عالم الصحافة
ذكرت صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي البريطانية أن قنابل تحتوي على مسحوق التنغستن قصفت بها إسرائيل الفلسطينيين في غزة، وقالت إنها قنابل تترك ضحايا بجروح غامضة، وإن تل أبيب تواجه اتهامات باقتراف جرائم حرب في القطاع.وتدعو الأمم المتحدة إلى التحقيق في اتهامات لإسرائيل باستخدام أسلحة وقنابل محرمة دوليا في الحرب على غزة التي استمرت 22 يوما وأسفرت عن استشهاد وجرح الآلاف.ونسبت الصحيفة للناطق باسم المنظمة الدولية كريس غينيس قوله إنه يجب التحقيق لمعرفة جرائم الحرب التي يمكن أن تكون إسرائيل اقترفتها في حربها على غزة.وتواجه إسرائيل اتهامات باستخدام أسلحة غير تقليدية في الحرب على غزة، بما فيها نوع جديد من القنابل التي تسبب جراحا يقول الأطباء إنهم لم يشهدوا مثيلا لها في السابق، وإنه من المستحيل معالجتها.وذكرت الصحيفة أن الأمم المتحدة ليست المنظمة الدولية الوحيدة التي تطالب بالتحقيق العاجل في الأساليب والأسلحة التي استخدمتها تل أبيب في الحرب.ونسبت الصحيفة إلى الطبيب النرويجي إيريك فوس الذي عمل في مستشفيات غزة مع بداية الحرب، قوله إن إسرائيل استخدمت قنبلة «متفجرات المعدن الخامل» ذات الكثافة العالية أو «دايم».وأوضح الطبيب أنه شاهد مصابين فلسطينيين بجروح بالغة دون ملاحظة شظايا بداخلها، مضيفا أنه عمل في مناطق حروب لأكثر من ثلاثين عاما ولم يشهد مثل تلك الجروح، وأن الصور الطبية تتطابق مع ما تسببه قنابل «دايم» التي قد تسبب السرطان.وبينما رفض الجيش الإسرائيلي تأكيد أو نفي استخدامه أسلحة معينة مثل الفوسفور الأبيض أو قنابل «دايم»، قال عدد من الأطباء العرب في غزة إنهم شاهدوا مصابين بجروح غريبة وغير قابلة للعلاج، حيث تبقى تنزف باستمرار.وقنابل «دايم» مصممة لإحداث انفجارات كثيفة في موقع صغير، وهي محشوة بمسحوق من مادة «التنغستن» التي تشكل شظايا حادة وتذوب في الأنسجة البشرية، ما يصعب معه اكتشاف أسباب الجروح في أجساد الضحايا، وهي بالتالي تشكل جرائم حرب عند استخدامها ضد المدنيين، وفق الصحيفة.[c1]هزيمة أخلاقية لإسرائيل في غزة :[/c]خلصت إحدى كبريات الصحف البريطانية إلى أن الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة قد تمخضت عن إلحاق هزيمة أخلاقية بإسرائيل.وقالت صحيفة (ذي أوبزرفر) في افتتاحيتها اليوم إن العملية العسكرية (الرصاص المصبوب) تمثل هزيمة لإسرائيل, وهي النتيجة التي ستؤول إليها على الأرجح هذه الحرب التي وصفتها بأنها عبثية.واعتبرت الصحيفة أن المفهوم القائل بأن مشاكل الأمن يمكن أن تحل بالاستخدام الأحادي للقوة المفرطة ما هو إلا وهم يستبد بالسياسيين الإسرائيليين.وتضيف أن مثل هذا الفهم لم يأخذ في الحسبان أن حربا شاملة في قطاع غزة المكتظ بالسكان ضد حركة حماس «هي بالضرورة اعتداء على السكان المدنيين», مشيرة إلى أنه حتى من المنظور الإسرائيلي فإن الحملة العسكرية أخفقت.ومضت إلى إن السلطات الإسرائيلية ستصر على القول إنها تمكنت من تحجيم قدرة حماس على إطلاق الصواريخ, لكن الصحيفة تعيد إلى الأذهان أن الهدف الظاهر للحرب كان تدمير تلك القدرة تماما.كما ستزعم إسرائيل برأي الصحيفة أن حملتها ستظهر للعيان مدى تناقص التأييد لحماس في العديد من العواصم العربية, وأن مكانة الحركة كسلطة حاكمة في غزة قد تراجعت, وأنها لا تعدو أن تكون إرهابياً بالوكالة نيابة عن سوريا وإيران «اللتين تزودانها بالسلاح».غير أن الحقيقة في نظر الصحيفة هي أن مكانة حماس «كأداة مفضلة للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي قد زادت رسوخا بسبب وحشية العدوان العسكري العشوائي».ربما تكون قدرة حماس العسكرية -كما ترى الصحيفة- قد تقلصت بدرجة كبيرة ومع ذلك فإن إسرائيل عجزت رغم سيطرتها على حدود غزة عن إيقاف تهريب الأسلحة عبرها.وطالبت الصحيفة بإجراء تحقيقات مستقلة حول ما وصفتها بمزاعم عما سيكشف عنه الانسحاب الإسرائيلي من أدلة على أفعال ارتكبت وترقى إلى وصفها بجرائم حرب.وعلى المنوال نفسه سارت صحيفة (صنداي تلغراف) حين ذكرت أن المؤرخين ربما سيكتشفون أنه بإغلاق الحدود المصرية فإن «جرح الاستياء بين الفلسطينيين الذي ظل نازفا منذ 1948 لم يندمل بعد.»وقالت إن إسرائيل لم تتمكن في حربها هذه من توجيه ضربة قاضية لحركة حماس التي قد تخرج منها وقد زادت شعبيتها في الضفة الغربية حيث يظهر الفلسطينيون تعاطفا مع معاناة أهالي غزة.