية أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، بدعم من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، أجرى اتصالا مع رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان عقب حادثة أسطول الحرية نهاية الشهر الماضي وطلب منه أن تقوم تركيا بدور الوسيط لتقريب وجهتي نظر التنظيمين الفلسطينيين. وأشارت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان موافقا على الطرح التركي، لكنه تراجع عقب رفض مصر له، ويقضي الطرح بأن يلتقي أوغلو بقياديين من فتح وحماس وبالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وعمر سليمان في القاهرة. وأوضحت المصادر نفسها أن مصر أكدت لتركيا أنه لا يمكن لأي قائد من حماس أن يزور القاهرة أو يعبر من خلالها إلى دولة أخرى، وأن الزيارة فقط تكون للتوقيع على الورقة المصرية للمصالحة، التي رفضت حماس توقيعها قبل إجراء تعديلات عليها.وأكدت المصادر أن سليمان أبلغ أوغلو اعتذار مصر عن استقبال قيادات حماس في هذا الوقت وأنه يمكن التفاهم مع حماس على أن توقع الورقة أولا وتؤخذ ملاحظاتها عند التوقيع في الحسبان.ورفض سليمان، وفقا للمصادر، إعطاء وديعة لأوغلو تقضي بأن تؤخذ ملاحظات حماس على الورقة المصرية عند التوقيع، وهو ما جعل تركيا تتراجع وترفض الطلب المصري بإقناع حماس بتوقيع الورقة.وفي وقت سابق، كشفت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع أن مصر أبلغت شخصيات فلسطينية مستقلة عدم موافقتها على ورقة تفاهمات بين حركتي حماس وفتح أو أن تكون تلك التفاهمات جزءا من الاتفاق الشامل، وأنها تفضل التفاهم بينهما عقب توقيع الأولى على الورقة المصرية للمصالحة.وتوصلت مجموعة من الشخصيات الفلسطينية إلى مخرج قبلت به حماس يتمثل بالتوافق على ورقة تفاهمات مع فتح تكون ملحقا للورقة المصرية، الأمر الذي رفضته بشدة مصر وطلبت إقناع حماس بالتوقيع على ورقتها ثم بحث ملاحظاتها، وفق المصادر نفسها. وأشارت المصادر إلى أن القاهرة ترى أن ملاحظات حماس يجب أن تؤخذ عند التطبيق، لكن الحركة ترى ذلك مخالفا لأصول الاتفاق ولا تريد أن تتسبب ملاحظاتها بعد التوقيع في مشاكل جديدة على الساحة الفلسطينية. وكان الرئيس محمود عباس قد وافق على ورقة تفاهمات داخلية، دون أن يحدد ما إذا كانت قبل توقيع حماس على الورقة المصرية أم بعده.