للقضاء على وبائية الملاريا
أمل حزام مذحجيمرض طفيلي يسببه كائن وحيد الخلية (البعوض) وتنقله إناث البعوض من النوع (أنوفليس) ويوجد 380 نوعاً من بعوض الأنوفليس منها 60 نوعاًَ له القدرة على نقل الطفيلي وكلمة ملاريا Malaria أصلها الكلمة اللاتينية Malus aria وبالإيطالية mala aria أي الهواء الفاسد ويسميها الإنجليز حمى المستنقعات Swamp وتعيش معظم أطواره في الماء النظيف.إن الأوضاع الصحية في اليمن لا تزال في حالة عدم استقرار لأسباب سياسية واقتصادية واجتماعية أهمها غياب وسائل التشخيص والمعالجة والوقاية، فالتشخيص السليم يؤكد وجود مسببات الأمراض في جسم المريض أو عدمه بالفحص المخبري أو استخدام أشرطة الفحص السريع، وهو يلعب دوراً في الإسراع باحتواء المرض ومعالجة المريض.أما بالنسبة لوسائل المعالجة فلابد أن تحتوي على إقامة المراكز الصحية على مستوى المدارس والأحياء السكنية بتأمين ملف طبي لكل عائلة سكنية والمتابعة للفحوصات السنوية لمعرفة تشخيص كل فرد على مستوى كل محافظة وقرية ومدينة.لمعرفة الأمراض الوراثية وغيرها من الأمراض وبالتالي الوقاية الصحية للفرد والمجتمع عن طريق معرفة الأمراض وأسبابها والوقاية لها.أما بالنسبة للدولة والمجتمع فيجب تفعيل المراكز الصحية التابعة لمكاتب الأشغال والطرقات (البلدية) لتحديد خطط شهرية في كيفية مكافحة الملاريا عن طريق الرش باستخدام المبيد ذو الأثر الباقي داخل المنازل واستخدام الناموسات المشبعة والرش لمكافحة الأطوار اليرقية والرش الفراغي لتقليل كثافة البعوض الناقل للأوبئة وحماية نوافذ المنازل بالشبابيك وردم المستنقعات وتغطية الجسد بملابس واقية لتفادي لدغ البعوض وغيرها.والأهم نشر عملية التوعية وعقد الدورات التدريبية وتوعية المواطنين في كل المرافق الحكومية والمدارس ورياض الأطفال والمعاهد والكليات للحد من هذا الوباء الخطير.وأكد د/ عادل ناصر الجساري مدير البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا بوزارة الصحة العامة والسكان أن حوالي من يصل عددهم إلى (3.3) بليون نسمة معرضون لخطر الإصابة بالملاريا في العالم ويعيشون في (109) دول وأن (350) إلى (500) مليون نسمة يصابون بالملاريا سنوياً ويموت منهم قرابة مليون شخص في العالم.[c1]دول ذات توطن بالملاريا[/c]وأضاف: إن وبائية الملاريا تنتشر على المستوى الإقليمي فهناك دول ذات توطن بالملاريا وهي (اليمن - السودان - جيبوتي - الصومال - باكستان وأفغانستان) ودول توجد فيها بؤر للملاريا (السعودية والعراق وإيران) أما بالنسبة لبقية الدول العربية لا تمثل الملاريا فيها مشكلة صحية مضيفاً: أن نواقل المرض (mosquitos) وهي أنواع مختلفة من الحشرات جنساً ونوعاًَ لها القدرة على نقل الأمراض التي تصيب الإنسان أو الحيوان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة منهم بعوض الأنوفليس تنقل أمراضاً مثل الملاريا وبعوض الأيدس وتنقل أمراض حمى الضنك وحمى الوادي المتصدع والحمى الصفراء وبعوضة الكيولكس تنقل أمراض الفلاريا والالتهاب السحائي وبعوضة المانسونيا تنقل أمراضاً مثل الفلاريا.وأشار إلى أنه بالرغم من كون مرض الملاريا عادة ليس في مواقع القرار إلا أن أي دولة لم تصل إلى مرحلة استئصاله إلا بالتزام سياسي من أعلى مستويات القرار من خلال وجود استراتيجيات ملزمة يتبنى قضايا المكافحة لافتاً إلى أن الضغط السياسي والتوظيف الإعلامي الخاطئ سيحولنا من مكافحة صحية إلى مكافحة مشكلة بيئية وإلى ضرورة المناصرة الايجابية لنجاح برامج المكافحة بدءاً من مجلس النواب والأطباء والفنانين والمدرسين والإعلاميين وغيرهم من شرائح المجتمع.[c1]الملاريا والفقر صديقان حميمان[/c]كما أوضح أنه من الجانب الاجتماعي يعتبر الملاريا والفقر صديقين حميمين تعرف الملاريا بـ (وباء الفقراء) إذ تلعب العوامل الاجتماعية دورها السلبي في عدم قدرة رب الأسرة على حماية أفرادها من الإصابة بالملاريا من حيث الوقاية والمعالجة لوجود الفقراء في البيئة الخصبة لناقل المرض ولأسباب عديدة منها بيئة المسكن وشحة المياه، وسوء التصريف الصحي وغيرها .[c1]الحلقة الأضعف[/c]أما من الناحية الأسرية أشار د/ عادل الجساري إلى أن الحوامل والأطفال دون الخامسة يعتبران الحلقة الأضعف والأكثر عرضة للمرض ومضاعفاته مؤكداً أن الملاريا السبب الرئيسي في وفاة كثير من الأطفال دون الخامسة لأنهم عرضة لأمراض كثيرة تضعف مناعتهم وبالتالي قدرتهم على تحمل الملاريا، أما بالنسبة للأمهات الحوامل المصابات بالملاريا فهن عرضة للإجهاض أو الإصابة بفقر الدم الشديد وبالتالي الفشل الكلوي أو الملاريا الدماغية ما قد يؤدي إلى وفاة الحامل أو جنينها أو ولادة جنين غير مكتمل.كما أفاد مدير البرنامج الوطني بأن التغييرات المناخية التي تعصف بالعالم في ظل ضعف نظام الترصد والمراقبة وغياب القدرة البحثية الحقلية وضعف نظام الاستشعار المبكر والاستجابة المباشرة في حالة الطوارئ يلعب دورا كبيرا في انتشار المرض . ولذا يجب أن تكون خطط السيطرة على مرض الملاريا وبقية الأمراض التي يتأثر نقلها بالعوامل المناخية على رأس قائمة خطة وطنية للطوارئ والاستجابة المبكرة في حالة حدوث تلك الأوبئة.[c1]توفير وسائل التشخيص والعلاج والوقاية[/c]وأكد د/ عادل حق كل إنسان بالتمتع بأعلى ما يمكن من الصحة والسلامة الجسدية والعقلية كفلتها القوانين الدولية واتفاقيات منظمة الصحة العالمية مع الدول حيث أصبحت مكافحة الملاريا التزاماً وطنياً من الدول تجاه شعوبها والتزاماً عالمياً من المجتمع الدولي الموبوءة بالمرض وعليه أصبح لزاماً على الدول توفير وسائل التشخيص والعلاج والوقاية كمواطنيها لحمايتهم من الملاريا كحق إنساني وأخلاقي.وطالب جميع القطاعات الحكومية بضرورة المساهمة الفعالة للحد من مشكلة الملاريا والشراكة مع القطاع الخاص والمجتمعات المحلية كإحدى الركائز الناجحة للحد من المشكلة على المستوى المحلي والإقليمي لتحقيق النجاح والتخلص من وباء الملاريا عن طريق الرسائل الإعلامية على مستوى وسائل الإعلام المختلفة.