إذا طال أمد توغل القوات التركية بشمال العراق
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قال موفق الربيعي مستشار الأمن الوطني العراقي أمس الإثنين ان بلاده تخشى ان يؤدي طول أمد توغل القوات التركية بشمال العراق لمصادمات بين القوات التركية وقوات البشمركة الكردية. وصرح بأنه سيكون لمثل هذا القتال عواقب خطيرة للغاية على جزء من العراق كان يتمتع باستقرار نسبي مقارنة ببقية البلاد. وتوغلت قوات برية تركية في منطقة نائية بالمنطقة الكردية التي تتمتع بحكم ذاتي إلى درجة كبيرة بشمال العراق لملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني. وتتهم أنقرة الحزب باستغلال المنطقة كقاعدة لشن هجمات على تركيا. وحين سئل الربيعي عما إذا كان قلقا بشان اندلاع مصادمات بين القوات التركية وقوات البشمركة قال للصحفيين في بغداد ان احتمال وقوع مثل هذه المصادمات يتزايد كلما تقدم الجنود الأتراك لمسافة اكبر داخل الأراضي العراقية وطال بقاؤهم. وتابع انه ينبغي تفادي ذلك بأي ثمن مضيفا ان مثل هذه المصادمات حتى ولو بطريق الخطأ سيكون لها عواقب خطيرة للغاية. وصرح مسئول كردي بأن قتالا دار أثناء الليل بين قوات تركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني في منطقة العمادية على بعد عشرة كيلومترات جنوبي الحدود ولكنه أضاف ان الوضع كان هادئا أمس الإثنين.، وتابع ان الجيش التركي شن أيضا سلسلة من الغارات الجوية على أهداف للحزب أثناء الليل. وحتى الآن نأت البشمركة بنفسها عن العمليات العسكرية التركية التي تجري في مناطق جبلية نائية يندر بها السكان. ويعتبر مسئولون أكراد المنطقة خارج نطاق سيطرتهم. ورغم ضعف تعاطف أكراد العراق مع أهداف حزب العمال الكردستاني التركي فان هناك غضبا واسع النطاق من عملية التوغل. ويوم السبت حذرت القيادة في منطقة كردستان العراق من ان أي استهداف للمدنيين الأكراد سيقابل «بمقاومة كبيرة» من قوات البشمركة التي أعلنت حالة التأهب. وتقول تركيا انها تقوم بعمليات محدودة ضد حزب العمال الكردستاني الذي تحمله مسؤولية مقتل نحو 40 ألف نسمة منذ ان بدأ حركته المسلحة في عام 1984. ويقاتل حزب العمال الكردستاني من اجل إقامة وطن للأكراد بجنوب شرق تركيا. ويقول مسئولون أمريكيون ان أنقرة قدمت تأكيدات بأنها ستبذل قصارى جهدها لتفادي سقوط ضحايا من المدنيين. ولم ترد حتى الآن أنباء عن سقوط ضحايا مدنيين ولكن سكان القرى القريبة من الحدود يقولون ان القصف المدفعي والغارات الجوية يستهدف قراهم. وفي مؤشر يدعو للقلق تقابلت القوات البرية التركية وجها لوجه مع قوات البشمركة مرتين في الأيام الأخيرة. وفي المرة الأولي قال مسئول كردي عراقي ان قوات البشمركة منعت دبابات تركية من مغادرة قاعدة داخل الحدود العراقية مباشرة. وتحتفظ تركيا بعدد قليل من القوات بشمال العراق منذ هجمات سابقة في التسعينات. وأمس الأول الأحد دعت حكومة العراق تركيا لسحب جنودها في أسرع وقت ممكن وحثت أنقرة على إجراء محادثات مع بغداد لحل الأزمة بشأن حزب العمال الكردستاني. ودعت حكومة بغداد مرارا لحل دبلوماسي لوجود الحزب وقالت أنها اتخذت بعض الخطوات للتصدي للمتمردين ولكنها تركز بصورة أكبر على محاولة تحقيق الاستقرار في بقية أجزاء البلاد. وذكر حزب العمال الكردستاني أن قواته أسقطت طائرة هليكوبتر تركية مقاتلة من طراز كوبرا بشمال العراق يوم السبت. وقال الجيش التركي إن طائرة هليكوبتر تعرضت للعطب لكنه قال ان السبب غير معروف.