عمر عبدربه السبع يستخرج النفط من أعماق الأرض ومن قاع البحار ويستفاد منه في الوقود وإنتاج الطاقة والصناعات المختلفة ، وهو - أي النفط - على أهميته القصوى في حياة الإنسان المتمدن ، الذي أضحى التطور التقني والتكنولوجي والاقتصادي جزءاً أساسياً من حياته العامة والخاصة ، إلاّ أن مقادير بسيطة من هذا النفط إذا أخذت طريق الخطأ ، كأن تتداخل مع مياه الأحواض الجوفية العذبة أو تطفح على سطح البحار فإنها تضر إضراراً كبيراً ببيئة الانسان وتخل بالتوازن الطبيعي للبيئة .ولا ريب أن تلوث مياه البحر بمادة النفط يعتبر من أخطر الملوثات ..فمنذ إكتشاف النفط وقيام المصانع والمصافي بمحاذاة السواحل والمنصات في عمق البحر والمحيطات فإن كميات كبيرة من الملوثات النفطية تطفح على سطح المياه ناجمة عن عمليات الانتاج والتكرير أو جراء التخلص من المنتجات المستعملة ومخلفات المصانع وهذه المخلفات تنذر بمشاكل بيئية خطيرة ويستفحل خطرها كونها عائمة وتنتقل بواسطة التيارات البحرية والرياح الى أماكن بعيدة وتتسع رقعة الضرر التي تؤثر على الاحياء البحرية والطحالب البحرية والاسماك وحتى الطيور ..إن المنشآت النفطية والتطورات الحاصلة في مجال النفط فاقمت من مقادير التلوث البحري بالنفط ومشتقاته ، فهناك الحوادث الناجمة عن عمليات الحفر والتنقيب والتسرب الناجم عن الشحن والتفريغ والناقلات العملاقة التي تقوم بالصيانة في عرض البحر أو على الموانئ وحرائق الناقلات المفاجئة كل هذه وغيرها من الأسباب لوثت مياه البحر ، فإذا علمنا أن مكونات النفط تحتوي على مركبات براثينية كالميثان والبروبان والبيتان وكذا على فلزات ومعادن ثقيلة كالفانديوم والنيكل والرصاص ، وإن بقعة الزيت الطافية التي تشكل طبقة عازلة بين ماء البحر والهواء الجوي تمنع التبادل الغازي بين الهواء في طبقة الجو وماء البحر وبالتالي تمنع ذوبان الاوكسجين في مياه البحر وهذا يؤثر على التوازن الغازي ، فضلاً على أن طبقة الزيت تمنع أيضاً عملية التمثيل الضوئي للأحياء المائية لما تشكله من عازل على الضوء ، فضلاً على أن هذه الطبقة تتبخر منها بعض الغازات الضارة وتؤثر على النظم البيئية البحرية والبرية .وقد أكد العلماء أيضاً أن أجزاء من النفط تتفاعل مع مياه البحر مكونة مستحلباً ذا تأثير سيء على الحياة البحرية فضلاً عن أن بعض المركبات النفطية قد تجد طريقها في جسم الحيوانات البحرية التي يتغذى منها الانسان وقد لا تظهر آثار الامراض على الانسان إلاّ بعد مرور السنين .أما المعادن الثقيلة الموجودة في بقع الزيت فإلى جانب تأثيراتها السلبية على البيئة فإنها تؤثر على صحة الانسان كحدوث اضطرابات على الدورة الدموية للإنسان ومشاكل في الرئة وبعض أمراض السرطان والاغشية الخلوية ..إن من واجب الدول الصناعية ذات المنشآت النفطية العملاقة أن تخلق توازناً بين الانتاج ونسبة الاضرار في البيئة .. وأن يكون الأثر البيئي ذات تأثير إيجابي على الطبيعة ، فإن التوازن البيئي هو أساس الحياة للأجيال القادمة وهو الدافع الرئيس للتنمية المستدامة فتقييم الأثر البيئي مهم في خلق حياة كريمة خالية من الامراض والاوبئة.
|
ابوواب
النفط عامل هام للتنمية وملوث خطير للبيئة فاحذروه!
أخبار متعلقة