طوكيو ــ لندن / متابعات :بدأ علماء يابانيون وبريطانيون في إعطاء تفاصيل مثيرة حول مهمة استكشاف جديدة للشمس. فالمركبة سولار - بي، وهي مركبة فضاء يابانية مجهزة بثلاثة مناظير، سيكون هدفها دراسة الانفجارات الشمسية، وهي ألسنة اللهب العملاقة التي تندلع من سطح الشمس وتؤثر على اتصالات الاقمار الصناعية وشبكات الكهـرباء وشــبكات الهـــواتف الجوالة عـلى الأرض. بالاضافة الى ما يترتب على هذه الانفجارات من أخطار تهدد حياة وعمل رواد الفضاء والمركبات الفضائية. ومما له دلالة كبيرة ان المهمة التي من المقرر البدء بتنفيذها خلال أسبوعين، ستحظى بدعم من المملكة المتحدة والولايات المتحدة حيث ستقوم بريطانيا بتوفير الجهاز الذي سيدرس الانبعاثات الشديدة لأشعة الضوء فوق البنفسجية. ويأمل منفذو هذه المهمة العلمية الكبيرة ان تسهم مراقبة المجال المغناطيسي للشمس في التعرف على المزيد من الانفجارات الشمسية ، وهي عبارة عن انفجارات للطاقة الكامنة تعادل عشرات الملايين من القنابل الهيدروجينية التي تنفجر في غضون دقائق. وبينما يملك العلماء فهما دقيقا لعملية حدوث الانفجارات الشمسية إلا أنهم لا يمتلكون القدرة على التنبؤ بموعد حدوث هذه الانفجارات ، وستكون مهمة سولار - بي معرفة معلومات جديدة عن "فترة اندلاع" هذه الانفجارات. الى ذلك اوضحت البروفسور لويزي هارا من مختبر مولراد لعلوم الفضاء بجامعة كوليدج بلندن خلال مؤتمر علمي الهدف من هذا المهمة العلمية قائلة ً: "ما نريد القيام به هو استكشاف طبيعة الانفجارات الاكثر نشاطا في المجموعة الشمسية بما يمكننا فعلا من التنبؤ بمكان حدوثها وسبب حدوث هذه الظاهرة." ، مشيرة الى ان المعدات التي ستوضع على متن المركبة الفضائية ستقيس حركة المجالات المغناطيسية وكيفية استجابة الغلاف الجوي المحيط بالشــمس لتلك المجالات المغناطيـسيـة. وقالت هارا في كلمة ألقتها أمام مهرجان الجمعية البريطانية لتطور العلوم "ان درجات الحرارة المنبعثة من الانفجارات تتجاوز تلك المنبعثة من اندلاع ثورات البراكين بمقدار 10 آلاف مرة." مشيرة الى ان الحرارة الناجمة عن الانفجارات الشمسية والتي تمت ملاحظتها للمرة الأولى في انجلترا عام 1859 تتسبب في انبعاث غازات من الغلاف الجوي تبدأ في التحرك بسرعة كبيرة تتجاوز بنحو عشر مرات سرعة طائرة من طراز كونكورد. وقالت هارا أن فهم الانفجارات الشمسية بشكل أفضل يمكن ان يوفر معلومات عن كيفية إطلاق المجالات المغناطيسية كميات هائلة من الطاقة وهل بالإمكان وجود حياة في مكان آخر من المجموعة الشمسية. الجدير بالذكر ان الانفجارات الشمسية تحدث عند انطلاق الطاقة المخزونة في المجالات المغناطيسية فجأة وبقوة ، فيما تحدث أقوى الانفجارات وأكبرها داخل نطاق أقوي المجالات المغناطيسية. ويصاحب الانفجارات عادة حدوث بقع شمسية وهي مناطق مظلمة وباردة ناجمة عن اختراق قوي للمجالات المغناطيسية عبر سطح الشمس. هذا ومن المقرر إطلاق المهمة "سولار- بي" في 22 سبتمبر القادم من مركز يوتشينورا لأبحاث الفضاء في جنوب اليابان. وخلال مهمتهما التي تصل إلى ثلاث سنوات ستدور المركبة الفضائية على ارتفاع 600 كيلومتر لمشاهدة الشمس بشكل مستمر.
مهمة استكشاف جديدة للشمس
أخبار متعلقة