عالم الصحافة
ذكرت صحيفة (ذي كريستيان ساينس مونيتور) الأميركية أن الأزمة المالية التي تعصف بالولايات المتحدة قذفت أكبر بلدان العالم في أتون كساد اقتصادي، مما حدا بالبعض إلى القول إن ما ظل يعرف «بالقرن الأميركي» قد ولّى وانقضى.وفي مقال للصحفي هوارد لا فرانتشي نشرته صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور أمس قال إن التصريحات التي انطلقت من أماكن عديدة من العالم سواء تلك التي صدرت من إيران وفنزويلا معتبرة الأزمة نهاية للولايات المتحدة كقوة عظمى, أو البيانات المتحفظة من القادة الأوروبيين بانبلاج عهد جديد متعدد الأقطاب, كلها توصلت إلى نتيجة مفادها أن بنية القوة العالمية المستندة إلى الهيمنة والزعامة الأميركية تعيش حالة من الفوضى ولن تقوم لها قائمة مرة أخرى.وورد في المقال أن هذه النتيجة تتفق مع التكهنات بتضاؤل القوة الأميركية عالميا, وهي تكهنات نبعت من احتلال الولايات المتحدة للعراق.على أن البعض الآخر يرى أن النفوذ الأميركي دوليا لن يتداعى بهذه السرعة ويتنبأ باستمرار عصر الهيمنة الأميركية, عازيا السبب في جزء منه إلى أن العالم لم يستطع إيجاد بديل لأميركا حتى الآن، ومضت الصحيفة إلى القول إن من الواضح على ما يبدو أن السنوات التي قضاها الرئيس جورج بوش في الحكم -والتي شارفت على نهايتها في وقت تمر فيه البلاد بأسوأ كارثة اقتصادية منذ ثمانية عقود- عززت وجهات نظر أولئك الذين ظلوا طويلا يتوقعون أن ينتف ريش النسر الأميركي, الذي يمثل الشعار الرسمي للولايات المتحدة.ونسب المقال إلى عالم الاجتماع بجامعة ييل إيمانويل وولرشتاين -الذي تنبأ منذ ثمانينيات القرن الماضي بزوال الإمبراطورية الأميركية- القول إن ما فعله بوش هو أنه جعل التراجع البطيء تتسارع خطاه.[c1]العبر المستفادة من أزمة 1929[/c] أراد ستيفن فولي في مقال بصحيفة (ذي إندبندنت) أن يعيد إلى الأذهان كتابا راج كثيرا عن أزمة 1929 ليقدم من خلاله عبرا ينبغي أن يستفيد منها العالم في ظرف تعصف فيه أزمة مشابهة بأسواق المال. فقبل نحو ثمانين عاما قادت أزمة مالية (1929) إلى كارثة اقتصادية، وقد كتب جون كنت غالبريث عن هذه الأزمة كتابا كان كلما أعاد طباعته أضاف إليه شيئا بسيطا جعله ينفد بسرعة من السوق لشعور الناس بأهمية موضوعه. وقد أوضح هذا الكاتب أن أزمة 1929 أثبتت أن هناك خمسة عناصر داخل الأزمة كل واحد منها يتحول لاحقا ليصبح الآخر.وأوضحت الصحيفة أن أول هذه العناصر هو سوء توزيع الدخل، موضحة أن 5% من الأغنياء كانوا يمسكون بنحو ثلث الدخل سنة 1928 في الولايات المتحدة، وهو ما تكرر ثانية إذ أصبحت في السنوات الثلاث الأخيرة نسبة 5% تمسك بنحو 38% من الدخل.وقد أكد غالبريث أن اقتصادا يعتمد على إنفاق ثلة قليلة من الناس لا يمكن أن يتمتع بالكثير من الاستقرار.أما ثاني العناصر فهو البنية السيئة للمؤسسة، ويسميها غالبريث «التخريب في طريق العودة» ويشرح ذلك بأنه نتيجة تصرف تقوم به الشركات التابعة من أجل تفادي دفع بعض العوائد لشركاتها الأم، مما يدفع الشركات الأم إلى إيقاف الاستثمار في كل فروعها.أما العنصر الثالث فهو البنية السيئة للبنوك، وهي بنية يرى فيها غالبريث كثيرا من الممارسات السيئة، مستغربا أن لا يلام أصحاب المصارف بينما يوجه اللوم إلى المودعين الذين يسحبون ودائعهم عندما يرون ما أصاب جيرانهم عند سقوط أول بنك، وتضيف الصحيفة أن العنصر الرابع يتمثل في حالة الميزان التجاري الخارجي المريبة، موضحة أن الولايات المتحدة كانت بعد الحرب العالمية الأولى دولة دائنة، بينما هي اليوم عكس ذلك.أما العنصر الخامس فهو الحالة السيئة للتنظير الاقتصادي الذي رأى الكاتب أنه لم يساعد في تفادي الوقوع في الأزمة الحالية.في مقال عن الأزمة المالية نشرته صحيفة ذي تايمز كتبت أليس طومسون مقالا يمزج بين الجد والهزل قالت فيه إن هذه الأزمة ليست شرا كلها، وإنما هي خير في لباس شر.وعللت ذلك بأنها ستقلل من التدخين والسمن والأخطار البيئية عندما تنقص أعداد السيارات، كما ستزيد من أمن الطرقات، مشيرة إلى أن هنالك وجها آخر رائعا لهذا الانكماش التجاري.وضربت الكاتبة مثالا بما سمته هروب أصحاب البنوك في إجازات إلى مناطق مشمسة لأخذ إجازة تمكنهم من الاستجمام بعد أعوام من الجنون، حتى يتمكنوا من العودة بنشاط عند نهاية الأزمة.وأكدت أن أسعار المواد الاستهلاكية ستنخفض، وكذلك أسعار البنزين التي بدأت بالفعل بالهبوط، وأسعار الإيجار، مؤكدة أن متوسط إنفاق البيت انخفض حتى الآن بما معدله 62.49 جنيها مقابل 99.58 جنيها في الأشهر الثلاثة الأخيرة.