طالبان تعتبر التفجيرات رسالة لقوات الناتو
قندهار/متابعات: سارعت حركة طالبان الأفغانية إلى تبني سلسلة التفجيرات التي هزت قندهار جنوب البلاد أمس الأول وأودت بحياة العشرات، واعتبرتها رسالة موجهة إلى قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي تخطط لشن هجوم هناك.وقالت طالبان في بيان على موقعها على الإنترنت إنها نفذت التفجيرات في المدينة «كرسالة» إلى قادة حلف شمال الأطلسي الذين يخططون لعملية كبيرة هناك، مضيفة أنها ألحقت خسائر فادحة «بأعداء المجاهدين». وقتل 30 شخصا على الأقل وأصيب 52 آخرون في التفجيرات التي قالت السلطات الأفغانية إن «انتحاريين» من طالبان شنوها في أنحاء مدينة قندهار، وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا.وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية زمراي بشاري إن سلسلة تفجيرات وقعت بوسط قندهار مساءأمس الأول السبت، وإن أحدها استهدف السجن المركزي وتلاه إطلاق صواريخ على المدينة.وقال ضابط في الشرطة المحلية إن خمسة انفجارات وقعت في أنحاء مختلفة من قندهار بواسطة دراجات هوائية ونارية. وقال مسؤولون إن أكبر هجوم استهدف سجن قندهار الذي يقع على مشارف المدينة، في محاولة -على ما يبدو- لتكرار عملية فرار من السجن مثلما حدث قبل عامين. وقال رئيس المجلس الإقليمي أحمد ولي كرزاي وهو أخ غير شقيق للرئيس الأفغاني حامد كرزاي إن 30 شخصا قتلوا -كثيرون منهم من النساء والأطفال- في قاعة أفراح قرب أحد الأهداف وهو مجمع الشرطة.وأضاف ولي كرزاي «إن الهدف الرئيسي كان السجن.. ويخضع السجن لحراسة جيدة». وقال إن هناك هجومين آخرين شهد أحدهما إلقاء قنبلة على دراجة نارية تقف بجوار منزله، والثاني شنه مهاجم آخر على دراجة، مضيفا أنه يعتقد أن الهجمات الأخرى استهدفت تشتيت الانتباه عن الهجوم الرئيسي على السجن.وقال شاهد عيان إن الشرطة أطلقت النار في مكان الانفجار قرب المجمع وتهشم زجاج النوافذ في المباني القريبة.وتأتي الانفجارات في وقت تخطط فيه قوات الناتو التي تقودها الولايات المتحدة للقيام بهجوم واسع في المنطقة، بعد الحملة التي تقوم بها في ولاية هلمند المجاورة. في هذه الأثناء وصل ممثل الأمم المتحدة الخاص الجديد إلى أفغانستان ستيفان دومستورا إلى كابل لتسلم مهماته على رأس بعثة المنظمة الدولية. وأعلن الدبلوماسي السويدي لدى وصوله عن أن أهدافه الرئيسية ستكون استقرار الوضع في البلاد وإعادة بناء اقتصادها، مع احترام سيادتها. وقال للصحفيين «سنقوم بكل ما في وسعنا لتحسين الاستقرار والتطور الاقتصادي والاجتماعي للشعب الأفغاني.. الأمر سيتم عبر التفكير في أنه يجب أن يكون بتوجيه من الأفغان أنفسهم في ظل احترام تام لسيادتهم». يشار إلى دومستورا (63 عاما) شغل المهمات نفسها في العراق، وخلف النرويجي كاي إيدي على رأس البعثة الأممية للمساعدة في أفغانستان والتي أنشئت عام 2001 بعد الإطاحة بنظام طالبان. ودومستورا المتحدر من أم سويدية وأب إيطالي، يجيد السويدية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية ويلم بالعربية. وسيتولى الممثل الأممي الجديد في أفغانستان رئاسة بعثة تلطخت صورتها في نظر الأفغان والمجتمع الدولي بعدما تواجه إيدي ومساعده الأميركي بيتر غلبرايث علنا بشأن عمليات التزوير التي شهدتها الانتخابات الرئاسية الأفغانية في أغسطس/آب 2009.