أضواء
ليس من الضروري أن تمتلك المال الوفير أو السلطة أو النفوذ لكي تساعد الآخرين وترسم البسمة على وجوههم.كل ما تحتاج إليه أن تكون إنساناً كي تسعد من حولك وكي تستشعر السعادة أنت أيضاً حين تخفف آلامهم وتفرج كرباتهم. وكم نحن بحاجة في زمننا هذا إلى أن نستعيد فينا إنسانيتنا التي طغت عليها ماديات الحياة حتى كادت أن تموت بداخل البعض منا. وكم نحن بحاجة إلى القدوة الإنسانية التي يمكن لجميع أفراد المجتمع أن يتعلموا منها كيف يكون الإنسان حقاً إنساناً. وما أجمل أن تكون هذه القدوة مجموعة من الفتيات في مقتبل العمر كفتيات (نادي يللا بنات الرياض) وحديثي تحديداً عن هؤلاء الفتيات والنساء المنضمات إليهن في ذات النادي ليس إبخاساً لحق الشباب ولكن فقط لأني كنت ضيفة شرف على حفلهن السنوي الذي أقيم بأحد فنادق مدينة الرياض ولمست بنفسي المجهود الإنساني الرائع الذي يبذلنه في إسعاد الآخرين وشاهدت عرض الإنجازات السنوية التي قامت بها فتيات النادي خلال العام المنصرم وأيضاً عرض المشروعات الخيرية المستقبلية للعام الجديد، بالإضافة إلى احتفالية أقيمت في أولى ساعات الاجتماع خصصت للأيتام من بعض دور الرعاية بالرعاية حيث تفانت العضوات والحاضرات في رسم البسمة على وجوههم من خلال مختلف الألعاب والمسابقات التي أقيمت ليشارك بها هؤلاء الأطفال جنباً إلى جنب مع العضوات.ولا أنسى ذكر حضور مجموعة من طالبات السنة النهائية بكلية طب أسنان الرياض لعمل عرض توعوي للأطفال عن كيفية الاعتناء بالأسنان والمحافظة عليها. أما عن المشاريع التي تقوم بها الفتيات من خلال (نادي يللا بنات الرياض) فهي متعددة ومتنوعة وتعنى في المقام الأول بخدمة المجتمع وتقديم الدعم والمعونة لكل من يحتاج إليها من أفراد المجتمع. إن (نادي يللا بنات الرياض) مثل رائع يحتذى به لما يجب أن تكون عليه المؤسسات الاجتماعية والإنسانية، ليس فقط من حيث طبيعة الأنشطة التي يدعمها ولكن أيضاً من حيث النظام والمصداقية في العمل والعطاء اللامحدود للغير الذي تتسم به جميع عضوات النادي بلا استثناء. هؤلاء الفتيات طبقن تعاليم الدين الإسلامي فعلاً لا قولاً، فمن إدخال السرور على قلب المسلمين، إلى رعاية الأيتام، والسعي في قضاء حوائج الآخرين.. إلى كل هذه المعاني النبيلة والعظيمة التي حثنا عليها ديننا الحنيف والتي تحقق التكافل بين جميع أفراد المجتمع وتقوي أواصر المحبة به. رغم أنهن مجموعة من الفتيات المتطوعات ولكنهن يقمن بدور لا يقل أهمية عن الكثير من المؤسسات بل والمنظمات العالمية الإنسانية. ولكل من يروج لفكرة أن الفتاة لا تصلح للمشاركة في الحياة العامة ولكل من يتجنى على الفتاة العربية المسلمة ويدعي أن مجرد خروجها من منزلها إفساد لها أقول انظروا إلى هؤلاء الفتيات، تعلموا منهن كيف يكون العطاء وحب الخير، قدموا لهن الدعم بكل ما لديكم من إمكانات وليتكم تحثون جميع الفتيات المسلمات على الاقتداء بهن فيما يقمن به من أعمال إنسانية واجتماعية حتى لا تبقى طاقة معطلة أو مهمشة في المجتمع، فكم هي بحاجة مجتمعاتنا لكل الطاقات الإبداعية من كل فرد من أفرادها سواء كان شاباً أم فتاة حتى ننهض من كبوتنا وحتى نستحق فعلاً أن نكون أمة خير البشر أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم. وأختم حديثي بكلمة أوجهها لكل الفتيات والنساء اللاتي تواجدن في ذلك الحفل الذي شرفت بحضوره، عذراً إن لم توفيكن كلماتي حقكن لأن الكلمات تقف عاجزة أمام عظمة وروعة ما تقمن به من عمل. وحروفي هنا لا يسعها إلا أن تنحني تقديراً لإنسانية كل منكن.[c1]* عن/ صحيفة (الرياض)[/c]