نافذة
شدني في إحدى المرات برنامج كلام نواعم الذي يعرض على قناة (mbc)الفضائية، وفي إحدى فقراته ظهرت واقعة غريبة أم وأب من أصل أردني يعيشان في السويد، لقد أذهلتني القصة التي عرضوها على مشاهدي البرنامج، والمحطة الفضائية، إذ تبدأ الحكاية مع أسرة القيطاني التي خرجت في إحدى المرات إلى شوارع العاصمة (ستوكهلم) عند وصولهم إلى موقف الباصات كان أحد صبيتها يبكي لدرجة أن أمه صفعته وبينما هي تصفعه رأتها أحدى النساء الواقفات بالقرب منه وذهبت لإبلاغ الشرطة بما حدث، وما هي الا لحظات حتى داهمت قوى الأمن السويدي منزل القيطاني وأخذت الأطفال متهمة الأم والأب بممارسة العنف ضد أطفالهم كون القانون السويدي يمنع العنف ضد الأطفال ولو على النطاق الأسري.حكمت إحدى المحاكم في ستوكهلم بتوزيع الأطفال على بعض الأسر السويدية حتى لا يكون للغة العنف والضرب مكان في نفسية الأطفال حسب ما دعت.أخذت قضية عائلة القيطاني الأردنية مساحة كبيرة من الرأي العالم العربي، مفادها كيف يمكن لأي قانون ينوي أن يسلب أطفال أسرة مكونة من أربعة أطفال ليس هذا فحسب بل وتوزيعهم تحت مبدأ التبني برغم أن والدهم على قيد الحياة.هناك أحداث كثيرة جعلت المجتمع الأوروبي ينبذ فكرة الاحتكاك مع المجتمعات الإسلامية المهاجرة لما تحتويه سيكولوجيتهم من سلبيات أبرزها العنف الذي لو نظرنا إلى أخطاره على النشء لو جدنا منها هروب الأطفال المستمر من قراهم وبيوتهم ليستقبلهم الشارع بقلب اسود ملؤه الانحراف والعمل تحت الضرب والترهيب.لا اقصد هنا بها الجمهور بضرب مثل هذه الأسرة الأردنية القاطنة في السويد بل العكس إذ نضم صوتنا إلى صوتكم باسترداد ما هو لكم وحقكم الذي يمكن في عودة أطفالكم إليكم، لكني أريد أن أوصل رسالة إلى المجتمعات العربية القائمة في تربيتها لأجيالها على العنف والهتك والضرب المبرح على أتفه الأسباب آخذة بعض النصوص والأقاويل النبوية البعيدة كل البعد عن ديننا ورسولنا الذي ينظر إليه الغرب وأوروبا على وجهه الخصوص على أنه الموت القادم من الشرق أو كما يصفونه لذا هرعت بعض الأنظمة الأوروبية الى كبح ثقافة العنف في تربية الأطفال، فموقف الأم في أسرة القيطاني بضربها لأحد أبنائها بطريقة عفوية وجدتها الأم عادية لأن ببيئتها العربية الأردنية تربت على ذلك وكل شخص يلفظ اللغة العربية تربى على أنه حين يخطئ يضرب إلاَّمن رحم ربي وهم قلة.العالم كله ينبذ فكرة استعمال العنف في تربية الأطفال فحالنا كذلك و علينا بث التوعية والإرشادات التي ينبغي على الأسر اتباعها، واليمن هي أحدى الجمهوريات العربية التي تعاني من تسلط العنف وعمالة الأطفال، الا أن تحريك المبررات في ضرب الأطفال تأخذه الأسرة جيلاً بعد جيل آخذة معها المقولة الشهيرة (من يضربك يحبك)، أو من يرى في شيوخ الإسلام الذين يرون أن ضرب الأطفال وإرهابهم بنظرات هي أنسب وسيلة لجعلهم رجالاً يقفون في مواجهة الصعاب فهذا غير صحيح البتة .. فالطفل يحتاج إلى تربية تقوم على التفاهم والإقناع، وهذا ما لمسناه في السويد وغيرها من البلدان التي تحترم تربية الأطفال وتحثهم على التعليم وأخذ مراكز متقدمة فكما يقول شاعرنا الكبير حافظ إبراهيم (الأم مدرسة إذا أعددتها .. أعددت، شعباً طيب الأعراق).