فى نهاية الأسبوع الماضى، اتخذت قوات الأمن إجراء صارما تأخر كثيرا جدا.. ضد عدد ليس بقليل من أعضاء تنظيم جماعة الإخوان المحظورة بحكم القانون.. وقد اكتسب هذا الإجراء صرامته من أنه شمل بعضا من قيادات الجماعة.. وعلى رأسهم خيرت الشاطر النائب الثانى للمضلل العام محمد مهدى عاكف. لقد جاء هذا التحرك الأمنى بُعَيْد أيام من استعراض "وحدات قتالية إخوانية" لإمكانياتها التدريبية.. شبه العسكرية.. فى داخل الحرم العلمى لجامعة الأزهر.. أمام الكاميرات.. ووفق ترتيب مسبق.. وقد قال بيان الداخلية أنه - أى هذا الاستعراض - هدف إلى إعلان تشكيل ما يسمى بـ "لجان الردع".. ورأى الناس، ورأينا أنه - أى هذا العرض العسكرى الإخوانى - يماثل السلوك والتقاليد المعلنة لحركات إسلامية عسكرية فى دول أخرى.. لا تعدم ارتباطا بجماعة الإخوان.. مثل حركة حماس وحزب الله.. فضلا عن جيش المهدى والحرس الثورى الإيرانى. قبيل نهاية الأسبوع، وقبل أن يتم إلقاء القبض على قرابة 140 من الإخوان.. كتبت محذرا من أن "مصر مهددة بأن تحترق".. وقلت إنه لا يمكن قبول هذا الصمت الأمنى بحجة أن قوات الأمن لا يمكنها أن تدخل إلى الحرم الجامعى.. لأن هذا ممنوع بحكم القانون.. وفى مقال تالٍ "نشر فى جريدة روزاليوسف اليومية" نبهت إلى مشاعر الخوف التى انتابت قطاعات عريضة من المصريين.. وهم يرون بلدهم وقد قارب السقوط فى هوة العنف.. تلاحقه مناخات التوتر.. وتريد جماعة طائشة أن تنال من استقراره. [c1]تضحية بالخديعة! [/c]لست أريد هنا أن أتعرض بشكل مباشر إلى ما وصفته بأنه "إجراء أمنى جاء متأخرا".. وإنما أريد أن أحل الموقف برمته من الزاوية الإخوانية.. وأن أطرح السؤال الأهم - على الأقل بالنسبة لى - وهو: كيف ضحى الإخوان بكل هذا الجهد الذى بذلوه فى خداع الرأى العام فى داخل وخارج مصر.. طوال الفترة الماضية.. وقد بدا لهم أنهم تمكنوا من إقناع الناس "فى مصر" والدول "خارجها" بأنهم حركة تريد أن تمارس الديمقراطية.. ولا علاقة لها بالعنف.. وبالتالى: هل هناك فخ ما حفر للإخوان؟.. وإذا كان هناك من فخ.. كيف سقطوا فيه؟.. وكيف حدث هذا. هكذا بكل بساطة.. وقرروا أن يتخلوا عن كل بناء الكذب الذى شيدوه.. فانهار الوهم.. وانكشفت الضلالات؟! عموما، لست من أولئك الذين كانوا قد انطلت عليهم الخديعة، وكنت ومازلت أؤكد أن الإخوان هم فصيل عنف وقتل وإرهاب.. وأن أيديولوجيتهم لا تقود إلا إلى دمار وانهيار.. ولكننى كنت أرقب وأراقب عن كثب كيف استطاعوا إقناع البعض إما بأنهم "أطهار أبرياء.. أو بأنهم بلغوا من القوة حدا لا يمكن لدولة أن تتجاوزه.. أو تصطدم به.. بل وصلت هذه الرسالة إلى مستوى من الذيوع والانتشار جعل هناك من يتعامل معها باعتبارها من بين المسلمات غير القابلة للنقاش إن هؤلاء أنفسهم هم الذين استسلموا لترويجات الإخوان وهم فى حد ذاتهم - رغم أنهم راهنوا على الجماعة المحظورة - أحد عوامل ما وقعت فيه الجماعة الضالة من محظور جديد. فلنشرح الأمر بطريقة تفصيلية ومختلفة وأكثر عمقا. إن تشخيص الحالة، أو الفخ الذى سقطت فيه الجماعة المحظورة، هو أنها اغترت تماما، وخالجها خيلاء القوة.. وتملكتها أوهام القدرة.. بحيث ظنت أنها يمكن أن تبعث إلى الجميع، وليس إلى الدولة فقط، رسالة مؤداها أنه لا ينبغى لأحد.. أيا ما كان.. أن يتصدى للجماعة المحظورة بأى سبيل.. وأنه لن يمر وقت طويل قبل أن تكون قد تمكنت من الوصول إلى الحكم. ويمكن أن نسمى هذا الفخ الذى سقطت فيه الجماعة بأنه "التعجل والهرولة نحو السلطة".. وفى سياق هذه الحالة وفى صورتها الأخيرة التى بلغت حد الاستعراض العسكرى فى الحرم الجامعى بأقنعة الملثمين.. كان أن تفاعلت الأمور.. وسقطت الأسطورة.. وذابت الأكذوبة.. كما يذوب الثلج فى شمس الحقيقة. [c1]النشوة العارمة! [/c]الموضوع أكثر تعقيدا من أن نبسطه هكذا.. ذلك أن أحداثا عديدة ومختلفة ومتتالية جرت خلال العام المنصرم.. هى التى أدت إلى هذه الكارثة.. التى لم تنته بعد.. وبدون أن نسقط بدورنا فى فخ آخر نقنع فيه أنفسنا بأن الإخوان قد انتهوا وأن خطرهم قد تلاشى. فى نهاية عام 2005، ومع تمكن الجماعة المحظورة من الوصول "المفاجئ" إلى 88 مقعدا فى مجلس الشعب، انتابت الجماعة حالة نشوة عارمة، وما يمكن وصفه بأنه "سكرة حقيقية"، بحيث بدا وكأن قيادتها قد اقتنعت تمام الاقتناع بأن هذا هو حجم قوتهم التصويتية فى الشارع.. وصدقوا التحليلات التى قالت إنهم "بديل النظام".. وأنه كان باستطاعتهم أن يحصلوا على عدد أكبر من المقاعد لو أنهم كانوا قد رشحوا عددا أكبر.. أو قاوموا "الغطرسة الحكومية" - على حد قاموس الجماعة - بصورة أنجع.. وأكثر تأثيرا. تجاهل الإخوان أهم نقطة فى هذه المسألة، وهى أن هناك نوعا من الاحتجاج على الحزب الوطنى، أدى بقطاع عريض من الناخبين أن يوجه أصواته إلى أى اتجاه آخر، بدلا من أن يؤيد الحزب الحاكم.. بقصد إبلاغه رسالة اعتراضية.. وصلت بالفعل.. وفى حين تلقى "الوطنى" رسالته.. وتفاعل معها.. بل وصل الأمر إلى حد الاعتراف من جانبه وعلى لسان قياداته أن الناس يعترضون على الآثار السلبية لعدد من السياسات الاقتصادية.. أصرت جماعة الإخوان على أن هذه النتائج هى مؤشرات قوتها.. وتأكيدا على ذلك أذكر جيدا أن قياديا إخوانيا بنى إجاباته فى حوار مطول مع إحدى الصحف على أساس رفض فكرة أنه كان هناك من يحتج.. أو أن هناك أصواتا اعتراضية من أى نوع. هذه القناعة دفعت الإخوان إلى نوع من الغرور والتعجل.. فإذا كانوا قد وصلوا إلى 88 مقعدا.. أى قرابة ربع أعضاء عدد المقاعد ما الذى يجعل نقطة "التمكين" بعيدة.. ولماذا يمكن انتظار السلطة 15 عاما أخرى.. وفقا لحسابات سابقة كانت قد أعدتها الجماعة.. ألا ينبغى أن نعيد بناء التوقعات.. مادام الشعب ينتظرنا وشغوف بنا إلى هذه الدرجة.. كما كانوا يقولون لأنفسهم؟! فى هذا السياق وحوله، تجمع عدد من العوامل التى أدت إلى أن يصر قياديو الجماعة على أن يضعوا عصابة سوداء على أعينهم.. وبدون أن يروا الأمور على حقيقتها.. حتى إن بعضهم تعامل مع الموقف فى غضون العام الأخير على أنهم قد يحكمون غدا. العامل الأهم هو انتشار معنى أن الولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها مانع من أن يحكم الإخوان المسلمون مصر.. وأنه يجوز التفاهم معهم.. وأنها لا تتمسك بالنظام القائم.. مثل هذه الأفكار روجها بدأب شديد.. لأسباب خاصة بثأره مع القانون.. وولاءاته.. الدكتور مزدوج الجنسية سعد الدين إبراهيم.. مدير وصاحب مركز ابن خلدون. وقد وجد سعد فى هذه اللعبة وسيلة تمكنه من الانتقام من دولة لم يحترم قانونها.. فسجنته.. بحكم قضائى.. وصارت النظرة العامة له تقوم على أنه رجل تابع للولايات المتحدة.. وضاعت سمعته العلمية.. ورصيده التاريخى.. وبدا أمام الرأى العام فى الدرك الأسفل من القيمة.. ومن ثم كان أن استخدم الإخوان فى رد الصاع.. ولكى يجد وسيلة جديدة للحصول على تمويل إضافى عن برامج سياسية تتحدث عن دمج "الإسلاميين" فى الديمقراطية.. وتروج لحوار الغربى والأمريكى معهم. وفيما يبدو، فإن لعبة سعد الدين إبراهيم... ومن شابهه قد نجحت فى البداية.. وفيما يبدو فإن بعض القنوات قد فتحت مع الإخوان وعدد من الدول.. تماما كما تفتح أية دولة قناة مع تنظيم إرهابى لكى تعرف حجمه.. فإما استفادت منه.. أو وظفته.. أو تجنبته.. وفى النهاية، وعلى الأقل، تتحصل لديها معلومات مباشرة عنه.. لكن الإخوان تعاملوا مع هذه التواصلات الاستطلاعية على أنها رسائل مباشرة من الدول الغربية والولايات المتحدة.. وأنها تحبيذ وتحبيظ.. وبالتالى ازدادت قناعتهم بأن الثمرة قد اقترب قطافها.. ورفع ذلك الشعور معامل الغرور. لم يلحظ الإخوان فى هذا السياق أن هناك قطاعا عريضا من الرأى العام إنما يتابع ذلك عن كثب، وإن كان فى صمت.. وأنه ينظر إلى مثل تلك الأمور على أنها خيانة حقيقية.. لاسيما أن الجماعة بدأت تخفف فى عدد رسائلها التى تهاجم الولايات المتحدة.. أو تصفها بأنها المستكبر الأكبر.. كما كان يفعل المضلل العام عادة.. وانغمس القياديون الإخوانيون فى تلقى طلبات حملة الاستكشاف.. من خلال لقاءات لم تتوقف على مدار الساعة مع مندوبى الوكالات والصحف الأجنبية والباحثين فى مراكز الدراسات الأجنبية.. وربما جرى على هامش هذا وحوله بعض اللقاءات بين قيادات إخوانية وآخرين فى سويسرا أو غيرها. [c1]متغير حماس [/c]المهم أنه فى غضون ذلك، ومع اكتساب مقولة "دعنا نقترب منهم فى بعض الدوائر الغربية والأمريكية".. كان إن حدث أمران.. الأول على مدى الوقت ومن خلال هذه الحملة الاستكشافية التى ظن الإخوان أنها تواصل مع الحكومات الغربية والأمريكية.. إذ تبين من النقاش المستمر مع قيادات الجماعة أنها متطرفة تماما.. وأن لديها أفكارا غير مدنية على الإطلاق.. لاسيما فيما يخص المرأة والأقباط.. وأنها لا تملك رؤية اقتصادية واضحة أو أفكارا محددة تثبت أنها قادرة على أن تكون بديلا كما تدعى. وكان الأمر الثانى، هو المتمثل فى تلك التداعيات المتوالية الناتجة عن وصول حركة حماس إلى السلطة فى فلسطين، على الرغم من أنها لا تعترف بالأساس القانونى للسلطة "اتفاقيات أوسلو".. وفى حين أصرت جماعة الإخوان على أن تثبت اتصالها مع حركة حماس وعلاقتها البنيوية معها.. ظنا منها أن ذلك يكسبها رصيدا لدى الشارع فى مصر.. كان أن نبهت تلك العلاقة الدوائر الغربية إلى أن النموذج العملى من الإخوان أى حركة حماس لا يقبل التعامل مع قواعد الواقع الدولى.. وأنه ليس لديه مانع من أن يحمل سلاحا.. حتى ولو تم توجيه السلاح إلى صدر فلسطينى شقيق.. وأنه إذا كانت حركة حماس تقبل أن تبنى جسور التحالف مع دول مثل سوريا وإيران ما الذى يمنع الإخوان وثيقى الصلة مع حماس أن يقوموا بنفس الأمر. لقد أصر الإخوان على إبقاء علاقتهم مع حركة حماس علنية وقيد الأضواء لأكثر من سبب.. الأول ذكرته مسبقا وهو الحصول على نوع من الرصيد لدى الشارع بادعاء مساندة القضية الفلسطينية.. والثانى هو أن كل لقاء مع قيادى من حماس فى القاهرة يضمن مزيدا من الأضواء والكاميرات.. والثالث هو أن هذه العلاقة تمنح الإخوان فرصة جيدة للحصول على بعض الأموال من خلال حملات التبرعات التى يمكن أن تنظمها النقابات وغيرها من أجل حماس.. إذ ما الذى يمنع - ومن سوف يعرف - من اقتطاع بعض من التبرعات باسم حماس فى اتجاه خزائن الإخوان.. هل هناك رقيب يمكن أن يعوق ذلك؟ بالطبع لا. [c1]ضعف الدولة [/c]فى غضون ذلك، ومع تراكم ما أسميه "لحسة الأضواء لمن لم يعتد عليها".. تنامى شعور التنظيم المحظور بأن الحياة كادت تبتسم أخيرا بعد مرور نحو ثلاثة أرباع قرن على تأسيس الجماعة.. وأن الدولة القائمة ضعيفة وينبغى مواصلة الضغط عليها حتى تسقط قريبا وينتهى الأمر.. ويصل الحكم إلى حجر الإخوان.. وبالتالى مضى الإخوان فى " غى" عريض يعمهون.. وصاروا يعبثون فى كل قطاع.. فى انتظار أن تأتى لحظة انفلات من أى نوع.. وتحدث الفوضى الكبرى.. وينهار كل شىء.. أو أن يتسببوا بمضى الوقت فى امتهان صورة الدولة وإضعافها.. أى أنه كان هناك أكثر من سيناريو وخطة يتم تطبيقها فى نفس الوقت. هكذا اندفع الإخوان إلى نحو بعيد "على سبيل المثال" فى اتجاه إشعال أزمة نادى القضاة إلى أبعد مدى.. واستخدمت الجماعة ما لديها من علاقات مع بعض وسائل الإعلام فى ترسيخ أبعاد الأزمة.. لاسيما من خلال قناة الجزيرة.. وبنت الجامعة السيناريو فى مراحل مختلفة من أزمة القضاة على أساس أنه سوف يحدث صدام لا توجد بعده عودة.. قد يؤدى إلى عصيان مدنى.. أو إضراب شامل فى المحاكم.. غير أن هذا ما لم يحدث رغم كل عمليات النفخ فى النار.. بل وانتهى العام كما لو أنه لم تكن هناك أزمة قضاة من الأصل. لكن الجماعة مضت إلى ترسيخ وجودها، أثناء ذلك إعلاميا واجتماعيا، خاصة من خلال اتفاقيات شبه معلنة مع بعض الصحف الخاصة التى راحت تقبض مصروفات سرية مؤكدة من التنظيم لكى ينشر كل شىء عن الجماعة.. بدءا من خبر زواج بنت المرشد.. إلى نداءات الإفراج عن العريان وما شابه. وفيما يبدو فإن الجماعة صدقت أن الرأى العام الذى تصنعه هذه الصحف التى اشترتها، يوميا وأسبوعيا، هو رأى عام حقيقى وصادق.. ويعبر عن وجودها الحقيقى.. وخلطت ما بين المزيف.. والواقعى.. وتوهمت أن كل هذا الغثاء إنما يعبر عن وجودها فى الشارع.. تماما كما ظننت أن 88 مقعدا فى البرلمان هو منتصف الطريق إلى الحكم.. ومن ثم أضافت هى نفسها عامل غرور جديدا إلى ذاتها.. وخطت خطوات جديدة نحو فخ هى التى حفرته. ولو افترضنا أنه وسط هذا اللهاث، هناك بين الإخوان من أدرك على الأقل فى داخله الفرق بين ما هو حقيقى وبين ما هو مزيف، فإن هؤلاء لم يتمكنوا من إبلاغ هذه الرسالة إلى كل القواعد.. ليس لأنهم لم يتمكنوا وإنما لأنهم لا يريدون.. فقد أداروا العجلة.. وحركوا كل الوحدات.. وبدأوا التطبيق العملى لكل السيناريوهات.. استهدافا لتحقيق الوصول للسلطة من خلال أى سيناريو.. أيها أقرب. [c1]الشباب الغاضب [/c]وسط هذا كله، تضخمت الفجوة بين الحقيقى والزائف، لاسيما بين الشباب المخدوع فى الشعارات والذى يتم العبث به باعتباره مجرد بيادق على رقعة لعب.. والمؤكد أنه لا يمكن السيطرة على مشاعر شباب تم شحنه إلى أقصى مدى بمشاعر الغضب والكراهية والعداء إلى البلد والدولة. وعلى سبيل المثال فإننى أدعو إلى إعادة قراءة الصورة التى نشرتها "روزاليوسف اليومية" يوم الأربعاء الماضى.. وتظهر شابا يستعرض "كاتا كراتيه" أمام زملائه الحانقين.. وبينما لثم هو وجهه.. ومضى فى غرور قاتل يستعرض ما تدرب عليه فى المعسكرات.. محاطا بحلقة من زملائه المشحونين.. بينما هذا يحدث.. بدا فى الصورة بعض من الطلبة فى حالة غضب عارم.. وتكشف وجوههم عن أن فى داخلهم براكين لاشك أن المسئول عن تفجيرها هو المناخ الموجود داخل تنظيم الإخوان المحظور. مثل هؤلاء الشباب لا يمكن أن يشحنوا دون أن ينفجروا.. أضف إلى هذا أمرين مهمين.. أو ثلاثة : 1- أن التنظيم نفسه يقوم على أساس متطرف ودينى عنيف، يكفر بين أعضائه كل من هو ليس عضوا فيه.. فالمسلم هو الأخ فقط وليس أحدا غيره.. وكل الأدبيات داخل الجماعة وفى مكتبتها تقوم على أساس العنف. 2- إن تطبيق الجماعة لأكثر من سيناريو فى وقت واحد "السعى للفوضى - التدريب العسكرى - تحقيق العصيان المدنى - الاستعداد للانتخابات".. كشف عن أن هناك اتجاهات متضاربة داخل التنظيم.. ويمكننى أن أقول أيضا متصارعة.. فضلا عن عوامل الصراع الموجودة من الأصل بين الأجنحة.. وهو ما أدى إلى ما أعتقد أنه نشوء لانشقاقات داخل الجماعة نفسها.. ووجود تنظيمات داخل التنظيم الواحد.. لا يمكن لا للمضلل العام أو غيره أن يسيطروا عليها تماما كما حدث فيما قبل الثورة حين نشأ النظام السرى الخاص بأمر من المرشد ثم تجاوز هذا التنظيم الخاص كل التنظيم الأصلى. 3- إن الجماعة فهمت تريث الدولة وصبرها على أنه ضعف وخوف.. وعدم قدرة. عموما هناك عشرات من العوامل والظواهر والتفاعلات التى تؤكد أن الإخوان انتابتهم حالة غرور شنيع هى التى أدت بهم إلى أن يضحوا فى لحظة وبدون دراية بكل خطط الخديعة التى أقنعوا بها الناس.. وانتهى الأمر بهم إلى أن كشفوا عن حقيقتهم طواعية باستعراض عسكرى مخيف فى جامعة الأزهر.. ومن ثم تم إلقاء القبض على المسؤولين عن ذلك. ولكن هل هذا يعنى أن الإخوان قد انتهوا.. وأن الخطر زال.. ومن حق الجميع أن ينام هانئا؟ للأسف لم يحدث هذا بعد.. بل إننى أظن أن المواجهة الحقيقية بين المجتمع المدنى والعصرى.. والمجتمع المتخلف الطائفى والإرهابى غير الآمن الذين يريدونه قد بدأت الآن.. وعلى أرضية الحقيقة العائدة.. حقيقة طالما رددناها ونرددها دائما.. وهى أن الإخوان تنظيم إرهابى متطرف يؤمن تماما بالعنف ويستخدم الديمقراطية للانقلاب على الديمقراطية.[c1]عن / (( روز اليوسف )) [/c]
|
فكر
من حفر الفخ للاخوان ؟
أخبار متعلقة