أمل حزامأقوم الصباح من نومي باردة من البرد والجوع معاً وأنا مازالت البس عار الفقر رداءً على جسمي لا استطيع التخلص منه أو خلعه لبرهة .. هكذا أرى الناس عبر هذا الرداء يعيشون عالماً غير عالمي فأنظر إلى مرآتي وأنا لم اعد أرى نفسي بل أصبحت مجرد خيال قد تلاشى في الماضي واختفى إلى أن فقدت الإحساس كلياً بنفسي .وفي سهوه الوقت يلمس أطراف أصابعي ولدى برقة لم تعد موجودة في هذا الكون حتى أنني اشعر أن الله أعطاني ملاكاً ليخفف عني آلام الزمن وحكم القدر القاسي ولكن غريزة الجوع أقوى منه. اشعر بالغضب في تلك اللخطة يجتاحني فأذكر أني لست وحيدة , فابدأ في البحث عن أي شيء آكله لعلني اسد جوع طفلي الآن .مأساة تلازمني منذ فترة ضجرت من التذمر وقررت الخضوع والاستسلام ليس من أجلي بل من اجل فلذة كبدي ، تبخر من أعماق أفكاري وتلاشي شيء اسمه الكرامة ، وأصبحت يومياً أقف أمام مسجد للعبادة لأمد يدي وانتظر أحداً يرحمني ليرمي لي عدداً من الريالات.يالها من حياة تزورني كل يوم لتقول لي مازلت في وسط معركة الحياة واقفة في نفس المكان والزمان فاسمع صوتاً يسخرمني ينطلق من نفسي قائلاً : أفيقي أيتها الأم من سبات نومك واحملي سلاحك للقضاء على هذا الوباء فأغضب من نفسي كثيراً وابكي .. دمعات تخرج من عيوني شلالات تجري فيها أنهار مليئة بالمرارة ارجع إلى البيت كل يوم وأنا حاملة هذه النقود لأشبع بها طفلي ولربما لاشتري له الحلو فيستطيع اليوم النوم بسلامة . حاولت اليوم خلع هذا الرداء ولكنه أصبح جزءاً مني يلازمني حتى وأنا نائمة قدري لا مفر من الهروب .. فهل توجد رحمة بين البشر .
|
تقرير
رداء الفقر
أخبار متعلقة