غريب حالة ازدياد تزويج الصغيرات في وقت نعتقد أن الوعي أصبح محركاً جيداً في كثير من المواقف، مما اضطر بعض الجهات أن تعلن عن نواياها لإصدار قوانين لتحديد سن الزواج، من هذه الجهات وزارة العدل حيث نشر في صحف محلية أن هناك مصادر مطلعة أكدت بتعاون بين وزارة العدل وجهات حكومية لإقرار نظام لتحديد سن زواج الصغيرات بحيث يمنع زواج الفتاة التي لم تتجاوز الرابعة عشرة..وحقيقة نتمنى ألا يصدر هذا القرار فليس فيه تحسين للوضع فما الفرق بين طفلة عشر سنوات وأربع عشرة سنة؟ كلها مرحلة طفولة لم تصل الفتاة لمرحلة النضج بعد وهو أهم شروط الزواج وإقامة أسرة، كما يفترض بأن النضج هو العامل الرئيسي لاستيفاء شرط الاستئذان الذي لا يتم زواج البكر إلا به .. ورغم أن معظم أولياء الأمور الذين يزوجون بناتهم في عمر صغير يؤكدون موافقتهن إلا أن هذه الموافقة مجروحة، فما هي خلفية ابنة الرابعة عشرة لأستشيرها في أمر مصيري؟ ابنة الرابعة عشرة ومافوق قليلاً لايسند إليها اختيار ملابسها بشكل كامل فهل يسند لها اختيار زوج؟! ماذا تعرف عن صفات الرجال لأستشيرها فيهم؟ ثم نقول استئذان!! أسألكم بالله يامن تعقدون دورات تدريبية ما قبل الزواج عندما تنضم لصفوفكم ابنة الرابعة عشرة كيف توصلون لها المعلومات التي لابد أن تتعرف عليها قبل الزواج؟ مع أني على يقين أنه لم يسبق أن التحقت أي فتاة في هذا العمر في مثل هذه الدورات فحالة الزواج توضح مستوى الوعي العام لدى الأسرة، أتصور أن ابنة الرابعة عشرة يتم إغراؤها بأنه سيسمح لها باستخدام الجوال والمكياج وغرفة نوم خاصة فتسعد بها وليس بالزواج!!. هل جسدها الضعيف قادر على تحمل أعباء الحمل والولادة؟ الرأي الطبي يؤكد أن الحمل قبل سن الثامنة عشرة عالي الخطورة لأن تكوين الفتاة الجسدي لا يكتمل قبل هذا العمر فقد لا تتم حملها كاملاً لأن جسمها لم يكتمل نموه بعد وقد تتعرض للإجهاض المتكرر وتصاب بفقر الدم، نزيف دموي حاد، ارتفاع في ضغط الجنين أو ما يسمى بالتسمم الحملي، ويمكن انفجار الرحم، اختلال في وظائف أعضاء الجسم والجهاز العصبي، آلام الظهر المزمنة بسبب الحمل المبكر الذي يسبب ضغطاً على العمود الفقري قبل اكتمال نموه فيسبب آلام ظهر مبرحة طوال العمر، فضلاً على أن الزواج المبكر يعتبر عملية طردية مع الأمية في الإناث. تشير بعض الأخبار الصحفية إلى أن الجهات الأمنية عند تبليغها بعزم تزويج طفلة تستدعي ولي أمرها وتأخذ عليه تعهداً بعدم إتمام المشروع إلا أن كثيراً من أولياء الأمور لا ينفذون التعهد فيتم الزواج، أتصور أن أولياء الأمور يعرفون جيداً أنه لن يطالهم أي عقوبة فعلية سوى كتابة ورقة تضاف لكومات الورق!! المؤلم أنه حتى لو تم الفصل بين الطفلة وزوجها هذا الفصل لن يعالج الجرح النفسي والجسدي الذي تعرضت له الطفلة وقد يبقى أثره طوال عمرها، المشكلة ليست في زواج الطفلة من رجل مسن المشكلة في الزواج بحد ذاته، قصت لي صديقة عن زواج طفلة تعرفها عن قرب لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها لم تبق مع زوجها الشاب الذي درس آخر سنة في الجامعة سوى 20يوماً ثم أرجعها لمنزل والدها فما كان من أهلها إلا أن وجهوا لها صور اللؤم والحرمان وكانت الطفلة تبكي مستغربة إرجاعها لمنزل والدها فهي ترى نفسها سيدة منزل من الطراز الأول فملابس الزوج وغرفته نظيفة وتراعي أهله وتلعب مع أخواته فلماذا أرجعها؟! أرجعها لأنها لم تمكنه من نفسها فكلما اقترب منها أصابتها نوبة بكاء وهستيريا.. والدتها تسقيها الماء المقري فيه طلباً لشفائها من العين المصابة بها نصحتها صديقتي بأن تشرب هي الماء.[c1]--------------------------* ممثلة وكاتبة سعودية [/c]
|
فكر
زواج الصغيرات
أخبار متعلقة