مربط الفرس
عبدالرحمن أنيس الكتب المدرسية التجارية منتشرة في كل مكان ، اسئلة متوقعة في الرياضيات ملخصات للكيمياء دليلك الى النجاح والتفوق في الامتحان الوزاري في المواد كافة، المعاهد التجارية بدأت موسم الحصاد ومضاعفة رسوم الدروس الخصوصية والساعة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب .اشكال والوان من الكتب التجارية كافة يقف بينها الطالب حائراً ايها يختار وسط عناوينها اللافتة وبراويزها البراقة والملازم الملخصة للدروس وملازم اخرى في حل تمارين الكتب الدراسية وكتب اخرى تقوم بحل مسائل نماذج الامتحان الوزاري للاعوام السابقة وكتب اخرى تنجم وتخمن اسئلة متوقعة وتقوم بحلها .الأسر في البيوت اعلنت حالة الاستنفار والطوارىء وتخصيص غرف خاصة لمذاكرة ابنائهم ومحاولة تهيئة كافة الظروف المناسبة لهم ليتمكنوا من احراز نتائج متقدمة .الطلاب قاموا بما يلزم سهر الليالي في مراجعة المنهج المقرر ومنهم من قام بتقسيم وقته كما يجب ومنهم من قام بتصغير البراشيم وكل على شاكلته يعمل .الخوف والهم والذعر يسيطر على قلوب وعقول جميع الطلاب في هذه المرحلة ، حالة من التوتر وهيجان الاعصاب تتملك الطلاب واسرهم والمجتمع المحيط بهم ، المذاكر والمجتهد يخشى من الاسئلة ان تكون معقدة ، والمهمل يخشى ان يدخل القاعة مراقب ( متشدد ) فيمنع الغش وتقوم الدنيا على رأسه .- صبيحة الامتحان الوزاري أصعب خطوات يخطوها الطالب نحو مركزه الامتحاني يخرج الطلاب تشجعهم دعوات والديهم بالتوفيق والنجاح .يسير الطالب نحو مركزه الامتحاني بخطوات ملؤها القلق والاضطراب ، حالة من الرعب وشبح يطارد الطلاب من ليلة الامتحان حتى في نومهم الى صبيحته ، قاعة الامتحان تبدو كئيبة ويبدأ مشوار القطار بدخول المراقب الى الفصل ، اما ان يكون المراقب واعياً لعمله فيبتسم في وجوه الطلاب ويبدأ بعبارات تطمينية ويمنيهم بأن الاسئلة سهلة ، او ان يبدأ لهم كشبح مخيف فيبدأ ارباك الطلاب وانذارهم وتهديدهم ويلقي عليهم سيلاً من عبارات الوعيد والتهديد .انها ساعات عصيبة يمر بها الطالب ، ساعات متواصلة من الاضطراب النفسي ، حتى ان احد المتقدمين للامتحان سألته عما يتمناه فقال انه يتمنى لو مات قبل هذا اليوم .ربما يكون اكثر الطلاب قد عادوا الى ربهم في هذه المدة ، صبيحة الامتحان غالبية الطلاب الذين لم تعرف عيونهم طعماً للنوم يكونون قد صلوا الفجر في جماعة وبدأوا بقراءة الاذكار والآيات القرآنية والتضرع إلى اللَّه في رغبة ورهبة وخضوع وتمجيد .كل هم الطلاب في يوم الامتحان ان تمر مدة الامتحانات بنجاح ولذلك نرى غالبية الطلاب الذين وفقوا في امتحاناتهم يشعرون بالارتياح والسعادة في آخر امتحان ويبدأون بتنظيم الرحلات الترفيهية بعد الامتحان كتعويض للقلق النفسي الذي انتابهم اثناء الامتحان .- حقاً انها ازمة وقلق بل وارهاب يمارس على الطلاب ولكن ان شاء اللَّه ستعدي هذه المدة على خير وسينجح كل مجتهد ، وسيتخرج من الثانوية نوابغ المجتهدين حتى تستقبلهم كبرى الجامعات اليمنية والخارجية في تخصصاتهم المرموقة ويسهموا بعد عودتهم في التحولات الاجتماعية والعلمية في بلدهم بما يعود على اليمن وشعبها بالخير والرقي والتقدم .* طالب في مدرسة البيحاني