الدكتورة / أمل مكنون – طبيبة نساء وتوليد تتحدث .. لـ ( 14 اكتوبر ):
حوار / فايزة مشورة أكدت الدكتورة أمل مكنون طبيبة نساء وولادة بمستشفى الثورة العام على أهمية الاستشارة الطبية للمقدمات على الزواج وخاصة حالات الزواج المبكر للفتيات صغيرات السن .. وقالت الدكتورة أمل في حديث خاص لـ ( 14 أكتوبر) أن الاستشارة الطبية للمقدمات على الزواج المبكر يساعد كثيراً على تجنب الكثير من الأضرار والآثار السلبية المتعددة التي يخلفها حالات الزواج المبكر وخاصة لدى الفتيات والتي من أهمها الأضرار التي يخلفها الحمل المبكر للفتيات .. وأشارت إلى أن الحمل لمبكر للفتيات يؤدي إلى تعدد حالات الإجهاض وإلى الانفجارات الرحمية وكذا الحمل خارج الرحم المؤدية إلى تعدد الولادات القيصرية المضرة بالنساء صغيرات السن .. كما تحدثت الدكتورة أمل مكنون عن عدد من المواضيع والقضايا المتعلقة بظاهرة الزواج المبكر والآثار السلبية والمترتبة على ذلك في الحوار التالي [c1]ظاهرة الزواج المبكر[/c] - كيف تنظر الدكتورة أمل مكنون إلى ظاهرة الزواج المبكر؟- ظاهرة الزواج المبكر في اليمن من أهم الظواهر الإنسانية التي تتطلب الوقوف أمامها بحزم لما تخلفه من آثار صحية سيئة على المقدمات على الزواج بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل عام..ونحن الأطباء ننظر لها من الناحية الصحية وعواقبها على صحة الفتاة فلسنا ضد زواج الفتاة فنحن مسلمين ولنا عادات وتقاليد وأحكام تنظم ذلك .. ولكن تؤكد الدراسات العلمية أن الكثير من الفتيات تبلغ في سن مبكرة وخاصة في المناطق الساحلية الدافئة والظروف البيئية فأن تجاوب الهرمونات المسئولة على ذلك تبدأ في سن مبكرة ولذا فأننا ننصح الأسرة الراغبة في تزويج بناتهم في سن مبكرة أن يدركوا وجود عدد من المخاطر التي تهدد صغيراتهم والتي من أهمها الحمل المبكر ، وهذا يعني أن الفتاة لم تكن قد اكتملت من الناحية الجسمية ولم تكن أعضائها العظمية أو العضوية قد اكتملت ولكن هي حالة مرضية وتظهر آثارها أثناء الحمل والولادة ، ولذلك فلا بد من استيعاب خطورة الولادة للفتاة في سن الخامس عشر أو السادسة عشر فالولادة وما يتبع الولادة فيها خطورة وأضرار قد تصيب الفتاة في هذا السن مثل سقوط الرحم أو تمزق العجان أو تهتك شديد وبالغ في المجارى المجاورة لأعضائها التناسلية أو ولادتها بالقيصرية ووفاة الجنين في بعض الأحيان [c1]صعوبات ومساوئ الزواج المبكر [/c]- وما أبرز الصعوبات والمشكلات التي تواجهيها في حياتك المهنية؟- من خلال تجربتي مع المريضات في المستشفيات العامة والخاصة كذلك عملي لفترة طويلة في المناطق الريفية وجدت نساء صغيرات في العمر لا يتجاوز سن (20-25) سنة قد أنجبن من (6-10) أطفال بالإضافة إلى عدد كبير من الإجهاضات وكذا وجود الكثير من الأمهات في الريف غير قادرات على الإنجاب لذلك أصبحنا يعانين من الأمراض وغيرهن من استئصال الرحم بسبب .. انفجار رحمهن أو أصبحن غير قادرات على ممارسة حياتهن الزوجية الطبيعية بسبب وجود تمزق شديد في العجان وقد لا ينفع معها العلاج إلا بتدخل جراحي [c1]أهمية الاستشارة الطبية [/c]- وكيف تنصح الدكتورة أمل الأسر قبل الإقدام على زواج بناتهم ؟- في البداية لا بد أن يقوم الطبيب بتقديم النصح والمشورة للزوج والزوجة ولوالد الزوجة بشكل خاص لمعرفة عواقب الزواج المبكر على صحة ونفسية البنت المقدمة على الزواج المبكر وعل سبيل المثال عندما كنت أعمل في المناطق الريفية أحضروا إلى بنت عمرها (12) عاماً وقد تم زواجها قبل يوم واحد وكانت في حالة نفسية صعبة للغاية لا بد هذه الصغيرة لم تستوعب بعد الحياة الزوجية وما يقتضيه الزواج ودخول الرجل عليها فلم تكن تعلم أي شيء عن الدخول الأول للزواج لأنها كانت تعتبر أن من هذه الأمور عيب وخاصة أنها تربت في وسط أسرة محافظة لإدراك أي تواصل أو اتصال بالرجال وهي لا تزال صغيرة في العمر وهناك أمور كثيرة عن الزواج ومتطلباته تجهلها [c1]مشكلات الزواج المبكر[/c] وهل هناك مشكلات أخرى للزواج المبكر ؟نعم هناك مشكلة أخرى للزواج المبكر أن جسم الفتاة الصغيرة لم يكن متقبل للحمل وحصل فترة ركود وضمرت ( عندها ضمور في المبايض ) لأن صغير السن غالباً ما يكون عندها الوعي الصحي لصغر سنها وعدم إدراكها لما هي مقدمه عليه وما يتطلبه الزواج من مسئوليات الحمل والإنجاب والعلاقة الزوجية مع الزوج والاهتمام بالنظافة أي القواعد السليمة والصحية للنظافة .[c1]اختلاف الظروف الاجتماعية[/c] - لكن قبل عشرين إلى ثلاثين عام كان الزواج يتم في وقت مبكر للفتاة ؟- بالطبع في هذه الفترة كان يتم هذا الزواج وكان الإنجاب يتم بشكل كبير وكانت الظروف الأسرية في تلك الفترة تختلف عنها الآن فلم يكن هناك اهتمام بتربية الأطفال ولا بتعليمهم ولا بصحتهم ولا بنظافتهم وكأن الأمر يقتصر على الأكل والشرب فقط علماً بأن هذا الأكل والشرب لم يكن متوازناً ولا نقياً كما يتم الحرص عليه الآن ..وكان العيش مقتصراً في القرية المعتمدة على الظروف المعيشية والاقتصادية البسيطة لهذه القرية فلا يهم أن أنجبت الأسرة عشره أو خمسه عشر طفلاً وربما أكثر لأن اعتماد الأسرة مرتبط بما تجنيه من المحاصيل الزراعية والحيوانية في محيطهم في القرية ، ولم تكن الدراسة ملزمة للجميع وربما أن الولد الأكبر هو الوحيد الذي يمكن إرساله للدراسة بينما يبقى البقية دون تعليم يعيشوا عيشتهم البسيطة بعكس الآن .. بالإضافة إلى عدم قبول المرأة نفسياً لزوجها .. وبعد فترة تكون المرأة قد أرهقت يتعدد الحمل والولادة فلا تصلح لمواصلة الحياة الزوجية فيضطر الزوج للبحث عن زوجة بديلة وترك الزوجة الأولى وإهمالها لتعود بعدها امرأة محطمة غير صالحة في الأسرة والمجتمع.[c1]تظافر الجهود للتوعية[/c] - وما دوركم كأطباء في معالجة مثل هذه المشكلات ؟- أنا أرى أن دوري كطبيبة وكوسائل إعلام ووزارة تربية وتعليم مشتركين كلهم بخطوط متوازية ومتوازنة في مواجهة ومعالجة هذه المشكلات ، فلماذا لا تخصص وسائل الإعلام صفحات يومية أو أسبوعية للتوعية واستضافة الأطباء المتخصصين للمشاركة في توضيح الآثار السلبية لهذه المشكلات ( الزواج المبكر .. ولماذا لا تخصص وزارة التربية والتعليم صفحات في مقرراتها ومناهجها المدرسية لتوضيح الأبعاد والمخاطر التي يتعرض لها المجتمع والأسرة جراء ظاهرة الزواج المبكر وإيجاد الحلول الناجحة لهذه المخاطر والمشكلات وبما يتوافق مع الدين والشرع... كما أن الإنجاب المبكر قد يؤدي إلى تحطيم الفتاة الصغيرة وقد تكون امرأة غير صالحة في المستقبل نتيجة استئصال رحمها ,,, وربما يتعرض رحمها لصغر سنها للانفجار من أول حمل لعدم اكتمال الرحم ومن خلال عملي في مستشفى السبعين شاهدت الكثير من الحالات لفتيات صغيرات تسعف وقد أنفجر رجمها نتيجة انقباض للرحم ولم يفتح لخروج الجنين فيؤدي إلى انفجار الرحم لآن الجنين يكون في داخل الأكنومنت يسبح في التجويف البطني فيتم استئصال كل شيء وبقت امرأة عاقر ..وكثير من الفتيات يأتين وقد حصل ( فستولا ) معناه حصل لها أثناء الولادة ثقب في كيس البول فتكون غير قادرة على التحكم في البول وتظل طوال اليوم تتبول فوق نفسها .. وبعد ذلك لن يتقبلها الزوج بعد هذه الأعراض وهناك إحصائيات كثيرة مشابهه لهذه الحالة .. وقد تكون هذه المشكلات لا تقتصر على اليمن وحسب فهناك الكثير من الدول النامية تتعرض فتياتها الصغيرات لما تتعرض لها صغيرات بلادنا.[c1]السن المناسبة للزواج [/c]- ما هو السن المناسب للإقدام لتزويج الفتيات ؟- بحسب الدراسات والبحوث العلمية المنهجية الدقيقة للكثير من الخبراء والمتخصصين في حالات الزواج والولادة في العالم العربي والأجنبي فأن هذه البحوث والدراسات تنصح بأن يتم الزواج من سن (18-20) سنة لأن في هذا السن يبدأ تكوين أعضاء الفتاة واكتمالها ..وهو للأسف السن الذي يعتبر في بعض المجتمعات اليمنية أنه بداية سن العنوسة لدى الفتيات ... ومع ذلك فنحن لسنا هنا ضد فكرة الزواج من سن 15 أو 16 أو 17 عاماً ولكن يجب أن تراعي الأسرة الظروف الصحية للفتاة قبل زواجها ومدى تقبلها للزواج في هذا السن .. إضافة إلى الاستشارة الطبية لما قبل الزواج المبكر حتى لاتتعرض الفتاة الصغيرة للعديد من المشكلات الصحية والنفسية التي تحول حياتها إلى جحيم .- ما هو الحل من وجهة نظرك؟- لا بد من إتخاذ قرار رسمي يحد من ظاهرة الزواج المبكر وفرض عقوبات على المخالفين المستهزئين بصحة الفتيات الصغيرات وتحطيم مستقبلهم .. ولذلك فأننا ننصح في حالات الحمل المبكر للفتيات الصغيرات بمتابعة حالاتهن عبر المراكز الصحية وأن يتم التوليد بواسطة العمليات القيصرية في كثير من الحالات نظراً لصغر سن الحوامل وعدم قدرتهن على تفادي مخاطر الوضع الطبيعي