بغداد / متابعات : تشهد القوى السياسية العراقية تحالفات وانقسامات جديدة عقب ظهور نتائج انتخابات مجالس المحافظات التي عقدت الشهر الماضي, كان آخرها بروز تيار انتخابي جديد بحزب الاتحاد الوطني بقيادة جلال الطالباني, وظهور مشاكل في أحقية التيارات في تسلم مناصب بالمحافظات.وقد رفض القيادي الكردي وعضو البرلمان محمود عثمان الخوض في تفاصيل الخلافات بين الأكراد, وقلل من أهميتها وتأثيرها على مستقبل الحركة الكردية.وقال عثمان في تصريحات للجزيرة نت إن «وجهات النظر المختلفة تظهر لدى كل القوى السياسية عربية كانت أو كردية, ووجهات النظر في قاموس الحركات السياسية ليست مثالب, وإنما هي تطور نحو الأحسن وظهور تيارات تتنافس في الانتخابات البلدية المقبلة في المحافظات الكردية التي ستجرى بعد شهرين أو الانتخابات البرلمانية, أمر طبيعي».وفي تعليقه على نوايا التيار الإصلاحي بحزب الاتحاد الوطني دخول الانتخابات البلدية والبرلمانية في كردستان بقائمة مستقلة, أوضح القيادي الكردي أن هذا «نموذج ديمقراطي حقيقي ونقلة في طبق الاختيار السياسي أمام الناخب الكردي».ونفى عثمان أن تكون تلك الخطوة «انشقاقا وإنما هي تغيير فعال نحو الديمقراطية, خاصة عندما تصبح صناديق الاقتراع وليست البنادق هي الحكم في الخلافات».كما فرضت حالة انقسام التحالفات القديمة وضعا قاتما أمام عملية تسلم وتسليم المسؤوليات في المحافظات العراقية الـ14 التي أجريت فيها الانتخابات الشهر الماضي, ومهدت لائتلافات جديدة كانت أبرزها ائتلاف قطبين أحدهما علماني (القائمة العراقية) والآخر ديني (قائمة الأحرار الصدرية) بمحافظة واسط جنوب بغداد.وفي هذا الشأن قال المشرف في المفوضية العليا للانتخابات حمدي فرحان إن هناك مشاكل إدارية كبيرة نجمت عن نتائج الانتخابات, تتمثل في مطالبة الفائزين باستلام المسؤوليات وفقا لاستحقاقهم ومماطلة الخاسرين انتظارا لنتائج الائتلافات.واستدل فرحان للجزيرة نت على تلك المشاكل بقوله إن محافظة كربلاء مثلا شهدت نزاعا, عندما طالب الفائز الأول بالانتخابات محمد يوسف الحبوبي بمنصب المحافظ -الذي يشغله حاليا ممثل عن المجلس الإسلامي الأعلى، قائمة شهيد المحراب التي حلت ثالثة بالمحافظة- وقد لجأ الحبوبي للمحكمة العليا لإنصافه.كما طالب بمنصب محافظ كربلاء أيضا ائتلاف دولة القانون برئاسة رئيس الحكومة نوري المالكي وائتلاف أبناء الرافدين المكونة من شيوخ العشائر وهما يحتكران أكثر من ثلثي عدد أعضاء مجلس المحافظة الجديد.ويشير فرحان إلى أن المشاكل في كل المحافظات تزداد كل يوم بانتظار ما ستسفر عنه التحالفات الجديدة بين التيارات الفائزة. وقال إن قائمتي الصحوة وصالح المطلق انتزعتا معظم مسؤوليات الحزب الإسلامي بمحافظة الأنبار, بينما تمسك الحزب الإسلامي بالمسؤوليات الإدارية بصلاح الدين وفقا لاستحقاقه الانتخابي.كما تمكن تحالف نينوى شمالي العراق من انتزاع مسؤولية المهمة من الائتلاف الكردستاني في عدد كبير من القرى والبلدات المحيطة بمدينة الموصل, في حين استحوذ الكردستاني على مقاعد جديدة في مجالس إدارات مدن تابعة لمحافظتي ديالى وكركوك.وقد أبدى العضو البارز بالمجلس الإسلامي الأعلى جلال الصغير امتعاضه لنتائج الانتخابات في محافظة ديالى, وقال إنها لا تعبر عن طبيعة التركيبة الاجتماعية في المحافظة، وإن هناك خللا في سير الانتخابات ونتائجها. وكانت القوائم السنية حصلت على 88% من مقاعد المحافظة.ولا تزال الأطراف السياسية في حركة دؤوبة من التحالفات وراء الكواليس سواء العلمانية أو الأحزاب الدينية الكبرى, بعد انفراط عقد التحالفات القديمة فيما بينها.
أخبار متعلقة