من الحياة
يكتبها / إقبال علي عبد الله[email protected] * قبل يومين جاءني عبر بريدي الإليكتروني المدوّن في الصحيفة أسفل اسمي، رسالة من "عصفورة".. عفواً.. من فتاة عرفت نفسها باسم مستعار هو "عصفورة" فلا يهم الاسم عندي بقدر اهتمامي بما حوته الرسالة من كلمات غاية في الجرأة والشجاعة خصوصًا وأنّها من فتاة لم تكمل العقد الثالث من العمر، كما قالت هي ذلك في رسالتها، كلمات اختصرت بها مشكلتها المعقدة جداً حسب اعتقادها.. كما أنّ اعتقادها أيضاً بأنني الوحيد الذي يمكن مساعدتها.* عزيزتي "عصفورة" .. المساعد هو الله ثم عقلك، قرأت رسالتك أكثر من مرة.. فلم أجدها تحمل أسرارًا خاصة بك تمنعني من البوح بها للآخرين.. وجدت فيها مشكلة لا تخصك وحدك، بل شائعة اليوم بين كثيرات من أمثال عمرك الجميل.. ولذلك استسمحك عذراً يا "عصفورة" أن أنشر رسالتك حتى يدرك الجميع، أنّك فتاة جريئة صادقة مع قلبها، تبحث عن حل وهو بيدها.[c1]* أحببت متزوجاً!![/c]*.. "أستاذي العزيز : إقبال علي عبد الله .. كل عامٍ وأنتم بخير.. أرسل إليكم عبر بريدكم الإليكتروني رسالتي هذه والتي اعترف بها بأنني فتاة غبية، بل غبية جداً.. لأنني أحببت رجلاً متزوجاً.. نعم رجل متزوج.. والبداية أنني فتاة متحررة زايد على اللزوم (كما يقولون) وتحرري هذا وأنا في هذا السن الذي لا يتعدى السابعة والعشرين لم يجعلني أفكر بعقلي وحتى التفكير بالقلب كان طائشاً وعشوائياً.. أنهيت دراستي الثانوية، وفجأة في محيط حياتي العملية الجديدة تعرفت على رجل يبلغ من العمر خمسين عاماً.. وسيم كما رأته عيناي.. أنشددت إليه دون استئذان من عقلي، كان قلبي هو الحكم حينها.. زاد انشدادي إليه كلما شاهدته أمامي.. كلامه معي جميل، يجيد فن الحديث مع الجنس الآخر. سحرني بكلامه وصف لي العالم أمامي جميل.. كل يوم يمر ازداد ارتباطي به حتى أصبحت لا أستطيع الاستغناء عنه.. حدثني كثيراً عن نفسه وعمله.. فهو شخصية معروفة في المجتمع.. نعم هو يكبرني كثيراً في العمر.. لكن ذلك شيء لا يهمني.. فأنا أبحث عن رجل يكبرني لأنّ ذلك الرجل سيعرف كيف يروض طيشي وجنوني. سيحترم مساحة الحب الذي يضمني في هذه الحياة.. سيحترم عقلي ويقيس نبضات قلبي بمقياس تجاربه في الحياة.. عذراً أستاذي العزيز إقبال على إطالة رسالتي فأنا اعترف أنّ ثقتي بك وبقلبك الجميل والكبير سوف يحتوي رسالتي هذه بالحنان والتفهم .. فمشكلتي مع الرجل الذي أسكنته قلبي الصغير، أنّه خدعني ليس بالحب، فهو يحبني كما أشعر بجنون، ولكن خديعته جاءت عندما اكتشفت أنا دون أن يخبرني هو أنّه متزوج وأب لأولاد فيهم من هو بعمري.. شعرت وأنا أتلقى هذه المعلومة من إحدى زميلاتي بأنّ العالم كله "كذاب"!!.. وأنّ كل الرجال لا يجيدون إلا فن الخداع!!.. المهم يا عزيزي .. أصابتني الحيرة التي ما زالت تسيطر عليّ.. أنا لا أستطيع أنّ أبعده عن حياتي، لأنّه صار جزءاً مني، وفي الوقت نفسه لا أستطيع أن أكمل معه حبي، فهو رجل متزوج، يعني أنّه ملك لامرأة أخرى، امرأة عاشرته وأنجبت منه أطفالاً.. واستمرار حبي له هدم لهذه المرأة وضياع للأولاد.. ماذا أعمل. أرجوك أنصحني فأنا في حيرة..!!"[c1]* "أختكم : عصفورة"[/c]* عزيزتي "عصفورة" ..رسالتك اعتراف بأنّك تملكين جرأة يحسدك عليها كل من هن في مثل عمرك. فأنت تطلبين مني الحل وقد سبقتني في إيجاد الحل.. الحل وجد في نهاية رسالتك.. فاعترافك بأنّك ستدمرين بيت آخر.. هو الحل بعينه.. ونصحيتي لك يا "عصفورة" أن تجعلي عقلك يفكر هذه المرة بدلاً من قلبك لأنّك جربته وأوصلك إلى هذا الطريق المسدود.. كونك تحبين شخصاً يكبرك في العمر، فهذا ليس حراماً أو عيباً، فأنا مع هذا الحب وليس ضده.. لكن أن يكون الحب على حساب امرأة أخرى وتهديم حياة أسرة فهذا أرفضه تماماً، بل هو حرام.. فكري جيداً يا "عصفورة" فأنتِ تعيشين الآن في وهمٍ ليس إلا..ـــــــــ [c1]* زقزقة عصافير[/c]* .. هو : لا توجد أقراص أو حقن مخدرة تخفف من آلامي سوى كلماتكِ التي لها مفعول السحر..هي : كلما أنظر إلى صورتك أشعر بأنّ وردة تنبت في قلبي تفوح منها رائحة الأمان.هو : أنتِ الآن الأولى في حياتي وما تبقى غيرك من نساء الأرض ذرات رمال.هي : حيرتي، كيف أرضيك .. هاجسي، كيف أمنحك سلاماً نفسياً.. شاغلي، كيف احتويك.. قضيتي، إني أحييك.. فأنت فقط، تفض شمع أنوثتي في خزانتها المغلقة.ـــــــــ[c1]* أغنية الأسبوع [/c]* "أروح لمين وأقول يا مين ينصفني منكما هو أنت فرحي وأنت جرحي وكله منكأروح لمينكلمة ونظرة عين والقسمة وياهمجمعوا سوى قلبين والحب مناهموبين ليالي المنى خذني الهوى وياهواكن وصالك هنا وكنت باتمناهوبعد حبي شغلت قلبي وقسيت عليهوكان منايا يدوم هنايا ما دمش ليهلوعني حبك واليوم بعدكبيفوت سنينأروح لمين. ""تأليف / عبد المنعم السباعي"