كابل/أفغانستان/ متابعات:شددت قوات الأمن الأفغانية إجراءاتها بالعاصمة كابل تحسبا لتكرار هجوم نفذته طالبان أمس الأول الاثنين، مع تنامي الشكوك بقدرة الحكومة على فتح الحوار مع قيادة الحركة رغم آمال أميركية باستمالة قيادتها المحلية من الصفوف الدنيا.فقد أكد محمد خليل دستيار نائب قائد الشرطة بكابل أن تعزيزات أمنية نشرت بأنحاء متفرقة من العاصمة حيث تقوم العناصر بتفتيش السيارات الداخلة المدينة، كما تمت زيادة الحواجز الأمنية والدوريات الراجلة بالشوارع.وفي هذه الأثناء، بدت كابل هادئة واستعادت حركة المرور حالتها الطبيعية بعد يوم من الهجوم الذي نفذه عدد من عناصر حركة طالبان على مواقع قريبة من القصر الرئاسي وما تلاه من اشتباكات مع قوى الأمن أسفرت عن مقتل 12 شخصا.واعتبر العديد من المراقبين أن الهجوم الجريء وجه العديد من الرسائل المحلية والدولية، أولها قدرة طالبان على ضرب مواقع حساسة بقلب العاصمة رغم وجود قوات أفغانية وأجنبية، ووسط استعدادات أميركية لزيادة عدد قواتها تطبيقا للإستراتيجية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس باراك أوباما.وأضاف المراقبون أن الهجوم يوجه ضربة كبيرة لمخطط الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لاستمالة بعض عناصر طالبان عبر تقديم مكافآت مالية مقابل إلقاء السلاح، وإعادة دمجهم بالمجتمع في إطار مصالحة وطنية شاملة. ومن المفترض أن يعلن الرئيس تفاصيل هذه الخطة قبل انعقاد المؤتمر الدولي الموسع حول أفغانستان بالعاصمة لندن في الثامن والعشرين من الجاري، بيد أن هجوم الاثنين ألقى بشكوك كبيرة حول إمكانية تحقيق نجاح كبير على هذا الصعيد.وفي هذا السياق، استبعد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إمكانية استمالة قيادات طالبان العليا إلى طاولة الحوار والانضمام لمشروع المصالحة الوطنية.وفي تصريح للصحفيين المرافقين له على متن طائرة أقلته أمس إلى الهند، قال غيتس إن احتمالات تحقيق المصالحة مع القيادات العليا في طالبان تبقى ضئيلة ما لم تر هذه القيادات تحولا بالواقع الميداني على أرض المعركة، وعلى نحو يدفعها للإدراك بأنها لن تحقق النصر. ورجح الوزير -الذي يشرف على عملية نشر ثلاثين ألف جندي أميركي إضافي بأفغانستان- أن يميل قادة طالبان لجهود المصالحة عندما يشعرون بضغط حقيقي يقابله إدراك مواز بأن حكومة كابل يمكن أن تحميهم ليكونوا جزءا من المصالحة مثلما حدث بالعراق.بيد أن غيتس استبعد تماما إمكانية نجاح هذه المساعي مع قيادات الحركة العليا مثل الملا محمد عمر وآخرين، مرجحا احتمالا تحقيق اختراق إيجابي على هذا الصعيد مع القيادات المحلية الدنيا ما يمهد لتنفيذ مشروع إعادة الدمج بالقرى والأقاليم.