طارق عزيز في مؤتمر صحافي في بغداد يوم 12 نوفمبر 1998
بغداد / 14 أكتوبر / رويترز:أكدت المحكمة العليا العراقية أنها أصدرت حكما يوم أمس الثلاثاء بإعدام طارق عزيز الذي كان ذات يوم الواجهة الدولية لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. ويأتي حكم الإعدام وهو الأول الذي يصدر ضد عزيز الذي كان معروفا في العواصم الأجنبية والأمم المتحدة قبل سقوط نظام صدام. وبرز دوره أثناء الغزو العراقي للكويت وفي حرب الخليج عام 1991 عندما كان وزيرا للخارجية. وأوضح القاضي محمد عبد الصاحب المتحدث باسم المحكمة العليا في سياق تصريحه لرويترز أن «المحكمة أصدرت أمس حكما بإعدام طارق عزيز وأربعة مدانين آخرين لارتكاب جرائم ضد الإنسانية.إن تهمة جريمة تصفية الأحزاب الدينية قد صنفت على أنها جريمة ضد الإنسانية». وأضاف «أن طبيعة هذه الجرائم تمثلت بالقتل العمد والتعذيب والإخفاء القسري للأشخاص». حيث حكم على عزيز بالسجن 15 عاما في العام الماضي، وذلك بسبب دوره الفاعل في قتل عشرات التجار في عام 1992 وبالسجن سبع سنوات أخرى لدوره في التهجير الإجباري للأكراد من شمال العراق خلال فترة حكم صدام. و في ابريل نيسان عام 2003 سلم عزيز نفسه للقوات الأمريكية الغازية، لكن جرى تسليمه لسلطات السجون العراقية هذا العام. وفي أغسطس آب 2010م اتهم عزيز الرئيس الأمريكي باراك أوباما في حديث أجرته معه صحيفة «جارديان» البريطانية في السجن بأنه « ترك العراق للذئاب» بسبب خطط الولايات المتحدة لسحب قواتها من البلاد. وأضاف بديع عارف محامي عزيز المقيم في عمان أن «هذا القرار سياسي وليس قانونيا. هو نفسه (عزيز) توقع هذا قبل فترة وخاصة بعد قيام الإدارة الأمريكية بتسليمه إلى الحكومة العراقية.. مشيرا إلى أنـه يتوقع انه لن يخرج من المعتقل (إلا بعد أن يقتلوني)». وقال عبد الصاحب إن عزيز والأربعة الآخرين المدانين في القضية من المتوقع أن يستأنفوا الحكم. ويسمح القانون العراقي باستئناف تلقائي لجميع أحكام الإعدام والسجن مدى الحياة حتى لو لم يتقدم المتهم بطلب استئناف الحكم. والأربعة الآخرون المحكوم عليهم بالإعدام هم سعدون شاكر وهو وزير سابق للداخلية والثاني عبد حمود السكرتير الشخصي لصدام ومدير مكتبه وسبعاوي إبراهيم الحسن وهو أخ غير شقيق لصدام وعبد الغني عبدالغفور المسؤول البارز السابق بحزب البعث.